أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامه بن عبد الله خياط المسلمين بتقوى الله والإحسان إلى النفس وإلى الخلق، داعياً المسلمين إلى العفو عن المسيء والبعد عن التشفي والانتقام. وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام: إنّ الإحسان يتجلى في بذل المال في وجوه الخير، ومن أجمل صوره تلك هي كظم الغيظ حين تبدو بوادر الإساءه والترقي من ذلك إلى مقابلتها بالعفو عن المسيء والصفح والتغاضي عما بدر منه رغبه في نيل الجزاء الضافي والأجر الكريم الذي أخبر به نبي الرحمة الكريم صلوات الله وسلامه عليه بقوله "من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عزوجل على روؤس الخلائق يوم القيامه حتى يخيره من أي الحور شاء"، وبقوله عليه الصلاة والسلام " ما نقصت صدقه من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه"، مشيراً إلى أنها سجية جميلة وخلق كريم ينأ به صاحبه عن خصلة التشفي والانتقام وليس أحسن الجزاء مقصورا على ذلك بل له أيضا في دنياه من حسن العقبى ما تفيض به حياته ويطمئن قلبه وحسبه ما يجد من القوة من امتلاك زمام نفسه وإلجامها وعدم إطلاق العنان لها في مقابلة الإساءة بمثلها أو بشر منها. وتابع، أنها القوه التي صورها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بقوله " ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب". وقال الشيخ الخياط: إن من صور الإحسان إلى النفس كذلك حين يكون شأن من زلة به القدم فظلم نفسه بإتيان ما حرم الله عليه أو ترك ما أوجب عليه ، أن يذكر عظمة ربه الذي عصاه وآلائه التي تفضل بها عليه وشديد عذابه وأليم عقابه لمن لم يرجو له وقار فبارزه بالعصيان فيحمله هذا التذكر على المبادره إلى التوبه النصوح والإقلاع عن المعاصي وبالندم على ما كان وبرد الحقوق إلى أهلها وبالعزم على عدم العوده إلى الذنب لأنه يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيره سبحانه وتعالى ولا يقيل العثرات سواه وأنه كريم لا يعاجل بعقوبة كثير الستر للخطايا والقبول للتوبة التي جعل بابها مفتوحا للتائبين حتى تطلع الشمس من مغربها. وأضاف، هذا شأن المتقين وسبيل المخبتين وطريق من خشي الرحمن بالغيب ذلك الذين أعقبهم عند ربهم مغفره الذنوب بالستر الجميل وبرفع المؤاخذه والإكرام بإدخالهم الجنه دار السلام خالدين فيها. وبين فضيلته في خطبته، أن من أهم صفات المتقين التي ينال به الدرجات العلى والنعيم المقيم عند الرب الكريم دوام استحضارهم عظمة خالقهم سبحانه وعظيم حقه عليهم ذلك الاستحضار الذي أورثهم استحياء منه وهيبة له ومحبة وشوقا إلى لقائه ذلك الشوق الذي أعقبهم كمال حرص على العمل بطاعته والنفرة من معصيته والتزود بخير زاد يصحبهم في سيرهم إليه سبحانه ، إنه زاد التقوى الذي أمرهم به عز وجل بقوله " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقونِ يا أولي الألباب".