التف رواد مسجد روض الفرج بالقاهرة حول إمام وخطيب المسجد الشيخ إيهاب سالم مصر كل يعرض استفسارات وما يحتاجون إليه من معرفة الحكم الشرعي فيما يتعرضون إليه في الحياة.. وهذا جانب من هذا اللقاء. * يسأل: ما حكم من يغتاب ويقول بعد ذلك استغفر الله العظيم. ** ذكر الإمام ابن تيمية ألوانا مما اعتاده بعض الناس من الغيبة فقال: "فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون لكنه يري أنه لو أنكر عليهم استتقله أصل المجلس ونفروا منه فيري موافقتهم ومنه من يخرج من الغيبة بقوالب شتي تارة في قالب ديانة وإصلاح كأن يقول أنا لا أحب الغيبة والكذب ولكن فيه كذا وكذا وربما قال دعونا منه يغفر الله لنا وله وإنما قصد هضم حقه واستنقاصه ومنهم من يحمل الحسد علي الغيبة فتجمع بين أمرين قبيحين الغيبة والحسد فإذا أتي علي شخص من الناس حاول إزالة ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وإصلاح أو في قالب حسد وفجور ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر وتلعب ليضحك غيره باستهزائه استصغارا للمستهزئ به ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تعجب فيقول تعجبت من فلان كيف لا يفعل كذا وكذا أو في صورة الاغتمام فيقول غمني فلان مسكين غمني ما حدث له فيظن من يسمعه أنه مغتم وقلبه منطو علي التشفي وربما يذكره عند أعدائه ليشفوا به وهذا من أعظم أمراض القلوب ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكاره ويظهر من زخارف القول وقصده خلاف ما أظهر وكفارة الغيبة لا يكفي فيها مجرد استغفر الله العظيم بل عليه أن يتحلل ما اغتابه ما استطاع أو أن يمدح من اغتابه لأن حقوق العباد مبنية علي المقاصة لا يكفي فيها استغفر الله العظيم والله أعلم. المشاركة في الانتخابات * عن حكم المشاركة في الانتخابات يري البعض أن هذا من مسالك الغرب في تولي أمر البلاد والمقاطعات وليس للسلف فيه تراث نأخذه عنهم والقاعدة ليس كل ما لم يكن علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم وحمايته مرفوض إلا إذا جاء النص بتحريمه وتشابه مع محرم آخر فيأخذ حكمه والانتخابات هي البوابة الرئيسية لمبدأ الشوري التي أمر الله بها وانتظام أمر الرعية ومصالح البلاد ولا تتم إلا بها وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وقد كانت بيعة الصديق أبي بكر رضي الله عنه بيعة عامة من جميع المسلمين مهاجرين وأنصار لمصلحة وجودها في شخصه لم يعينه النبي صلي الله عليه وسلم إعمالا لمبدأ الشوري وهو يشبه في زماننا الانتخاب والفردي وما يسمي بنظام القائمة النسبية وهي دمج عدة دوائر في دائرة كبيرة يتنافس عليها عدة أحزاب ويكون نصيب كل حزب من المقاعد بحسب الأصوات التي حصدوها وهو النظام الأفضل حيث تقل فرصة تدخل العصبيات والأموال وأعمال البلطجة كل هذه الوسائل لا تختلف كثيرا عن ما جري من اختيار الخلفاء الراشدين في الصدر الأول المهم أن تتم عملية الانتخاب في شفافية تامة وأن يكون نية المنتخب اختيار الأصلح وألا يسلك المسالك الدنيئة التي أخرت المجتمع وأضرت به مثل بيع الأصوال وإهدائها والمجاملة بها في مقابل مصلحة شخصية كل هذا تزوير وغش يسأل عنه يوم القيامة قال تعالي "ستكتب شهادتهم ويسألون" والله أعلم. خادم الحجرة * يسأل أحمد م.ع: أرسل إلي صديق ورقة مكتوب عليها من الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية ويذكر فيها أن النبي صلي الله عليه وسلم أخبره أن المعاصي كثرت وأنه مات عدد من المسلمين علي غير الإسلام وأوصي بطباعة هذه الورقة وإرسالها إلي عدد من الأصدقاء محذرا من لم يفعل بالخراب والدمار ومبشرا من يفعل بالخير العميم وصلاح الأحوال فما رأي الدين في هذا الأمر. ** اطلعت علي هذه الفرية منذ سنوات عديدة ولا أدري ما الهدف منها وعجبت لجرأة هذا المفري علي الله ورسوله فالأمر الصادر بتصوير هذه الورقة استدراك من رسول الله صلي الله عليه وسلم لأمر شرعي بعد وفاته وهو الذي نزل عليه قوله تعالي "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" فكيف يأتي بعد أربعة عشر قرنا بأمر جديد لأمته.. من ناحية أخري من أخبرنا بهذه الرواية مجهول لا يعرف صدقه وأمانته فمن هو الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية؟ ثم ما هذا الأمر الذي جاء به هذا المفتري ونسبه زورا وبهتانا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو تصوير الورقة وإرسالها والتبشير بالخير والزيادة في حالة الفعل والخسران والخراب لمن لم يفعل هذا أمر ننزه عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم ننزه عن هذا التلاعب الذي لا يصدر إلا من صبي أو ممن لا عقل له علي كل من وصلته هذه الورقة أن نقف عنده لا يساعد علي نشرها حتي لا يشارك في هذه البدعة ويأثم كل من قام بتصوير تلك الورقة لأنه ساعد علي نشر هذه البدعة وساعد هذا الشخص المجهول علي هدفه الذي لا يخرج عن كونه إضراراً بالدين ونسأل الله العافية وأن يحفظ إسلامنا من عبث العابثين.. والله أعلم. العمل في الخمور * يسأل علي عبدالرحمن يوسف: أعمل في إيطاليا ولا يوجد أي عمل إلا في مجال بيع وتقديم الخمور فهل يجوز لي العمل في مجال الخمور؟. ** يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "إذا أعان الرجل علي معصية الله كان آثما لأنه أعان علي الإثم والعدوان" ولهذا لعن النبي صلي الله عليه وسلم الخمر وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها وشاريها وساقيها وشاربها وآكل ثمنها وأكثر هؤلاء العاصر والحامل والساقي إنما يعاونون علي شربها فالإعانة علي الفسق وإظهار شعائر الفجار إعلاء له ولهذا لا يجوز العمل في مجال الخمور في أي مجال من مجالاته لأنه مثار اللعن والطرد من رحمة الله ونسأل الله السلامة.