فقدت الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية علماً من أعلامها في العمل الخيري والدعوي وهو الشيخ عبده مصطفي. ولد الشيخ عبده عام 1928 في إحدي قري مركز زفتي محافظة الغربية.. ونشأ في أسرة متدينة تحب العمل الخيري وغرست فيه الجدية منذ الصغر فألحقته بكتاب لتحفيظ القرآن الكريم ومدرسة داخلية لتعليم السجاد بطنطا.. وأنشأ العديد من مصانع السجاد اليدوي الذي له سمعة عالمية.. ووجه كثير من أرباحه إلي العمل الخيري بالجمعية الشرعية منذ انضمامه إليها وهو في ريعان شبابه. بالتحديد عام ..1946 وعاصر كل أئمة الجمعية الشرعية باستثناء الإمام المؤسس الشيخ محمود خطاب السبكي الذي توفي عام .1933 يمثل الشيخ عبده مصطفي العمود الفقري للعمل الخيري في الجمعية الشرعية حيث كان سخي العطاء فيها مما جعل رجال الأعمال يحذون حذوه في التبرع للأيتام والفقراء والأرامل والمطلقات ليس في مصر فقط بل وفي خارجها أيضاً منذ انضمامه الجمعية الشرعية للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة وأصبحت لها الصفة العالمية. ورغم أن الشيخ "عبده مصطفي" كان مسناً مقعداً يتحرك علي كرسي متحرك إلا أن هيئته تذكرنا بالشيخ أحمد ياسين ملهم الانتفاضة الفلسطينية حيث كان رمزاً ومؤسسة في فرد ويسير معه الخير حيث ذهب.. وعلي يده ولد مشروع كفالة الطفل اليتيم الذي يقدم مساعدات منتظمة لأكثر من 760 ألفاً وكان الشيخ عبده يصفه بأنه منبع الخير لكل مشروعات الجمعية في النواحي الخيرية والتنموية فضلاً عن الرسالة الدعوية للجمعية. وقد حرص عدد من مرشحي الرئاسة علي زيارة الشيخ عبده مصطفي في مرضه الأخير وعلي رأسهم الدكتور محمد سليم العوا والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.. بالإضافة إلي مجموعة كبيرة من مشاهير العلماء الذين عاصروا الإمام في مختلف مراحله العمرية باعتباره "الأب الروحي" للجمعية الشرعية.