انتقد العلماء تصاعد الأزمة بين مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة والداعية السلفي ابواسحاق الحويني رافضين وصول الخلاف الي ساحات المحاكم مما يسيء إلي صورة الاسلام في الوقت الذي يتصدر الأعداء أي ثغرة للهجوم عليه. ونصحوا الطرفين وانصارهما بالتهدئة وعدم الانسياق إلي من يحاول اشعال الفتنة والوقيعة بينهما حتي لا يستغل المغرضين هذه المواقف ضد الاسلام والمسلمين مشددين علي ان الوقت الحالي يحتاج إلي أن يقف العلماء صفا واحدا. وانتقدو حالة التصعيد التي يقوم بها أنصار الطرفين وتصيد كل طرف لأخطاء وعيوب الآخر مما يزيد حالة الاحتقان ويضربالشيخين أكثر مما ينفعهما. وكان الصدام قد احتد بين أنصار الطرفين عقب تأجيل المحاكمة ووصل الي حد التلاسن وتجدد الهجوم فيما بينهما علي شبكة الانترنت وعدد من القنوات الفضائية. وفي الوقت الذي واصل فيه أنصار المفتي دفاعهم عنه وأنشأوا مجموعة جديدة بعنوان "شبكة الدفاع عن الإمام علي جمعة" وأنشأت قناة علي "يوتيوب" إلي اضافة مجموعات أخري في المقابل دشن محبو الحويني في صفحة حملة مؤازرة فضيلة الشيخ ابي اسحاق الحويني ضد مفتي الضلالة علي جمعة. وشهد يوم المحاكمة تجمع لآلاف السلفيين لمؤازرة الحويني والمطالبة بإقالة الدكتور علي جمعة وأغلق المتظاهرون الشوارع المؤدية للمحكمة كما قام عدد من أنصار الحويني أمس الأول "الأحد" بالاحتجاج معلنين اعتصامهم حتي صدور قرار المفتي رافعين للحويني تندد بالمفتي وفي المقابل وردا علي أنصار الحويني ينظم عدد من كبار العلماء وطلبة الأزهر الشريف والاتحاد العالمي لعلماء الصوفية برئاسة الدكتور حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر وقفة تضامنية بعد غد الخميس بساحة الجامع الأزهر الشريف تضامنا مع المفتي. يرفض الدكتور محمد رأفت عثمان احتشاد السلفيين امام المحكمة لمناصرة الحويني معتبرا ان هذا السلوك فيه سعي للتأثير علي المحكمة رافضا سب مفتي الجمهورية من قبل الحويني ووصفه بأوصاف تخالف صفة العلماء مشيرا إلي أن الخلاف بينهما لا يقتضي اتباع هذا الاسلوب. أشار إلي أن شيوخ السلفية السابقين كانوا يلتزمون أدب الحوار فيما بينهم عند الخلاف في الرأي فلا يسفه أحد الآخر منتقدا منهج سلفي العصر في الرد علي المخالفين دون سند أو دليل مطالبا بتدخل طرف ثالث من الحكماء لحسم الخلاف بين المفتي والحويني والتقريب بينهما حتي لا يسيء الخلاف لصورة العلماء. ووصف الشيخ منصور الرفاعي عبيد ما يحدث بين العلماء بالأمر الذي يندي له الجبين قائلاً: ما كان يليق بنا كعلماء أن نصل إلي هذه المرحلة خاصة ان المجتمع فيه ما فيه اضطرابات وصراعات والمفروض ان العلماء قدوة يقتدي بها الناس وقد أمرنا الله عز وجل أن نجادل أهل الكتاب بالتي هي أحسن فمن ونحن الأمة التي تعلم غيرها أن نقتضي بأدب القرآن وهدي سيدنا محمد صلي الله الله عليه وسلم. وطالب بالاقتداء بالرسول صلي الله عليه وسلم واتباع نهجه في العفو عند المقدرة داعيا العلماء بالجلوس علي مائدة الحب والصفاء ورفع راية الاسلام فوق رءوسنا وأن نكون قدوة حسنة لغيرنا في تعاملنا ونعفوا عمن ظلمنا ونصل من قطعنا ونعطي من حرمنا. أبدي الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي الأسبق اسفه لوصول الحال بين العلماء إلي هذا الشكل مشيرا إلي أن الالم من المفترض أن يقتدي بقوله تعالي "ادعو الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" وأن يكون عف اللسان. قال علي العلماء ألا يتصيدوا لبعض الأخطاء فكما ان لكل جواد كبوة فإن لكل عالم هفوة فالخطأ في الأحكام وارد وليس مبررا أن يكون هذا الخطأ سببا في تشنيع كل منهما بالآخر مؤكدا ان تطاول العلماء علي بعضهما البعض أمر تأبه الشريعة الاسلامية. وحذر الأطرش العلماء من الانسياق وراء المغرضين الساعين للوقيعة بينهم ومع رفضه وصول الصراع إلي ساحات المحاكم لما فيه من إهانة إلا انه يري انه ربما يكون السبيل الوحيد لحسم الصراع حتي يقف كل طرف عند حده. لعل وعسي أن يكون في حكم القضاء رادعا وزاجرا لمن لم يردعه دينه.