أصبح شباب الخريجين في مهب الريح بعد أن قامت وزارة الشباب سابقاً "المجلس القومي للشباب حالياً" بإلغاء مراكز إعداد القادة المسئولة عن تأهيل وإعداد الخريجين لسوق العمل.. ولم تستبدلها بأخري تقوم بنفس الدور مما حول الشباب إلي فريسة للضياع في الشوارع والمقاهي. طالب الشباب بإعادة تلك المراكز خاصة في هذه المرحلة المهمة من عمر مصر الحبيبة والتي يلعب فيها الشباب دوراً عظيماً في بناء مصر ونهضة مصر علي كافة المستويات. معروف أن مراكز إعداد القادة بوزارة الشباب هذا المركز الذي أنشيء في الثمانينيات بهدف صقل وتنمية قدرات الشباب والمشرفين بمراكز الشباب ولكن المجلس القومي للشباب لا يريد هذه التنمية فألغي هذه المراكز المنتشرة بالمحافظات والمركز الرئيسي وتم توزيع الموظفين علي باقي الإدارات بالمجلس القومي للشباب.. بعض العاملين يتحسر علي هذا المركز لأن هذه المراكز كانت وسائل جذب لشباب الخريجين وتأهيلهم لسوق العمل وتنمية بشرية لهم والمسابقات في كل المجالات للشباب فوق 35 سنة حتي العاملين بالمديريات ضاعوا مع هذا المركز لأنه أصبح غير مؤهل للتعامل مع الشباب وإلغاء هذا المركز ضيع شباب الخريجين وتركهم فريسة سهلة للضياع والجلوس علي المقاهي وأصبحوا عالة علي الدولة فكان الطليع يتعامل مع المجلس وبعد أن أصبح شاباً كذلك فإذا وصل إلي 35 سنة يتركه المجلس اليوم وسابقاً كانت هذه المراكز لهذه المرحلة السنية. محمد صلاح - بالفرقة الثانية كلية التجارة التعليم المفتوح - يقول: ها أنا ذا حصلت علي دبلوم صناعي ثم التحقت بالتعليم المفتوح بعد سنوات ورغم ذلك لم أسمع عن هذا النوع من الخدمة التي يقدمها المجلس القومي للشباب والتي من المفترض أنها تقدم لي ولزملائي وأقراني.. ملقياً باللائمة علي المسئولين بالجهاز القومي قائلاً: من المفترض أن يقوموا بدورهم في الوصول إلينا وإلي كل مستحق أو مستهدف من خدمتهم بنشر التوعية والتعريف بأنشطتهم من خلال النشرات أو الإعلان في الجامعات والمعاهد المختلفة أو الصحف ووسائل الإعلام المتنوعة.. فهذه خدمة جيدة جداً ومطلوبة لمساعدتنا في سوق العمل فلا مانع عندي طبعاً إن عرفت خطواته وإجراءاته من الالتحاق به وتنسيق المواعيد حتي أستفيد منه حتي أكون مؤهلاً ومعداً لسوق العمل. ويطالب محمد صلاح بضرورة عودة تلك المراكز لتأهيل الشباب وإعدادهم لسوق العمل الذي يتطلب مواكبة العصر بكل تطوراته وأحداثه. أما أحمد صالح أحمد - حاصل علي بكالوريوس نظم ومعلومات إدارية بأكاديمية الألسن - فيشير إلي أنه سمع فقط عن هذه الخدمة لكنه لم يهتم بالبحث والذهاب إلي مقرها فيقول: الحمد لله فقد عملت في مشروع خاص بي ولم أنتظر العمل الحكومي وبالتالي فلم أرد أن أضيع وقتي مع برامج الإعداد والتأهيل ونحن لدينا موروث ثقافي سلبي عن المشاريع الحكومية التي لا تحقق أهدافها في الغالب الأعم لكن مع ثورة يناير أتمني أن تتغير هذه الموروثات مع المرحلة الجديدة لأننا نريد مصرنا الحبيبة أفضل بلد في العالم. برامج التأهيل يشير حسني غازي - وكيل وزارة الشباب سابقاً - إلي أن مركز إعداد القيادات أنشئ في عهد الدكتور عبدالأحد جمال الدين وكان لتأهيل القادة الشبابية والرياضية فهناك برامج لكل المهنيين سواء كان مشرفاً رياضياً أو ثقافياً أو اجتماعياً وكذلك مديري مراكز الشباب وكان المركز يعدهم ويؤهلهم للتعامل مع الشباب وصقلهم وتدريبهم علي كيفية التعامل في التجمعات الشبابية والتي فقدتها الآن لأن هذا التأهيل لشباب الخريجين. وفي عهد الدكتور عبدالمنعم عمارة بدأ نشاط المركز يظهر في المديريات وأقبل شباب الخريجين والعاملون بالمديريات علي حضور الندوات والدورات وسافروا إلي الخارج في سفريات المجلس الأعلي للشباب والرياضة كما افتتح نادي شباب حورس في ذلك الوقت لمحاربة الجماعات الإسلامية بالجامعات وكان يتم من خلال النادي طبع وتصوير الملازم والكتب للطلاب مجاناً وسيطر النادي علي الانتخابات داخل الجامعات وانفصل قطاع الرياضة عن إعداد القادة لافتتاح الأكاديمية الأوليمبية وبدأ المركز اهتمامه بالشباب وفي عهد الدكتور علي الدين هلال وزير الشباب في ذلك الوقت صدرت مجلة إعداد القادة وزيادة في البرامج والأنشطة ودخل مشرف المكتبات وأندية التكنولوجيا والعلوم والمرأة في هذه الدورات وكانت تؤهل الشباب إدارياً ومهنياً ليعمل مع الشباب في المعسكرات والرحلات وكانت المسابقات لجذب الشباب للاطلاع والقراءة وحفظ القرآن. جمود شامل أضاف حسني غازي: إن سبب بعد الشباب عن مراكز الشباب اليوم إلغاء هذه المراكز التي كانت تعد المشرف ليعمل ويجذب الشاب للمركز وتأهيله لسوق العمل بالدورات التي كانت تهدف للتنمية البشرية لهم فاليوم قطاع المشرفين والعاملين بالمديريات ايضا فقدوا قدرتهم علي العمل بسبب إلغاء هذه الدورات والبرامج التي كانت تصقلهم وتحببهم في التعامل مع الشباب فالمجلس القومي للشباب ألغي هذه المراكز وأنشأ التعليم المدني ولكن هذه المراكز تتعامل مع الشباب ولا تتعامل مع الخريجين مما جعلها مثل مركز الشباب لا فرق بينهما وكانت هذه المراكز ايضا لا تترك الشباب لأن الطليع ثم الشاب الذي كان يتعامل مع المجلس أو الوزارة إذا أصبح سنه 35 عاماً ماذا يفعل؟! الآن يخرج للشارع والمقاهي فلا مراكز تجمعه حتي عضوية مراكز الشباب فقدته فكانت هذه المراكز الوحيدة هي التي تحتضنه في المسابقات والدورات والبرامج حتي لا تتركه الوزارة أو المجلس لأنه ابنها واليوم فقدت الأم ابنها بعد 35 سنة فماذا يفعل؟!