أكد المشاركون في ندوة الجمعية الشرعية أن الشوري من أهم المبادئ الإسلامية وتؤدي إلي استقرار المجتمع والقضاء علي الظلم والاستبداد وهي تختلف عن الديمقراطية في أنها محكومة بأحكام الإسلام والقرآن الكريم.. وأشاروا إلي أن الإسلام دين التسامح ومن يريد معرفة أنقي صور التسامح فليراجع سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته الكرام. في البداية أوضح الدكتور محمد مختار جمعة الوكيل العلمي للجمعية الشرعية أن الإسلام أرسي قواعد العدل والرحمة والتسامح والشوري في أسمي معانيها وأن الشوري من أهم المبادئ الإسلامية التي تجمع ولا تفرق وتضيف إلي الرأي رأياً آخر أو آراء أخري تؤدي إلي استقرار المجتمع وتقوية أركانه وتسهم إسهاماً بارزاً في القضاء علي الظلم والاستبداد والطغيان مشيراً في الوقت ذاته إلي أن غياب الشوري لا يؤدي إلا إلي مزيد من هذا الظلم. وهذا ما حكاه القرآن علي لسان فرعون حين قال: "أنا ربكم الأعلي" وحين قال: "ما أريكم إلا ما أري وما أهديكم إلا سبيل الرشاد". أكد الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية أن جوانب العظمة عند النبي لا تعد ولا تحصي فهو الذي قال عنه رب العزة "وإنك لعلي خلق عظيم" وقالت عنه كذلك السيدة عائشة رضي الله عنها "كان خلقه القرآن" ومن ثم فإن حياة النبي وسيرته العطرة فيها الكثير من الدروس والعبر التي تبني عليها الأمم وتقوم عليها أسس الحضارات الراقية. وأوضح أن الشوري مصطلح قرآني تفرد به الإسلام. وسلوك نبوي محمدي. وسلوك لصحابة الرسول. ويعد تاريخ الإسلام كله نموذجاً لتطبيق هذه الشوري التي رفعها الله تعالي في كتابه العزيز إلي مستوي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وجعلها وسيلة من وسائل الحصول علي رضا الله سبحانه وتعالي وذلك في قوله تعالي: "والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شوري بينهم ومما رزقنهم ينفقون". ويحث الله تعالي نبيه الكريم علي الأخذ بمبدأ الشوري مع أصحابه فيقول عز وجل: "وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله" والشوري مبدأ خطير ينبغي المحافظة عليه لأن فيه سلامة المجتمع كله. وقد حث الله تعالي علي هذا المبدأ حتي بين الزوجين في حال الطلاق أو الفرقة. واستعرض الدكتور المهدي نماذج من شوري النبي لأصحابه في أمور الدين والدنيا خاصة المتعلقة بأمور مصيرية مثل الغزوات وكذلك تطبيق مبدأ الشوري في حياة النبي خاصة في أمور مصيرية حيث كان يقر مبدأ "الرأي للأكثرية". ومن ذلك ايضا أن اتخاذ القرار لا يكن العودة فيه حتي لا تحدث بلبلة في المجتمع ومن ثم كان هناك مبدآن أقرهما النبي في الشوري الأول: أن الرأي للأغلبية والثاني: أن تسير الأقلية علي ما اتفقت عليه الأغلبية مع عدم العودة عن القرار الذي اتخذته الأكثرية بل إنه كان متسامحاً مع الأعداء. الشوري والتسامح أشار الدكتور إسماعيل الدفتار إلي أن الشوري هي نوع من أنواع التسامح وهي قوة علي الأعداء وتصديق لخاتم الأنبياء. فالأتباع تكتسب قوتهم ومحبتهم. والأعداء يقدرون ذلك. كما يقول الله تعالي: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم". كما أنها مصطلح إسلامي إلا أنها كانت مقررة خلال مراحل التاريخ البشري فقد روي قتادة بن دعامة تلميذ سيدنا أنس بن مالك وهو من علماء التابعين أن بلقيس ملكة سبأ التي لها قصة مع سيدنا سليمان عليه السلام كان لها 313 رجلاً من أهل الشوري يتولي الرجل الواحد منهم أمر مائة في المملكة يستشيرهم وتستشيره الملكة ويقول لها رأي الناس. فالشوري بالصورة البرلمانية كانت موجودة بين الناس عبر التاريخ البشري ولكن لم يكن لها حدود معينة أو ضوابط كما فعل الإسلام وجعل الإطار العام لها محكوماً بكتاب الله وسنة رسوله كما أن هناك فوارق بين الشوري وبين أي نظام برلماني في العالم كله في القديم والحديث لأن الشوري تطلب الرأي من الناس علانية وتقدم الدليل والرد علي الدليل فتتسم بالصراحة والوضوح والعلانية بين الناس وهي تختلف عن الأنظمة الديمقراطية الأخري التي قد تبتعد عن ثوابت الدين. كما أن الشوري مقررة في الإسلام في كل المجالات ما لم يكن فيها نص في كتاب أو سنة.