قال تعالي "والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملو الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" العصر من 1-.3 في هذا الهدي الخالد يقسم الحق تبارك وتعالي "بالعصر" وقيل هو الزمن أي الوقت وقيل أقسم بصلاة العصر لفضلها وشرفها. وله سبحانه ان يقسم بما شاء علي ماشاء. ثم عقب بعد القسم بقوله "إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات" فإنهم في تجارة لن تبور حيث باعوا الدنيا واشتروا الآخرة. وذلك بسبب إيمانهم واعمالهم الصالحة وتواصوا فيما بينهم بالحق وتواصوا بالصبر وكانوا إخوة متحابين متعاونين والعمل الصالح في الاسلام من أجمل صور التكافل الاسلامي لأن الله تبارك وتعالي يقول "وتعاونوا علي البر والتقوي ولاتعاونوا علي الإثم والعدوان" المائدة "2" ولك أن تتأمل هذا الحديث الذي يصور أهمية العلاقة الطيبة بين المسلمين حتي شبههم بالجسد الواحد حين قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي" رواه البخاري وفي الحديث الصحيح سئل النبي صلي الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلي الله فقال سرور تدخله علي مسلم تكسو عورته. أو تشبع جوعته. أوتقضي حاجته" ما أحسن هذا الدين الذي يشع المحبة والاخاء بين بني البشر بل ونصحنا النبي صلي الله عليه وسلم بأن نتحسس الفقراء وأن نكثر من معرفتهم فلقدروي أبو نعيم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "أكثروا معرفة الفقراء واعلموا أن لهم دولة يوم القيامة قال الصحابة ومادولتهم يا رسول الله فقال ينادي الله عليهم يوم القيامة ويقول انظروا إلي كل من أطعمكم كسرة خبز أو كساكم ثوباً وخذوا بيده وادخلوا الجنة". فما أجمل هذه الدولة التي اختارها الفقراء حقا إنها دولة ملكها لايزول لأنها سلطانها دائم بدوام الله عز وجل وهذا سر عظمتها وهذا المعني العظيم من معاني التكافل يجعل الانسان سعيداً منصوراً بإذن الله في الدنيا ويوم تقوم الساعة وهذا ما قالته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عندما جاءها النبي حزيناً وقلقاً في بداية الدعوة إلي الله في مكة فقالت "والله لن يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم. وتحمل الكل. وتكسب المعدوم. وتقري الصيف. وتعين علي نوائب الدهر". حاول ان تجبر خاطر الضعفاء والمساكين ولو بكلمة طيبة أوقول معروف قال تعالي "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذي والله غني حليم" "البقرة:263" ورحم الله القائل:- لاخيل عندك تهديها ولامال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال.