أوضح الشيخ عمر سطوحي الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف أنه لم يقل بتحريم الزواج من فلول الوطني «المنحل»، وإنما قال بعدم الإجازة، كما أنه لم يقل بالتعميم ولكن خص الفاسدين. وأكد سطوحي في حوار ل «روزاليوسف»، أن مقاطعة الفلول الفاسدين أمر لازم في مسألة الزواج، مشيرا إلي أن الثورة قامت لتطهير البلاد منهم، ولابد من مقاطعتهم سياسيا واجتماعيا بعدم الزواج منهم. انتقد الشيخ الهجوم الذي شن عليه بسبب رأيه بعدم جواز الزواج من فلول الحزب الوطني الفاسدين وقال:» إن النقد لم يكن موضوعيا ولم يلتزم الرد العلمي الذي يعتمد علي مقابلة الحجة بالحجة، وليس بالتهكم والسخرية. وأشار إلي أن ما يقوله هو رأي يأخذ به من يشاء ويتركه من يشاء، وليس فتوي عامة ملزمة، وفيما يلي نص الحوار: ■ أطلقتم فتوي منذ أسبوعين تؤكد فيها إنه لا يصح الزواج من أعضاء الحزب الوطني لكونهم فاسدين ويجب علي المسلم ان يبتعد عن الارتباط بالمصاهرة والزواج مع أي عضو من اعضاء الحزب الفاسد ما دام أعان الحزب علي فساده، فهل هذه فتوي اطلقتها من تلقاء نفسك ؟ وما دوافعها؟ هذه لم تكن فتوي أطلقتها، ولكن كان هذا الرأي إجابة علي سؤال، حيث ان الناس تحب ان تستفسر دائما عن رأي الدين في كل شيء وهي مثل شخص أتي ليأخذ رأياً في الزواج من أهل بيت معينين فيكون له النصيحة بأن هؤلاء الناس ممن يطمئن الشخص للنسب منهم ام لا، فما ذكرته في الزواج بأعضاء الحزب الوطني رأي ونصيحة وليس فتوي. ولقد قلت عندما أثير الحديث عن هذا الأمر رأيي خطأ يحتمل الصواب ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ، لكن كل ما هو مطلوب عندما تطلق فتوي أو رأياً قد يتعجب له البعض ان نجيد أدب الحوار، ومن أفلس في المادة العلمية فلا يجب عليه أن يهاجم، فلقد قلت رأيا، وعلي من يعارضني ان يأتي بالبديل، ويقنعني برأي آخر، حيث إني أقول رأيي دائما بدليل من كتاب الله وسنة «رسول الله صلي الله عليه وسلم». ■ وما تعليقك علي من انتقدوك في رأيك بعدم التزاوج من أعضاء الحزب الوطني؟ لقد قلت الله يسامحهم علي ما قالوه في حقي، لأني كبير والكبير لا يرد علي الصغار. ■ لكن هناك علماء بالفعل في البحوث الإسلامية رفضوا فتواك وقالوا انها اسقاط للفتوي علي امر سياسي، وبعضهم وصفها بأنها توهمات سياسية فما ردك؟ أنا ليس لي علاقة بالسياسة، وليس عندي أغراض أو مصالح سياسية حتي أقول رأيي في عدم الزواج من أعضاء الحزب الوطني الفاسدين، ومن اعتبر رأيي توهمات سياسية فهذا رأيه، وكل حر في رأيه، فهناك من سيوافقني وهناك من سيعارضني وكل منا يحترم الآخر، وإذا اجتهدنا فالمجتهد مأجور من الله، إن أصاب أو أخطأ، فإذا لم يستجب الغير لفتوي بعينها فكل علي فتواه، فالنبي صلي الله عليه وسلم دعا الكفار ليؤمنوا فرفضوا فقال له الله سبحانه وتعالي وهو أصدق القائلين:«قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين». إن أمر مقاطعة أعضاء الحزب الوطني الفاسدين وعدم التزويج منهم استند علي ما بينه الله تعالي لنا في الثلاثة الذين تخلفوا عن الخروج للجهاد وقالوا:» شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا» فأمر الرسول صلي الله عليه وسلم بمقاطعتهم وهذا أمر سياسي شرعي، والثلاثة هم مالك وكعب وهلال، لدرجة أن الابن لا يلقي السلام علي ابيه حتي تابوا إلي الله. فتوي خاصة ■ وبماذا ترد علي من يقول بعدم الأخذ برأيك لكونه غير صحيح؟ إذا لم يكن هناك في الحزب الوطني اعضاء فاسدون افسدوا الحكم والحياة السياسية فلماذا قامت الثورة، وعلي من قامت الثورة، وإذا لم يكن الأمر كذلك فلماذا طالب السياسيون بإقصاء اعضاء الحزب الوطني عن العمل السياسي، وإبعادهم عن المشاركة في الحكم؟، ولماذا اصدرت المحاكم قرارات واحكاماً ضد من افسدوا الحكم من هذا الحزب. ■ لكن هل فتواك او رأيك بعدم الزواج من أعضاء الحزب الوطني «المنحل» أو من يعولهم ينطبق علي كل أعضاء الحزب ؟ أنا قلت إنه لايجوز الزواج من أعضاء الحزب الوطني الذين ساهموا في إفساد الحياة السياسية، فلا أقصد كل عضو بالحزب الوطني ولكن أقصد الفاسد، كما ان الفتوي ليست ثابتة بل انها متغيرة فإذا تاب الفرد عن فساده فلا مانع من التعامل معه. ومع ذلك فإن الفرد بشكل عام عليه ان يتخير الحزب الذي ينتمي إليه، والجماعة التي تصلح ولا تفسد وتعمر ولا تدمر، والنبي صلي الله عليه وسلم قال: «الوحدة خير من جليس السوء». ■ وهل يصل المنع في الزواج من الفاسدين من الحزب الوطني إلي حد التحريم ؟ أنا لم أقل تحريماً ولكن قلت لا يجوز، فلا يستطيع أحد أن يطلق فتوي التحريم هكذا ولا حتي الأنبياء لأن التحريم يكون من الله الذي قال لنبيه في كتابه العزيز :« قل إن اتبع إلا ما يوحي إلي من ربي »، فالتحليل والتحريم من عند الله سبحانه وتعالي. ■ وكيف تري علاقة الفتوي بالسياسة ؟ ليست لي علاقة بالسياسة، ولكن أقول ان الدين هو المصلح للجميع وقوانين الأرض لا تصلح لاصلاح الأرض وإنما الذي يصلح هي شريعة السماء لأن الله أصلح بشريعته الأرض والناس دنسوها فقال: «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها»، وعليه نؤكد إنه بالدين تنصلح جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي الحرب وفي السلم، حتي أنه يصلح ما بين الرجل والمرأة. ■ هل ما حدث من ردود علي رأيك في عدم الزواج من فلول الحزب الوطني ستمنعك عن ابداء الرأي في قضايا سياسية؟ أنا أبين كثيراً من الأحكام، ولا يهمني إن نسبت إلي أو نسبها البعض لأنفسهم المهم أن الحق يظهر، لكني تعجبت من الإعلاميين الذين أخذوا يتهكمون علي الفتوي، ويردون علي رأيي وكأنهم علي علم بالفتوي والرأي الشرعي، مع إنه ليس من حق أحد الرد علي عالم إلا عالم وبأدلة مقنعة تثبت خطأ الفتوي، كما أتعجب لماذا تحدثوا عن فتوي الزواج ولم يتحدثوا عن قولي بأن التصويت لأعضاء الوطني خيانة، فلماذا أخفي الإعلام هذه الفتوي وأظهروا فتوي منع الزواج من فلول الوطني. كما أنني قلت فتاوي كثيرة فلماذا لم يتم التركيز إلا علي فتوي عدم التزويج، مع أن الحزب الوطني هو فصيل من المجتمع، والمجتمع مليء بالشرفاء. ■ وما تعليقك علي من انتقدوك حتي من العلماء؟ - أتعجب من هذا النقد لأنهم تكلموا عن رأيي ولم يتكلموا عن أحكام ثابتة الحرمة في المجتمع، فلم يتكلموا عن الراقصة أليس هذا حرام، ولماذا لم يتكلموا عن لاعبة الجمباز التي تظهر عارية ؟ ولماذا لم يقل العلماء بأن هذا حرام ؟ ويردون فقط علي رأيي « أيخشون الناس والله أحق أن يخشوه» وهل العري ثقافة ؟ وأقول لمن انتقدوني من العلماء لماذا لا يتكلم أخواني العلماء سامحهم الله عن التهكم علي عالم الدين، الذي يظهرونه بمظهر لا يليق في الوقت الذي لا يستطيع الإعلام ان يمس عالما غير مسلم، فكل ما اطلبه من العلماء أن يجعلوا ساحة العلم نظيفة بعيدة عن التهكم بين العلماء ويكون رد الفتوي بالحجة وليس بالتهكم. إننا نعيش في وقت فسدت فيه الحياة، وليس ادل علي ذلك من أن جناحي العدل المحاماة والقضاة مختلفان وهم من يدافعون عنا ويحكمون فيما بيننا، ونسأل الله أن يعيد لهذا البلد هيبته وكرامته وستظل مصر مرفوعة الرأس.