نجحت طوكيو في إطلاق جيل جديد من الأقمار الفضائية المصممة لدراسة المجالات المغناطيسية والأغلفة الجوية لكواكب النظام الشمسي علي متن الصاروخ الجديد ابسيلون من مركز الفضاء أوتشينورا في مقاطعة كاتجوشيمتا جنوباليابان وذلك بعد تأخير لمدة ثلاثة أسابيع بسبب خلل فني حيث تم تصميم الصاروخ ذي التكنولوجيا المتطورة بحيث يمكن أن يستخدم النظم الآلية لأداء الفحوصات التقنية الخاصة به بدلا من الاعتماد كلية علي العنصر البشري، وهو الأمر الذي من شأنه التقليل من تكلفة المهمات الفضائية الاستكشافية. وقد حاولت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية »جاكسا« في البداية إطلاق الصاروخ إبسيلون يوم 27 أغسطس الماضي، ولكن حدوث بعض المشكلات التقنية وتعطل الحاسوب أجبر وحدات التحكم علي إجهاض إطلاق الرحلة التجريبية قبل 19 ثانية من الإقلاع، إلا أن المحاولة الثانية للإطلاق تمت بنجاح حيث تم فصل القمر الصناعي عن الصاروخ إبسيلون بعد حوالي 61 دقيقة من الإقلاع. وأشارت "جاكسا " إلي أن صاروخ إبسيلون ليس متطورا فقط من الناحية التقنية، لكن أيضاً من حيث الإقلاع مقارنة بالأجيال القديمة من الصواريخ. فنظراً لاعتماده علي الذكاء الاصطناعي، فإن الصاروخ الجديد لا يحتاج سوي لثمانية أشخاص فقط في موقع الإطلاق، مقارنة ب 150 شخصاً في عملية الإطلاق السابقة. كما أن حجم صاروخ ابسيلون يعادل نصف حجم الجيل السابق من المركبات الفضائية اليابانية. ويعد إبسيلون من الجيل الجديد من الصواريخ الفضائية التي تعمل بالوقود الصلب وهو مصمم لإطلاق الأقمار الصناعية العلمية، ويبلغ طوله 24 مترا، ووزنه 91 طنا و يمكنه إطلاق أقمار صناعية يصل وزنها إلي 400 كجم إلي الفضاء. وكان "إبسيلون" ينقل خلال مهمته الأولي التلسكوب الفضائي "سبرينت-إيه" وهو أول تلسكوب ياباني مخصص لمراقبة ورصد الغلافات الجوية لكواكب المجموعة الشمسية عن بعد لاسيما الزهرة والمريخ والمشتري في ضوء الأشعة فوق البنفسجية. هو يسبح حول الأرض في مدار يرتفع عن سطحها ما بين 950 و1150 كيلومترا. وقدرت تكلفة أول رحلة للصاروخ إبسيلون بحوالي 38 مليون دولار أي ما يقرب من نصف تكلفة الصاروخ ام5 الذي تقاعد عام 2006. الذي بلغت تكلفته حوالي (76 مليون دولار).