تحتفل مصر هذه الأيام بالذكري الثامنة والثلاثين لنصر أكتوبر.. العاشر من رمضان.. فكيف كان الاحتفال؟ وأخص هنا بالذكر التليفزيون المصري.. وأوجه إليه السؤال.. هل الاحتفال بهذا النصر يكون بالرقص والغناء أم من خلال تقديم العبر والدروس من هذا الانتصار العظيم؟ رغم أنني علي يقين أن معظم شبابنا اليوم لا يعلمون شيئاً عن انتصار العاشر من رمضان.. السادس من أكتوبر.. ولا ما حدث فيه.. وكنت أتمني أن تستضيف البرامج التليفزيونية أبطال حرب أكتوبر ليؤرخوا لبطولاتهم وبطولات زملائهم.. وكيف دفع جنود مصر أرواحهم وأجسادهم ودماءهم فداء لمصر ولنصرتها وعزتها وكرامتها.. واستعادة أرضها.. وماذا فعل هؤلاء الأبطال في ميدان الشرف.. ميدان المعركة من بطولات اعترف بها العدو قبل الصديق.. وكيف كان نداء الله أكبر أقوي من أي دانة مدفع أو صاروخ.. وانطلاقها من قلوب هؤلاء الأبطال عبر حناجرهم لتضرب صدور جنود العدو الإسرائيلي فتملأ هذه الصدور رعباً.. ويلقون بأسلحتهم وهم يرتجفون ويرتعدون من نداء الله أكبر.. والذي انطلق من قلوب مؤمنة ومحبة وعاشقة لدينها.. ثم لوطنها.. وأن حربهم كانت لشيئين لا ثالث لهما.. وهما.. النصر أو الشهادة.. هؤلاء هم رجال مصر الأبطال الصناديد الذين زينوا تراب سيناء بدمائهم وببطولاتهم التي سطروها بقلوب كالفولاذ تحطم الأعداء بجرأتها وشجاعتها.. وقلوب كالحمام واليمام علي تراب هذا البلد الأمين.. فهل فعل التليفزيون المصري ذلك.. للأسف وكالعادة التي تربي عليها.. لم يفعل.. وكل ما فعله هو ما تعود عليه طوال السنوات الماضية.. وهو عرض الأغاني والأوبريتات لمغنيين وراقصين وراقصات.. وصرف علي هذه العروض الملايين فهل أغنت أو اسمنت من جوع الشباب المصري المتعطش للمعرفة.. وللخوض في غمار حرب لم يشاهدوها.. ولم يعيشوها.. وكانت نبراساً تستضيء به مصر في حريتها وحرية أراضيها.. وماذا قدمت هذه الأوبريتات؟ هل قدمت القدوة ووضعتها أمام الشباب؟.. شباب مصر ليقتدون بها ويعلمون أن تراب مصر هو الأغلي والأثمن والأقيم والأقدر والأفضل لبذل كل غال من أجلها.. عيب يا تليفزيون مصر.