تحقيق عاجل بعد انتشار فيديو استغاثة معلمة داخل فصل بمدرسة عبد السلام المحجوب    اسعار الاسمنت اليوم الجمعه 28 نوفمبر 2025 فى المنيا    بعد حادث واشنطن.. ما تحتاج معرفته عن عمل آلاف الأفغان مع القوات الأمريكية    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية بإندونيسيا إلى 84 شخصًا    الدفاع المدني السوري: عمليات الإنقاذ في بيت جن مستمرة رغم صعوبة الوصول    الشناوي: مباراة باور ديناموز لن تكون سهلة ولا بديل عن الفوز    الأرصاد الجوية تكشف توقعات الطقس للأيام المقبلة: خريف مائل للبرودة وانخفاض درجات الحرارة    محافظة الجيزة تعلن غلق كلى ل شارع الهرم لمدة 3 أشهر لهذا السبب    «السبكي» يلتقي وزير صحة جنوب أفريقيا لبحث تعزيز السياحة العلاجية والاستثمار الصحي    أسعار البيض اليوم الجمعة 28 نوفمبر    وزير البترول يعلن حزمة حوافز جديدة لجذب الاستثمار في قطاع التعدين    انقطاع الكهرباء 5 ساعات غدًا السبت في 3 محافظات    تطور جديد بشأن تشكيل عصابي متهم ب غسل 50 مليون جنيه    إعدام 800 كجم أغذية فاسدة وتحرير 661 محضرًا فى أسيوط    لحظة استلام جثامين 4 من ضحايا حادث السعودية تمهيدًا لدفنهم بالفيوم    «شاشة» الإيطالي يناقش تحكم الهواتف المحمولة في المشاعر الإنسانية    استعدادات مكثفة في مساجد المنيا لاستقبال المصلين لصلاة الجمعة اليوم 28نوفمبر 2025 فى المنيا    خشوع وسكينة.. أجواء روحانية تملأ المساجد في صباح الجمعة    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأردني تطورات الأوضاع في غزة    الصحة: فحص 15 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية    «الصحة» تعلن تقديم خدمات مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية ل15 مليون مواطن    سعر الدينار الكويتي اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2025 أمام الجنيه    مصر ترحب باعتماد مراجعة هيكل بناء السلام الأممي من مجلس الأمن والأمم المتحدة    مستشفى بنها التخصصي للأطفال ينقذ حالتين نادرتين لعيوب خلقية    مصرع فتاة وإصابة أخرى صدمتهما سيارة ميكروباص بالبدرشين    السيطرة على حريق شقة سكنية بساقلته في سوهاج    "من الفرح إلى الفاجعة".. شاب يُنهي حياة زوجته بسلاح أبيض قبل الزفاف في سوهاج    يورتشيتش والشناوي يحضران المؤتمر الصحفي لمباراة بيراميدز وباور ديناموز    صديقة الإعلامية هبة الزياد: الراحلة كانت مثقفة وحافظة لكتاب الله    أبو ريدة: اللجنة الفنية تتمتع باستقلال كامل في اختيار القائمة الدولية للحكام    جنوب الوادي.. "جامعة الأهلية" تشارك بالمؤتمر الرابع لإدارة الصيدلة بقنا    مواقيت الصلاه اليوم الجمعه 28نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    البترول: مجلس المعادن الأسترالى يبدى اهتمام بالتعاون الفني في قطاع التعدين    بوتين: سنوقف الحرب ضد أوكرانيا فى هذه الحالة    الذهب يرتفع صباح اليوم الجمعة وهذا العيار يسجل 6365 جنيهًا    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 28- 11- 2025 