دعا مشاركون في الندوة الدولية الرابعة لتاريخ الطباعة والنشر بلغات الشرق الأوسط،والتي اختتمت أعمالها بالإسكندرية مساء أمس إلى إنشاء حولية تعنى بتاريخ الطباعة وكل ما يخص الطباعة، والتحضير لورشة عمل مستقبلية لدراسة الطبوغرافيا العربية وأنواع الحروف وتطويرها واستخدامها في مجال الطباعة، وورشة عمل أخرى لدراسة الحروف الحاسوبية ورقمنة الخطوط. وقال أحمد منصور نائب مركز الخطوط بمكتبة الاسكندرية في بيان إنه قد صدرت توصية بإعادة طباعة الأعمال الخطية المطبوعة بالألواح الحجرية نظرًا لأهميتها التاريخية، وإتاحتها للجمهور. كانت الندوة قد أقيمت خلال الفترة من 27 حتى 29 سبتمبر، وشارك في الجلسة الختامية الدكتور جيفري روبر؛ الخبير في مجال البيبلوغرافيا الإسلامية ومؤسس سلسلة الندوات الدولية للطباعة والنشر، وأحمد منصور؛ نائب مدير مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية، وتاج السر حسن؛ خطاط ومصمم جرافيك، وباحث في تقنية الطباعة وتصميم الحرف الطباعي العربي. قال منصور إن أهم ما يميز الندوة في دورتها الحالية هو المشاركة المتميزة للعلماء والباحثين العرب، حيث شهدت الندوة مشاركات من المغرب، والأردن، والسودان، وتونس، والبحرين، والجزائر، ولبنان، وسوريا، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة. وأكد أن الندوة قد تمكنت من خلال 15 جلسة من تحقيق الأهداف التي أقيمت من أجلها؛ وهي إلقاء الضوء على تاريخ الطباعة العربية من منظور الباحثين العرب، ومناقشة محاور هامة ومتنوعة في منظومة الطباعة كالمحور التقني والطباعة ورقمنة الخطوط، ومحاولة التعرف على دور الطباعة في الجانب الثقافي الحضاري. وفي كلمته، اقترح الدكتور جيفري روبر أن تكون مكتبة الإسكندرية مركزًا لدراسة تاريخ الطباعة بهدف تقديم الأبحاث وتطوير أدوات للبحث في هذا المجال. وأضاف أن الندوة قد أثبتت اهتمام الباحثين العرب بتاريخ الطباعة وأظهرت الخبرات العربية عامة والمصرية خاصة في هذا المجال. من جانبه، أعرب تاج السر حسن عن تقديره لمجهودات مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية في تنظيم الندوة، مشيرًا إلى أن الندوة قدمت فرصة فريدة من نوعها للباحثين والمتخصصين العرب للقاء وتبادل الخبرات وتقديم الأبحاث المتعلقة بالثقافة العربية بهدف إحيائها وتنميتها. دارت الندوة حول مجموعة من المحاور التاريخية؛ مثل: الطباعة العربية بلغات الشرق الأوسط في بلدان الشرق الأوسط والشرق الأقصى وأوروبا وإفريقيا والأمريكتين، والطباعة ودورها في التواصل الحضاري والثقافي، وأشكال وتقنيات الطباعة التراثية، والمتاحف الطباعية التراثية، ومطبوعات الجاليات والأقليات. كما شملت الندوة مجموعة من المحاور التقنية؛ مثل: الخطوط الرقمية الطباعية (التراثية/الحديثة)، والوسائط الطباعية المتعددة (تقنيات النشر والطباعة الحديثة بلغات الشرق الأوسط)، والمتاحف الطباعية الافتراضية/التخيلية. احتفل مركز الخطوط في إطار الندوة باختيار مدينة يريفان الأرمينية عاصمة عالمية للكتاب 2012، وذلك من خلال تخصيص جلسة خاصة بالندوة حول الطباعة الأرمينية. تأتي الندوة استمرارًا للندوات الدولية الثلاث الناجحة التي عقدت في متحف جوتنبرج في مينز عام 2002، وفي مكتبة فرنسا الوطنية بباريس عام 2005، وفي جامعة ليبزج بألمانيا عام 2008.