ربما كان أشهر أمراضنا الاجتماعية ربما كان أسوأ عاداتنا الشخصية أن ننتقد غيرنا ونقتنع بأنفسنا أن نستهلك وقتنا وجهدنا وأعصابنا في متابعة ما يجري للآخرين بينما نحن في حاجة إلي كل دقيقة نضيعها في أنفاسه ينصحك بفوائد الرشاقة وأهمية الرجيم تجد شخصاً جاهلا سعيدا بظلام عدم المعرفة يفرط في شرح أهمية العلم وضرورة اللحاق بركبه. تجد شخصاً فاسداً كسولا لا يمل من الحديث عن النزاهة والشرف وقيمة العمل. وفي كل هذه الأحوال وغيرها لا أنت ستسمع منه ولا هو سيفعل شيئاً. هنا تأتي قيمة الآية الكريمة "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" فالذي يدعو إلي التغيير يبدأ بنفسه.. السمين يغير من عاداته الغذائية قبل أن يفرط في الحديث عن الرشاقة. الكذاب يغير من عاداته النفسية يكف عن الكذب قبل أن يحرض الناس علي الصدق. المصاب بالسكر يغير من نوعية طعامه قبل أن يتكلم عن أضرر السكر علي تصلب الشرايين وأمراض القلب. المصاب بالبلهارسيا يغير من طريقته في الاستحمام قبل أن ينصح الناس بالابتعاد عن الترع والبرك. لقد أعطانا الله الشيء وضده وهدانا النجدين "سبيل الخير وسبيل الشر" فإذا أصابنا من الشر شيء فإن تغييره يكون بتغير ما أدي إليه. لا ننزل ترعة حتي لا نصاب بالبلهارسيا فالله لن يغير ما بنا من بلهارسيا حتي نغير من عادة الاستحمام في الترعة. التغيير هنا يكون بالوعي والثقافة البقية العدد القادم إن شاء الله