والقنوات الناقلة    صلاة الجنازة على 4 من أبناء الفيوم ضحايا حادث مروري بالسعودية قبل نقلهم إلى مصر    ارتفاع حصيلة ضحايا حريق هونج كونج إلى 94 شخصا    بيونج يانج: تدريبات سول وواشنطن العسكرية تستهدف ردع كوريا الشمالية    أول صورة من «على كلاي» تجمع درة والعوضي    45 دقيقة تأخير على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 28 نوفمبر 2025    رسائل حاسمة من الرئيس السيسي تناولت أولويات الدولة في المرحلة المقبلة    محمد الدماطي يحتفي بذكرى التتويج التاريخي للأهلي بالنجمة التاسعة ويؤكد: لن تتكرر فرحة "القاضية ممكن"    ستاد المحور: عبد الحفيظ يبلغ ديانج بموعد اجتماع التجديد بعد مباراة الجيش الملكي    رمضان صبحي بين اتهامات المنشطات والتزوير.. وبيراميدز يعلن دعمه للاعب    بعد أزمته الصحية، أحمد سعد يتألق في حفل الكويت تحت شعار كامل العدد (صور)    عبير نعمة تختم حفل مهرجان «صدى الأهرامات» ب«اسلمي يا مصر»    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة للأقارب.. اعرف قالت إيه    حذر من عودة مرتقبة .. إعلام السيسي يحمل "الإخوان" نتائج فشله بحملة ممنهجة!    شروط حددها القانون لجمع البيانات ومعالجتها.. تفاصيل    إعلام فلسطيني: الاحتلال يشن غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة    القانون يحدد ضوابط لمحو الجزاءات التأديبية للموظف.. تعرف عليها    رئيس التصنيع بالصيادلة: استهلاك مصر من بنج الأسنان يصل إلى 600 ألف عبوة سنويًا    طولان: ثقتي كبيرة في اللاعبين خلال كأس العرب.. والجماهير سيكون لها دورا مع منتخبنا    اليوم، ختام مسابقة كاريكاتونس بالفيوم وإعلان أسماء الفائزين    سيناريست "كارثة طبيعية" يثير الوعي بمشكلة المسلسل في تعليق    وزير الثقافة والمحافظ يشهدان ختام الدورة ال18 من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير    الشيخ خالد الجندي يحذر من فعل يقع فيه كثير من الناس أثناء الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شكسبير يحاكم فرح أنطون
نشر في آخر ساعة يوم 10 - 09 - 2013


مؤلفات محمد تىمور
»ليس كل شاعر يحسن إلقاء شعره ولا كل مؤلف مسرحية يحسن تمثيل أحد أشخاصها وماذلك إلا لتفرد كل موهبة من هذه المواهب بمؤهلات خاصة بها.. ولم يحمل لنا تاريخ الآداب إلا أسماء قليلة جمعت إلي جانب قوة التصور والإدراك قوة الأداء وعرض ما ترسمه مخيلاتهم وتحس به نفوسهم في صورة حسنة التعبير«.
كلمة بليغة لرائد المسرح العربي زكي طليمات يشرح فيها أهمية الموهبة في العمل الفني باعتبارها أداة التوصيل التي يتلقاها المتفرج والمستمع ورغم عبقرية شكسبير في الكتابة المسرحية التي جعلته يتبوأ المكانة الرفيعة في عالم المسرح علي مستوي العالم أجمع ككاتب ومرجع وكان مع ذلك ممثلا فاشلا رغم كل قوته وتمكنه من رسم شخصيات رواياته وصياغة حواراتها ولو أسند إليه أن يمثل هاملت أو عطيل أو أيا من شخصياته فلن يستطيع التعبير لا بالصوت أو الوجه مع معرفته الكبيرة والكاملة بعالم المسرح التي لايساويها فيها أحد.
