بماذا يسمي رجل شهد الشهادتين وأدي الصلاة ووفي الزكاة وصام رمضان وحج بيت الله الحرام؟ سمه ما شئت.. لكن التسمية لن تخرج عن كونه مسلما فالمفروض أن يقرأ المؤمن كتاب الله ولو لمرة واحدة ثم ينفذ ما جاء فيه من تعليمات طوال حياته كل مرة يصلي فيها كأنه قرأ قول الله تعالي:"وأقيموا الصلاة" وهذا أفضل من أن يقرأ قوله تعالي: "وأقيموا الصلاة" ألف مرة ولا يصلي وأفضل له أن يصوم رمضان من أن يقرأ ألف مرة قوله تعالي"فمن شهد منكم الشهر فليصمه" ولا يصوم فالإسلام دين عمل. يقول سبحانه وتعالي: "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون" وهذا هو إيمان العوام هو ايمان تنفيد الأمر دونما نظر إلي الفائدة التي تعود عليه من تنفيذها زادت أو نقصت فإذا سألت شخصا عاديا لم تصوم؟ يقول: لأن الله كتب علينا الصيام فهو لا يعبأ بما يقوله الأطباء والفلاسفة من كون الصيام يهذب الطبع ويصلح الدورة الدموية الشخص العادي لا يلتفت إلي ذلك فهو الأمر الإلهي دون أن يعرف ما سيجني من ورائه؟ وإذا كان المؤمنون مأمورون بتنفيذ الفروض فإن هناك عبادة فارقة بين طائفتين يختلفان عليها هي ذكر الله قال البعض: إن كل العبادات التي نؤديها فيها ذكر الله وقال الصوفية: إن هذا القول صحيح ولكن هناك عبادة أمرنا بها وهي منفصلة وقائمة بذاتها: الذكر المضيعون يعتقدون أن العبادات العادية تتضمن الذكر والمدققون والمحققون لأنهم لا يتركون أمرا لله أو لرسوله إلا ونفذوه فهم لا يعتقدون بوجود تكرار جاء دون مغزي.. لا يعترفون بالمترادفات. الذكر في الرأي الأول عبادة موجودة ضمنا في كل العبادات وهو قول صحيح مثل الماء الموجود في كل طعام وشراب لكن الله سبحانه وتعالي يقول: "فكلوا واشربوا" فلماذا يدعونا للشراب إذا كان الماء الذي في الأطعمة يكفي؟ لابد أن للماء وظيفة مستقلة كماء بمفرده. والله سبحانه وتعالي يأمرنا بالصلاة والصوم والزكاة والحج وإفشاء السلام ورحمة اليتيم وذكر الله فلا تغني واحدة عن الأخري كل الأوامر الإلهية يجب أن تنفذ هذه نقطة الخلاف. ذكر الله. لكن.. من الغريب ان المضيعين لهذا الأمر الإلهي يتهمون المصرين علي تأديته بالخروج علي الدين.. وليس العكس.. بدلا من أن يقلد المقصر المؤدي في الوفاء بالذكر يريد أن يقلل من عزمه في الأداء. كأنما يريد ان يقول: قصروا كما نقصر. ضيعوا كما نضيع. وكان المفروض أن يقول الآخر: أكملوا كما نكمل ووفوا كما نوفي علي أن الصوفية درجوا ألا يتدخلوا بين الله وعباده. فإذا رأوا مقصراً نصحوه بالحكمة والموعظة الحسنة فإن استجاب فبها ونعمت وإن أبي يقولون الحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به كثيراً من خلقه.. وللحديث بقية