هاجم الشيخ عمر سطوحي الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر من انتقدوا فتواه الخاصة بتحريم منع زواج المسلمات من فلول الحزب الوطني مؤكداً أن كل من هاجمه هم من غير الشرفاء الذين تفرغوا لحصار العلماء ومنعهم من توضيح الرؤية الشرعية للمشكلات التي يواجهها المسلمون في حياتهم.. "عقيدتي" استمعت لرؤية الشيخ سطوحي كاملة خلال الحوار التالي: ** بداية نريد أن نعرف تفاصيل وقصة الفتوي التي أثارت كل هذا اللغط؟ * القصة باختصار شديد أنني سئلت عن الزواج من أحد فلول الحزب الوطني وكذلك عن التصويت لأعضاء الحزب المنحل في الانتخابات المقبلة وهل هو مباح أم غير مباح وفي مسألة التصويت قلت إنه لا يجوز منح الصوت لكل من ثبت فساده من أعضاء الحزب الوطني المنحل وأوضحت وجهة النظر الشرعية التي تؤكد حرمة انتخاب كل من كان عضواً بالحزب الوطني في الانتخابات المقبلة سواء سمح لهم بدخول الانتخابات أو حتي دخلوا خلسة في غفلة من القائمين علي الانتخابات وقد استندت في هذه الفتوي بما فرضه الله تعالي علي النبي صلي الله عليه وسلم حينما أمره بمقاطعة ثلاثة تخلفوا عن الجهاد لدرجة أن الرسول صلي الله عليه وسلم منع الابن أن يكلم أباه في هذه الحادثة ولهذا فلابد أن يقاطع المسلمون هؤلاء الذين أفسدوا حياتنا السياسية عملاً بقول رسول الله صلي الله عله وسلم "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين". ** وماذا عن فتوي تحريم الزواج من الفلول؟ * أولاً لابد أن أوضح شيئاً مهماً وهو أن السؤال لم يوجه إلي بهذه الطريقة وإنما جاءني من يسأل عن الشخص المناسب لزواج ابنته فقلت له إن الإنسان عليه أن يتخير الرجل الصالح غير المفسد فإن وجد الرجل الذي تقدم لابنته صالحاً فعليه أن يزوجها له عملاً بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" أما الذي يثبت فساده فهنا يأتي حق الاختيار من يريد تزويجه فليزوجه ولم أفت بأن ذلك حرام ولكنني قلت للسائل لك الاختيار ولكنك تسيئ تزويجك ابنتك لأحد ممن أفسدوا في حياتنا السياسية والاجتماعية تساهم في الإساءة للمجتمع الذي نعيش فيه. لم أحرم ** هل هذا معناه لم تحرم علي الإطلاق الزواج من الفلول؟ * لم احرم أبداً لأنني لا أنا ولا غيري نستطيع أن نحرم ما أحل الله طالما أن الإسلام أباح ذلك وعالم الدين لا يستطيع تحريم زواج المسلم من أي مسلمة ولكن نوضح أن النبي صلي الله عليه وسلم وضع مواصفات الزوج والزوجة الصالحين حيث قال "تنكح المرأة لأربع لدينها وحسبها ومالها وجمالها فأظفر بذات الدين تربت يداك" وبالتالي فنحن لم نحرم الزواج من فلول الحزب الوطني ولكننا أوضحنا شروط الإسلام في الزوج والزوجة الصالحة والسؤال هل أعضاء الحزب الوطني هم كل المصريين بالطبع لا هناك مصريون كثيرون شرفاء ومن الأفضل أن تتخير الأفضل والأصلح ولابد أن نفرق هنا بين أعضاء الحزب المنحل العاديين وبين من ثبت فساده لأن من ثبت الفساد ضده يحرم الزواج منه والنبي صلي الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف "الوحدة خير من جليس السوء". رداء سياسي ** تعرضت لهجوم شرس عقب هذه الفتوي فبماذا ترد علي من هاجموك؟ * للأسف الشديد فإن من هاجموني حرصوا علي إلباس الفتوي رداء السياسة وأنا لا دخل لي بالسياسة أنا رجل دين منحت لمسائل رد الشريعة الإسلامية علي سؤاله أما من هاجمني فكلهم من غير العلماء ولا يملكون أدب الحوار وأنا أقولها من خلال "عقيدتي" من يخالف رأيي فليأت بالأفضل منه وأنا اجتهدت قدر استطاعتي ولست أنتمي إلي أي أحزاب سياسية أو أي حركة من حركات المجتمع المدني لقد قلت ما قلته بناء علي قناعتي الشخصية وليس من أجل أي مصالح. ** ولكن هناك من رد عليك من علماء الدين؟ * لا يوجد عالم دين واحد منذ فتواي تفنيداً شرعياً صحيحاً وسامحهم الله إخواننا في وسائل الإعلام الذين فتحوا صفحاتهم للنيل من شخصي لدرجة أن هناك شخصاً ليس بمسلم وليس بعالم يتهكم علينا فما دخل هذا بالشريعة الإسلامية للأسف فقد الكثيرون في المجتمع المصري أدب الحوار وأنا لم أرد علي هؤلاء لأن الكبير لا يرد علي الصغير وكنت أتمني من العلماء الذين هاجموني أن يصدروا بياناً يحرمون فيه الرقص بالملابس العارية وارتداء النساء للملابس شبه العارية في شوارعنا الأمر الذي يثير الفتن ولكن للأسف فقد تفرغ العلماء وأشباههم للهجوم علي وتركوا قضايا كثيرة مهمة. ** هل تري أن عالم الدين أصبح يتعرض للحصار السياسي لمنعه من الإدلاء بفتاوي ذات بعد سياسي؟ * بالطبع هذا يحدث والحصار السياسي ليس وليد اليوم لقد دخلنا السجن في السابق بسبب فتاوانا التي صدمت النظام واليوم يحاول كل من له غرض دنئ أن يحاصر كل العلماء الشرفاء ولابد أن نعي أن الساحة المصرية تعج اليوم بمن أفلسوا علمياً وفقدوا أدب الحوار وتفرغوا للإساءة إلي العلماء. ** في النهاية ماذا تقول لكل من هاجموك؟ * أقول أنا مندهش من حجم الهجوم علي.