محمد تيمور 1892 - 1921 من الكتاب الأوائل في عالم المسرح سافر إلي باريس لدراسة القانون ودرس الفنون المختلفة مع التركيز علي المسرح بمدارسه المتعددة وعاد لمصر بعد بداية الحرب العالمية الأولي وتفرغ لكتابة القصص والمسرح مهتما بالواقعية كمذهب وقدم مسرحياته للفرق المسرحية التي كانت معروفة وعاملة ولقيت نجاحا وإقبالا كبيرا عند عرضها من الجمهور والمثقفين والنقاد.. وبعدها اشترك في تأسيس جمعية أنصار التمثيل التي رأسها الفنان عبدالرحمن رشدي واستطاع تأدية عدة أدوار في أعمال مسرحية.. من أعماله (العصفور في القفص)، (الهاوية)، أوبريت (العشرة الطيبة)، إضافة إلي المجموعة القصصية وعنوانها (ماتراه العيون) وكان يملك قدرا كبيرا من الحيوية والنشاط وتوفي وهو في الثلاثين من عمره وشعر بعدها أصحاب الفرق المسرحية بمدي الخسارة التي لحقت بهم لوفاته.. وهو ابن لعائلة أدبية أبوه أحمد باشا تيمور المؤرخ والباحث اللغوي وشقيقه الأصغر هو الأديب محمود تيمور وعمته عائشة التيمورية الشاعرة التي كانت أول من سارت في شعرها علي الجديد الذي بعث من قديم وجده إسماعيل تيمور باشا صاحب المكتبة الكبيرة والاطلاع الواسع.. وآخر كتبه بعنوان حياتنا التمثيلية وهو يلقي الضوء علي وجه من وجه الموهبة المتعددة والمتفردة في شخصية محمد تيمور دراسات فنية وتاريخية هامة وممتعة عن بداية المسرح المصري مع تعريف وتعرف علي أوائل نجوم المسرح المصري.. كتب مقدمة الكتاب زكي طليمات الذي أراد بما كتبه عن شكسبير أن يوضح الفرق بين كاتب مسرحي متمكن ولا يملك موهبة أخري غيرها في حين يملك محمد تيمور مواهب متعددة بجانب كتاباته فهو شاعر عملاق ومؤلف مسرحي فذ وممثل ممتاز حسب ما قاله طليمات.. الكتاب صادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وقام بتبسيط لغة الكتاب زياد فايد.. يري طليمات أن محمد تيمور تأثر بالفن الفرنسي بشكل عام فقد عايشه سنوات مسموعا ومقروءا ومشاهدا فأراد أن يطبق ما عاشه وتعلمه فبدأ التمصير حتي ولو كانت هذه الفنون ذات صبغة تختلف عن العرب وهو أمر لم يتم التنبه إليه في حينه بالنسبة للقائمين علي المسرح في ذاك الحين وكانت رواياته باللغة العامية المصرية إحدي المحاولات الجادة في هذا الاتجاه.. »ثلاث روايات لا أكثر هي نتاج ذهنية تيمور وأري فيها الكفاية لأحكم بخصب هذه الذهنية التي كانت ولاشك أنها سترمي ثمر أشهر ماتذوقناه منها لو أن الموت أبقاها للنضوج من الروايات المصرية الموضوع من تلك الزجلية الأسلوب المشوه من أصل أفرنكي إلي روايات الوعظية الصبيانية المجهولة التي تلبس أشخاصها ثوبا لا يتفق مع روحها«.
(العصفور) أولي مسرحيات تيمور وبعدها (عبد الستار أفندي) وقدمتا في عام واحد ببدايته ونهايته وبعدها بعامين مسرحية الهاون ومثلت بعد وفاته بأربعين يوما وبعدها (أوبريت) العشرة الطيبة التي لحنها سيد درويش إضافة إلي عملين من الأدب الفرنسي هما (الأب لوبوناز) و(اللغز) أكدتا جهد تيمور المبذول كمعرب في المسرح أما رواياته المؤلفة بالعامية وكان محافظا علي الأصول الفنية للأعمال المسرحية بتعبير الشخوص عما يخالج نفوسهم بلغة الكلام العادية حتي تبدو الأعمال وكأنها حقيقية وواقعية كما ينشدها الفن ويصورها.. أما محمد تيمور الناقد لم يكن أول من مارس النقد الفني في الصحف وإن كان هو أول من كتب عن علم عن أوضاع وأصول الفن مدققا في مقالاته علي شرحه للمساوئ الخلقية التي تلتصق بزعماء التمثيل في وقته وذكر طليمات قوله:(لم أر صورة أجاد تيمور رسمها وفق الأصل كتلك التي رسم فيها نفسية الثلاثة العكاشين ولم أره صريحا أكثر مما رأيته من كلامه عن جورج أبيض)، ولم يستفد المسرح من موهبة تيمور كممثل فقد كانت حياته كممثل مضطربة وقصيرة وهو في الحقيقة لم يصبح ممثلاً محترفاً رغم اهتمامه بالفن وموهبته التي رآها وشعر بها الجميع والتي كانت تؤهله ليصبح من أهم الممثلين وكانت مساهمته كناقد أكبر كثيراً من التمثيل مع عمره القصير الذي كتب في طفولته الشعر وأبدع فيه وفي الشعر والنثر المسرحي الذي يطلق عليه المنولوج المسرحي والمغني وكلها مليئة بالفرح والبهجة والتفوق بدليل أشهر الأوبريتات في تاريخ المسرح الغنائي (العشرة الطيبة).
