يحب الله سبحانه وتعالي الستر علي الخلق ويأمر به. وحرم التجسس ونهي عنه. وأكد ذلك رسولنا الكريم "صلي الله عليه وسلم" حين قال إن من ستر عبداً في الدنيا ستره الله في الآخرة كما نهي عن تتبع عورات المسلمين والتجسس عليهم فيما يخفونه من أفعال وتصرفات.. وقد رأي سعيد بن المسيب رجلاً يجر آخر كان مخموراً فقال له هلا سترته بثوبك. لو سترته بثوبك لكان خيراً لك لأن الستر ادعي للتوبة ويعين عليها. وهذا في غير من عرف بالأذي أو الفساد حتي لا نفهم أنه يجب ان نتستر علي مجرم يعتد الإجرام. ويقول الإمام الغزالي إن الله تعالي كثير الستر علي عبيده ومن ستره سبحانه انه اظهر الحسن من الجسد واخفي القبيح كما جاء في صورة التوبة "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" فأخفي الدماء في العروق وأخفي العروق تحت الجلود. ومن ستر الله علينا أن جعل موطن الخواطر بالقلوب فلا يطلع عليه إلا الله. ولو اطلع الخلق علي ما يدور في قلبك لمقتوك ولكنه الستر من الله سبحانه وتعالي. وقد أصبح المسلم الحق عملة نادرة في هذا الزمن. بعد ان ظن البعض أنه لن يجد مكانه بين الناس إلا بالطعن والتجريح ومنهم من يشعر بمتعة كبير عند الخوض في أعراض الناس ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم. وهذا الصنف لا يبارك الله في عمله لأن حرمة المسلم عظيمة وجاء في حديث النبي الكريم "كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه" والغيبة والنميمة حرام والمجاهرة بالمعصية حرام وتبرج المرأة وخلع للستر الذي أمر لله تعالي به حرام. بقلم الشيخ الدكتور أمين عبدالواحد مدير عام أوقاف بورسعيد