مجموعة كبيرة من أسئلة قراء "عقيدتي" عرضناها علي فضيلة الشيخ بدر محمد بدر عضو رابطة علماء الأزهر بدمياط فأجاب بالآتي: * تسأل شيرين فوزي من دمياط هل الزواج قسمة ونصيب؟ * * اعلمي أيتها الأخت المسلمة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمر كلاً من الرجل والمرأة أن يحسن اختيار شريك حياته.. قال عليه الصلاة والسلام: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" وأمر الخاطب أن ينظر إلي خطيبته قبل أن يبت في أمر الخطبة قال عليه السلام لمن خطب ولم ينظر إلي خطيبته "انظر إليها فإن ذلك أحري أن يؤدم بينكما" وأحري: أي عسي أن يصلح الله ما بينهما ويوفق وقال عليه السلام: "الثيب أحق بنفسها من وليها.. والبكر تستأمر وأذنها صماتها".. وصماتها سكوتها.. أي لا تتزوج الثيب التي سبق لها الزواج إلا بإذن صريح منها ولا البكر إلا بموافقتها "علي الأقل" ضمنياً مثل السكوت لحيائها!! وفي كل الأحوال لابد من الرؤية وعدم التسرع فإذا تم الزواج فسيكون موافقاً لما سبق علم الله والإسلام يأمرنا في الزواج وفي غيره بأن نتخذ الوسائل الكفيلة للنجاح فإن نجحنا فالحمد لله وإلا فلا حول ولا قوة إلا بالله.. وهكذا فإن القسمة والنصيب تأتي بعد بذل الجهد والاختيار الأنسب حتي لا يظل الإنسان يلوم نفسه. الأب يخطب لابنته * تسأل شيماء فتقول: هل يجوز لأبي أن يخطب لي شاباً تعرف كل العائلة استقامته؟ * * من السنة أن يعرض الأب ابنته علي ذوي الصلاح كما فعل سيدنا شعيب عليه السلام.. وحكي ذلك القرآن الكريم صريحاً.. وكما فعل سيدنا عمر بن الخطاب عندما عرض ابنته حفصة علي سيدنا عثمان ثم سيدنا علي علي سيدنا أبي بكر رضوان الله عليهم جميعاً". عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: أن عمر رضي الله عنه قال إن ابنته حفصة عندما مات زوجها لقيت عثمان بن عفان رضي الله عنه فعرضت عليه حفصة فقلت: إن شئت أنكحتك فقال: سأنظر في أمري فلبث ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا!! فلقيت أبا بكر رضي الله عنه فلم يرجع إلي شيئاً فلبث ليالي ثم خطبها النبي صلي الله عليه وسلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال: لعلك أنكرت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئاً؟ فقلت نعم.. قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني كنت علمت أن النبي صلي الله عليه وسلم ذكرها فلم أكن لأفشي سر الرسول صلي الله عليه وسلم ولو تركها النبي لقبلتها.. فهل بعد هذه القصة الواقعة الرائعة بكل تلك التفاصيل من يتحرج أن يعرض ابنته أو قريبته علي شاب يري فيه الدين والخلق والاستقامة؟! الزواج في السينما * يسأل محمود عبدالحافظ فيقول: ما حكم الإسلام فيما يحدث في الأفلام والمسلسلات من عقد قران "زواج" ممثل وممثلة؟! من حديث لرسول الله رواه أبو داود في سننه قال: "ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح والطلاق والعتق" بناء علي هذا الحديث: لو قال ممثل لممثلة غير متزوجة: زوجيني نفسك وقبلت أو أجري المأذون بينهما العقد بالالفاظ المعروفة.. وشهد علي ذلك شاهدان "وبعض المذاهب تشترط وليا وشاهدين". لو حدث ذلك كان الزواج صحيحاً "ولو كان ذلك في أحد المشاهد التمثيلية". الاقتناع بالتكاليف * يقول صالح عبدالرحيم أنا شاب مسلم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله إلا أنني بصراحة أجد في نفسي شيئاً من بعض التكاليف الشرعية فلا أنفذها لعدم اقتناعي حيناً وضيقي أحياناً.. أرجو إفادتي ماذا أفعل؟ * * أخي السائل الحائر القلق.. أرجو أن تفتح معي المصحف وبعد أن تسمي الله وتقرأ الفاتحة اقرأ عشر آيات من أول البقرة بتمعن ثم أول فصلت: "حم . تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربياً لقوم يعلمون. بشيراً ونذيراً فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون". إن قرأتها باخلاص وتمعن فإنها تغسل الصدور وتزيل الشك في هذه الآيات من أي شاك في القرآن دستور المسلمين الذي حمل التكاليف الشرعية المنزلة علي سيد المرسلين ليبلغها إلي الثقلين فيأتمروا بها وينفذها عباده حبا للخالق جل وعلا. ولمزيد من الايضاح نقول: إن الإسلام هو: الاستسلام والانقياد لأمر الله تعالي وطالما أن الأمر كذلك فإن المسألة ليست مسألة اقتناع بقدر ما هي مسألة إيمان وامتثال فإن تمكن الإيمان من قلب المسلم فلا يحتاج في كل تكليف أتي به الشرع إلي اقتناع وبرهان!! فالخالق الذي يعلم طبيعة البشر هو الذي شرع وهو أحن بالمسلم من الأم علي ولدها فهو الحنان المنان جل وعلا. وطالما أن المسلم: رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبياً ورسولاً فلا يكون أمامه إلا سؤال واحد: ورد هذا التكليف في كتاب الله؟ فإن كان قد ورد فسمعاً وطاعة وإن كان هذا التكليف حديثاً للنبي فيكون السؤال: هل هذا الحديث صحيح ؟ فإن ثبت صحته وهذا من اختصاص العلماء فعليه أن يذعن ويقول سمعاً وطاعة "مع مراعاة مصادر التشريع الأخري". ومن عجب: أن يسأل شخص في أمر ثابت في القرآن والسنة ويقول: اقنعني!! ما العلة؟!! هذا الأمر غير مقبول في عصر التقدم وغير ذلك من إثارة الشبهات حول النص!! ولا حول ولا قوة إلا بالله إن صاحب الفطرة السليمة لا يحتاج إلي اقتناع لأن الله أعلم بك من نفسك أحل لك الطيبات التي تفيدك وحرم عليك الخبائث التي تضرك ولو أن الطبيب وصف العلاج للمريض لوجدته أخذ الدواء دون مناقشته أيا كان طعم الدواء سبحان الله أما حينما يأمر الله.. يكون التراخي وطلب الاقناع ومن يطلب الاقناع؟ نفسه الامارة بالسوء "طبعاً". أما قرأت قول الله "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً" الاحزاب 36 وقال تعالي "فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً" النساء 65. أخي: تأمل قوله "ويسلموا تسليماً" وقال صلي الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعاً لما جئت به" أو كما قال رسول الله: نسأل الله أن يهدينا جميعاً إلي سواء السبيل.