تعريفات فنية
كتب محمد تيمور عن منشأ التمثيل في فرنسا وصفه بأنه الخيال والحب والجمال الذي اتخذ من قلوب الشباب مكانة كبري وأصبحوا يسعون للسفر حتي يتزودوا بهذا العلم وهذا الفن بعد أن عرفه كثيرون بعد عودة جورج أبيض من فرنسا لمصر وظهرت جماعات تتألف من الكتاب لممارسة التأليف والتعريب وكانت كلها من الشباب الموهوب وبدأ هؤلاء بعد قليل ممارسة الفن واحترافه فكانت الفرق المسرحية الهامة منها فرقة عبدالرحمن رشدي ومحمد عبدالقدوس وسليم النقاش وزكي طليمات ونجيب الريحاني وهي نهضة كبيرة حدثت.. تأثرا بمدارس الفن الفرنسية المختلفة التي ظهرت في عصور القرون الوسطي وبالتحديد القرن الثاني عشر بروايات بسيطة تمثل في الساحات العمومية أمام الكنائس ويدخل الإله الكنيسة بعد انتهائه من أداء دوره أما ممثلو أدوار الشياطين فيدخلون إلي صفوف المتفرجين يضحكون معهم ويخيفونهم بعد تمثيلهم مشهد خروج آدم وحواء من الجنة وبعده مشهد قابيل وهابيل وفي النهاية يمر الأنبياء جميعا علي المسرح واتفقت هذه الرواية مع القضية الدينية وليست الرواية التمثيلية، وتقدمت الدراما وإن كانت كل الروايات بعيدة عن أصول الفن الحقيقي وفي القرن الخامس عشر نشأ نوع جديد من الروايات أطلق عليه المؤلفون (أسرار الدين) وكتبت (جان دارك) المجاهدة الوطنية رواية (حصار أورليان) وبقي الفن يقدم بالساحات والكنائس حتي أصدر الملك (شارل السادس) عام 1402 حتي بدأ التمثيل في قاعات القصور الملكية.
ومن أنواع الروايات (الفارس) وهو يقوم علي إضحاك الجمهور وممكن أن يكون بها بعض العبر والمواعظ.. (الموراليتيه) وهي روايات هزلية يضع فيها المؤلف ويملؤها بالاستعارات إلي أن يمل الجمهور المشاهدة لإحساسه أنها أشخاص وهمية في كل تصرقاتها.. (والسوتي) رواية هزلية يعتمد فيها المؤلف علي نقد الأوضاع السياسية والاجتماعية وأي طبقة من طبقات الأمة وتحليل كل مساوئها بشكل دقيق.. والشاعر الفرنسي (جوديل) هو أول من كتب التراجيديا الفرنسية التي اعتبرها الفرنسيون جزءا من أدبهم ولغتهم وأي جماعة تهدف لإصلاح اللغة ووضع ألفاظ صحيحة وتراكيب لغوية حتي أصدر البرلمان في عام 1548 قرارا بإيقاف هذه الجماعات عن التمثيل لأن ظروف المجتمع ليست في حاجة إلي هذا النوع من الروايات وإنما إلي نوع آخر من الروايات يكون أكثر ملاءمة للظروف السياسية والاجتماعية فاتجه المؤلفون إلي روايات الرومان والإغريق يقتبسون منها مواضيع أعمالهم وتفاعل الجمهور مع هذه المسرحيات الجديدة.. وتكونت جماعة لإحياء الأعمال الكوميدية تسمي (الباسوش) وتقدم أعمالها التمثيلية في حفلات أعياد الميلاد.
