أكد المشاركون في الندوة الدولية "تاريخ الطباعة والنشر في العالم العربي" التي نظمها مركز الخطوط بمكتبة الاسكندرية برئاسة د. خالد عزب علي الدور المهم الذي لعبته المطابع في نشر التراث الاسلامي علي مدي العالم. أشار المشاركون إلي تطور عمليات الطباعة بواسطة الحجز وصولاً إلي الاليكترونيات ودور ذلك في طباعة المصحف الشريف وتوزيع في كافة انحاء العالم. طرح د. خالد عزب أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر عدداً من المتغيرات التي طرأت علي المجتمع المصري مع دخول الطباعة في بدايات القرن التاسع عشر. أكد علي مكانة الكتاب المطبوع بقدر قدرته علي التطور في مواجهة النشر الاليكتروني. وقال انه ليس لدينا صناعة نشر مقارنة بأوروبا. قال د. مصطفي الرزاز الأستاذ بكلية التربية الفنية جامعة حلوان ان متحف الفن الاسلامي بالقاهرة يقتني مجموعة من الأوراق المطبوعة يرجع تاريخها إلي ما بين القرنين العاشر والثاني عشر الميلاديين عثر عليها بمدن البهنا والفسطاط والقصير وهي وثائق دالة علي أن أهل مصر عرفوا ومارسوا فن الحفر البارز علي الخشب قبل ان يستخدمه الأوروبيون بأربعة قرون. وينقلنا د. أحمد السعيدي الأستاذ بأكاديمية التربية بالمغرب إلي كيفية دخول المطبعة الحجرية إلي بلاد المغرب علي يد قاض اقتناها من مصر عام 1964 ورافقه مطبعجي يدعي محمد القباني ليقوم بتشغيلها. يتلقف طرف الحديث الدكتور الحسن تاوشيخت المسئول بالمكتبة الوطنية المغربية فيقول ان المطابع في المغرب وخاصة بمدينة فاس كانت في بدايتها ذات طابع ديني من تفسير للقرآن الكريم وتبيان لمعاينة وتفسير للأحاديث النبوية الشريفة ومثل ذلك 80% مما كان يطبع. أكد د. صلاح مصيلحي الأستاذ بجامعة البحرين علي أن ظهور الطباعة في العالم العربي صنعت نقطة تحول مما أدي لإعادة نشر التراث الإسلامي. أشار د. إبراهيم جدلة الأستاذ بالجامعة التونسية إلي عدم وجود مطبعة في تونس حتي عام .1855 قال أحمد منصور الباحث بمركز الخطوط بمكتبة الاسكندرية أن المركز استطاع بالتعاون مع مركز تحقيق نصوص المصحف الشريف رقمنة خط مصحف مطبعة بولاق الذي طبع بداية القرن التاسع عشر ليكون أول خطوط المطابع المرقمنة. أضاف أن خط المصحف الشريف له خصائصه التي لا يكتب الا بها حيث توجد كلمات خرجت علي نحو مطرد كحذف ألف الجموع السالمة وقاعدة الهمزة. أشار إلي أن طبع القرآن الكريم ظل محرماً بمقتضي فتاوي العلماء إلي تاريخ متأخر من عهد محمد علي 1805- 1848 كمنافاه مواد الطبع للطهارة. وعدم جواز ضغط أيات الله بآلات حديدية. واحتمال وقوع خطأ في طبع القرآن الكريم عما كان ينسخه النساخ. يلتقط طرف الحديث أيمن عبدالله من مركز الكويت للفنون الإسلامية فيؤكد علي أن رفض العالم الاسلامي علي المستويين الرسمي والشعبي قبول الطباعة بالماكينات لفترة عرقل مسيرة التطور بشكل كبير. يؤكد ذلك د. جمال الوكيل الأستاذ بكلية الآداب جامعة طنطا فيقول انه بعد أكثر من 35 عاما علي تدشين يوحنا جوتنيرج لاختراع المطبعة. أثير ذلك في بلاط السلطات العثماني "بايزيد الثاني" ثامن سلاطين بني عثمان. بغرض استيراد هذا الاختراع ألا وهو المطبعة من أوروبا الا أن فقهاء بنو عثمان وقفوا له بالمرصاد فقد خافوا من تحريف القرآن الكريم حتي تم اقناعهم بطباعة الكتب التراثية غير المصحف مما يسر دخول المطابع.