إن أعداء الصوفية الذين ينتمون- هكذا يقولون- إلي السلفية. وإلي ابن تيمية تحديداً. سوف تظهر لها مفأجاة كبري في هذه المقالات في حكم أئمتها علي الصوفية. ونحن نسألهم: هل أنتم متبعون أم مبتدعون؟! فإن كنتم متبعين فامدحوا الصوفية كما مدحها شيوخكم. وإن كنتم مبتدعين. فأنتم خوارج وعملاء لأعداء الإسلام الذين يريدون تفريق الأمة.. وها هي شهادة شيوخكم في الصوفية تملأ جنبات هذه السلسلة من المقالات التي نقدمها. ومنهم: ابن تيمية. وابن القيم. وابن كثير. ومحمد بن عبد الوهاب. ومحمود خطّاب السُبكي. وحسن البنا. ونحن في انتظار ردكم علي سؤالنا السابق. معلوم أن الصوفيّة عند أئمّة الحركة السلفيّة وسادتهم طائفة إسلامية مثل بقيّة الطوائف الإسلاميّة الأخري كالمحدّثين والفقهاء والمتكلّمين والمؤرّخين والمجاهدين وغيرهم. فيهم المصيب والمخطيء. والصالح والطالح. والأصلي والمزيف. ولكن إذا أُطلق الّلفظ فإنه يُراد به دائماً: الصالح والمصيب والصحيح منهم. فمثلا لو قلنا: "المحدّثون" فالمراد بهم عند الجميع: المحدّثون الصالحون الذين حفظوا علي الأمّة أحاديث رسول الله - وخدموها وبلّغوها ونشروها بالطريقة المُرضية كالأئمة: البخاري ومسلم والترمذي وابن حجر العسقلاني والسيوطي وابن ماجه وأبو داود والإمام أحمد وغيرهم. ولا يُراد بكلمة "المحدّثون" مطلقاً. عند أي أحد أولئك "الدجّالون الكذّابون الوضّاعون" المنتسبون إلي هذه الطائفة الكريمة. والذين قد بيّن فسادهم ودجلهم أئمّة الجرح والتعديل في كل عصر وزمان هذا كما هو معلوم للجميع. وهكذا هو الحال في الفقهاء والمتكلّمين والمجاهدين والمؤرّخين وغيرهم من طوائف المسلمين. وهكذا يجب أن يكون الحال في الصوفيّة أيضاً. فعندما يقال: "الصوفيّة" فحتماً يكون المراد منهم: الفضيل بن عياض ومعروف الكرخي وأبو سليمان الداراني وبشر الحافي وعبد القادر الجيلاني والجنيد البغدادي وغيرهم ممن سار علي نهجهم القويم. ولا يراد "بالصوفيّة" البتّة أولئك "الدجّالون المخرّفون المخالفون لكتاب الله وسنّة رسوله ". الدخلاء علي التصوف وقُطّاع الطريق إلي الله والدار الآخرة". بل الذي ندين الله سبحانه وتعالي به. وما نعتقده والحمد لله وبفضله وتوفيقه في قرارة نفوسنا. وما وجدنا عليه مشايخنا رحمهم الله هو أنه حتي هؤلاء السادة الكرام الفضيل وبشر والداراني والجنيد والغزالي والجيلاني وغيرهم من الأئمة الكبار وأمثالهم ومن سواهم كلهم يؤخذ من قولهم ويترك إلا المصطفي الصادق المصدوق - وآله. فالحجة دائماً كتاب الله تعالي وسنة رسوله ". فمن وجدناه موافقاً لهما ولأصولهما وتعاليمهما فعلي الرأس والعين. ومن خالفهما وخالف أصولهما وتعاليمهما فنضرب به عرض الحائط. كائنا من كان. وحسبنا الله ونعم الوكيل. وهذا ما سنوضحه في العدد القادم إن شاء الله تعالي.