أما التمثيل في مصر فجاء من إيطاليا عن طريق سوريا من النقاش وأديب اسحاق والخياط والقباني ومر بثلاث مراحل الأول لأن مشاهدته جديدة والثاني من أجل الألحان والثالث من أجل المناظر والملابس والرابع للفن الصحيح الذي يقدم وانتقد محمد تيمور بشدة المسرحيات الكوميدية للكسار والريحاني بقوله: (ولأننا اليوم لا حول لنا ولا طول بعد أن نجح هذا النوع اللا فني نجاحا يكاد يقضي علي كل رواية فنية نحن نخشي أن ترغم الظروف جورج أبيض وعبدالرحمن رشدي علي السير علي آثار الريحاني والكسار بحثا وراء المال والمال كما نعلم قوام كل مشروع حيوي فنكون قد قضينا علي التمثيل بأيدينا بعد أن عاش بيننا عهدا طويلا فما ضير الريحاني لو بدل قليلا في نوع رواياته وتحول عن تلك الروايات التي لانري فيها غير مجموعة من ألحان السوق وما ضيره لو قدم لنا نوعا يجمع بين الفن واللا فن ثم يسير في طريق التغيير والتبديل إلي أن يصل إلي الفن الصحيح؟ ولكن يخشي أن يصادم تيار الجمهور فيفقد في سبيل ذلك ما أتاه به من مجهوده الكبير ونحن نسأله بعض التصحيح وليس ذلك بعزيز والجمهور طوع إشارته في كل حين وليعلم أن التضحية هذه تعادل لذة النجاح وتزيد عنها إذا كان لهذه التضحية نتيجة محدودة كالتي ننتظرها من وراء تضحيته القادمة.
نجوم مسرحية
كان لمحمد تيمور رأي في الممثلين والممثلات العاملين بالمسرح ومنهم كثير لم يرق إلي درجة كبيرة من الإجادة أما »روزاليوسف« فهي عنده ممثلة درجة أولي أحبت الفن وكانت شهرتها الكبيرة ليست علي مستوي فنها الذي جمعت فيه القدرة والغرام لهذا الفن حتي شاهدها عزيز عيد واكتشف قدرتها الرائعة وأسند إليها تمثيل الأدوار الأولي لتمكنها من أداء كل الأنواع الدرامية باستثناء التراچيديا وهي رشيقة علي المسرح وتتفهم الأدوار التي تؤديها فقامت بدور القروية الساذجة وفتاة من القرية وأخري إفرنجية وصوتها كان ناعما وقد سبقت كل ممثلات عهدها وهي محبة للفن لا تعمل إلا لأجله.. ويبقي عزيز عيد هو أكفأ الممثلين وأقلهم حظا جاء احترافه التمثيل بناء علي دعوة إسكندر فرح بعد انفصاله عن الشيخ سلامة حجازي وأصبح في الإمكان تحقيق حلمه في تقديم الكوميديا المصرية الخالصة وليست المقتبسة وأضر بنفسه بسبب عدم ثباته وتنقله بين جوقة چورچ أبيض وعكاشة ثم يؤلف لنفسه جوقة ويحله بعد شهور ويعود لأبيض وبعدها لعكاشة ولكن يظل كما هو يعلم الممثلين ويدربهم ويبتكر رسم المناظر كمدير فني يعتمد عليه.. الشيخ سلامة حجازي كما يراه محمد تيمور لا يدري عن الفن شيئا حتي وإن علا شأنه وأن الله منّ عليه بصوت جميل وعبقرية في التمثيل فطريقته بالإنشاد مختلفة عن طريقة إنشاد أي من المغنين فكانت ألحانه توافق المواقف المسرحية ويتذوقها ويحبها الجمهور.. منيرة المهدية أشهر من غني الطقاطيق التي تطرب الآذان وتسعد النفوس فاشتغلت مع عزيز عيد ولحظتها دخلت منيرة المهدية التمثيل العربي والغناء التمثيلي حتي تقف أمام الممثلات السوريات بعد احتكارهن لخشبة المسرح وعملها بفرقة عزيز عيد كانت كلها مشاهد تمثيلية أدتها مع الشيخ سلامة حجازي وغنت قصائد الشيخ وأعجب بها الجمهور وألفت لنفسها جوقة تحمل اسمها وانفصلت عن عزيز عيد وقامت بمجهود كبير حتي تحتفظ بمكانتها كممثلة ومطربة.. تأثر عبدالعزيز خليل بالممثل الشهير چورچ أبيض تعلم منه وكان من أقدر الممثلين وكان يحب التمثيل ولا يعرف الطريق كي يصل لغايته حتي شاهد عزيز عيد وسار علي دربه حينا ولكنه اقتدي بچورچ أبيض للاقتباس والبحث عن الجديد وأبرز مميزاته روحه التمثيلية العالية حتي وصل لمرحلة كبيرة من الأداء الجيد جعلته من أهم الممثلين في وقته.. عمر وصفي أقدم الممثلين بدأ مع القباني والقرداحي وفي جوقة الشيخ بدار التمثيل العربي كانت طريقته في التمثيل جديدة ومختلفة وتميز بخفة الدم مثل أدوار كوميدية ودرامية وبرع فيهما ولم يمثل أدوار الحب ومع كفاءته التمثيلية العالية من أهم أدواره في مسرحيات مضحك الملك الأحدب الشيخ متلوف نابليون أوديب الحاكم بأمر الله النائب هالير مدرسة النميمة توسكا الرداء الأحمر عشرين يوم في السجن.
