لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً لم أشعر بمعني هذا القول المآثور إلا عندما كنت في ميدان التحرير ووجدت من يقوم بتنظيم الدخول ومن يقوم بتضميد جراح زملائه ومن يجري عليك كي يحميك من طوبة غادرة ألقاها أحد اتباع النظام السابق وقتها ولأول مرة شعرت باحساس الفخر لأني مصري وتمتعت مثلما تمتع الكثيرون ونحن نكون معا اللجان الشعبية لحماية أهالينا وممتلكاتنا تمتعنا لأننا لأول مرة نشعر بعظمة مصر وعظمة أبنائها ولكننا وفي خضم هذه الاحداث المتلاحقة يجب ان نعي ضرورة ان الثورات لا تحقق مطالب المجتمعات في يوم وليلة فالثورة الفرنسية علي سبيل المثال استمرت عشر سنوات كاملة قبل ان تنجح في اقامة نظام جمهوري حي نجح في بناء اقتصاد قوي انعكس بالايجاب علي كل جوانب الحياة الفرنسية والثورة الامريكية ظلت تناضل لمدة تقارب من العشرين عاماً حتي نجحت في التخلص من أذناب النظام البريطاني وأقامت نظاما سياسيا جديدا نجح في الخروج بكيان قوي تمثل في اتحاد الولاياتالمتحدةالأمريكية ولكن أخشي ما أخشاه أن تتعرض الثورة المصرية للاجهاض ليس علي يد أتباع النظام السابق ولكن علي يد الانقلابيين الذين اخذوا علي عاتقهم اليوم البحث عن دور لهم حتي لو جاء هذا الدور علي حساب الوطن والغريب أنه ورغم ان الثورة قام بها الشباب من اجل رحيل نظام والمجيء بنظام ديمقراطي يقوم علي احترام الرآي والرآي الأخر وعدم تخوين المصري أيا كان إلا أن الانقلابيين يفعلون اليوم ما فعلته ومحاكم التفتيش في الثورة الفرنسية فهم فقط الذين يفهمون في كل ما يتعلق بالمصلحة العامة ومن يخالفهم في الرأي جاهل لا يفهم أو معادي للأجواء الثورية وهو نفس المنطق الذي اتبعه للأسف الشديد نظام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عندما راح يتهم كل من يختلف معه في الرأي بأنه من رموز العهد الملكي الذي وصفوه بالبائد ويحق للثورة التنكيل به.