محاكم المؤلفين
تخيل محمد تيمور نفسه وهو يجري محاكمات للمؤلفين ليس من باب إهانة أحد منهم أو التهكم عليه فمعظمهم أصدقاؤه وطلب منهم ألا تزعجهم هذه المحاكم فهي صورة هزلية ومادة للضحك وإن أراد تقليد كتاب الغرب الهزليين فيما يكتبونه عن الشخصيات الفنية والأصدقاء فعن علاقة المتفرج كتب محاكمه فرح أفندي أنطون قال: »له رئيس الجلسة شكسبير بعد أن نظر له نظرة طويلة ما اسمك؟ فرح أنطون جنسيتك؟ سوري، البنت مصري الحرقّة ومرت علي بضع سنين قضيتها في أمريكا ما هي صنعتك؟ كنت صاحب مجلة الجامعة رحمة الله عليها والآن مؤلف ومعرب ومقتبس ارفع يدك اليمني واحلف اليمين التمثيلية أقسم بالفن التمثيلي والتأليف التمثيلي والتعريب والمسرح والمناظر وكل ما تحتويه لفظة تمثيل أني لا أقول إلا الصدق.
شكسبير: أنت متهم يافرح أفندي بتهم إدخالك لمصر طريقة عجيبة في الضحك وعمل إعلان وإجبار ممثليك علي إنشاد قطع نثرية وهذا لم نسمع به من قبل وإجبار چورچ أبيض علي إنشاد نثر أيضا وهو لا يصلح إلا للتراچيدي ورجعت عن طريقك في التأليف أيام أخرجت للناس روايات مصر الجديدة وصلاح الدين ومملكة أورشليم إلا طريقه سميتها بالاقتباس وهي تعريب روايات فودفيليه قديمة العهد هذه التهم الموجهة إليك.. يدافع أنطون عن نفسه ياحضرات المؤلفين ما حيلتي وهذا النوع قد وافق مزاج الجمهور وكسبت مكاسب طائلة ومعذور في أني أجبرت چورچ أبيض علي ما لا يتفق مع أمياله التمثيلية ونفس الأمر مع الممثلين والقطع النثرية وما حيلتي وأنا بعيد عن الشعر والإعلانات هي طريقة أمريكاني جلبتها من بلد العلم والمحافظة علي الوقت إنني لم أرتكب إثما من أجل ذلك رئيس الجلسة: الحكم بعد المداولة بعد ساعة صاح الحاجب: محكمة.. الحكم: بعد سماع أقوال النيابة ودفاع المتهم رأينا: كان بإمكان فرح أفندي أن يعرب روايات قيمة وأن نجاح رواياته كان متوقفا علي جمال صوت منيرة المهدية بدليل مسرحية كلام في سرك وأن فرح كان في إمكانه أن يؤلف لفرقة رشدي وفرقة عكاشة وأنه قد ارتكب جناية الخيانة العظمي بسبب چورچ أبيض ومكسبه من روايات منيرة المهدية لا يحلل هذه الخيانة والبضاعة التي جلبها لمصر من أمريكا غير فنية.. لهذه الحيثيات وأن المتهم كان في الزمن الغابر ماضيا جميلا فقد حكمنا بالمادة 145 من قانون العقوبات التمثيلي وهي تحرم علي فرح أفندي الاشتغال بفن الاقتباس مدة عشر سنوات أي المدة التي تكفي الجمهور المصري لنسيانه هذا النوع العقيم«.
هذه المحاكمة هي نموذج لعدد آخر من المحاكمات نفذها محمد تيمور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.