منذ الثلاثين من يونية كان هناك تظاهرات مؤيدة للشرعية يقودها أقطاب جماعة الإخوان المسلمين وبحسب قولهم فمرسي جاء عن طريق الصندوق ولن يرحل إلا بعد انقضاء مدته الرئاسية وتواكبت الأحداث العصيبة التي انتهت بخلع الرئيس من قبل ثورة ثانية ساندها الجيش. وقد انقسمت المحافظات مابين مؤيد ومعارض، والغريب أن تصبح المحافظات التي شهدت مولد جماعة الإخوان وترعرها من أقوي المعارضين له كمدن القناة وخاصة الإسماعيلية، وبعد الخلع سرت فرحة عارمة في المحافظات ذاتها وجابت الأفراح شوارع وطرقات عروس القناة كذلك مدينة كفر الشيخ مسقط رأس البنا. وكذلك في الشرقية مسقط رأس محمد مرسي. »آخرساعة« قررت زيارة المحافظة ورصد حكايتها عن قرب. البداية كانت يوم التاسع والعشرين من يونية الماضي عندما جابت شوارع المحافظة مسيرة لحركة "تمرد" التي لاتلقي ترحيبا وتأييدا من الكثير من أبناء المحافظة فالمعروف أن الشرقية من المحافظات القبلية والتي تتعصب لأبناء جلدتها ناهيك عن توغل وسيطرة التيار الديني والجماعات الإسلامية علي عقول ووعي الكثيرين الذين لم يحالفهم الحظ في تلقي قدر وفير من العلم والثقافة. وبعد أن خرجت الحركة لتعلن موقفها وتستقطب أنصارا لها قام أقطاب الإخوان المسلمين بتنظيم مسيرات مؤيدة للشرعية ورفعوا شعار"مرسي رئيسا شرعيا"لتدور رحي الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين دون حدوث إصابات من كلا الطرفين. وتتطور الأحداث ليعلن السيسي نبأ خلع مرسي وتحديد إقامته حتي يقوم متظاهرو تمرد بإجراء محاكمة شعبية للرئيس أمام منزله الكائن بمنطقة فيلات الجامعة. واستخدموا "داتا شو" وجهوا له من خلالها عددا من التهم منها "إشاعة الفوضي في البلاد، التخابر مع جهة أجنبية، إرجاع الفشل في حل مشكلات البلاد للنظام السابق والفلول والبلطجية، اتهام الإعلام بالمغرض". كما عرضوا وعوده خلال فترة ترشحه للانتخابات الرئاسية التي لم ينفذها عقب توليه مقاليد الحكم، وأهمها "حل المشكلات التي يعاني منها المواطنون وتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير: عيش، حرية، عدالة اجتماعية، إضافة لتصريحاته بعدد من وسائل الإعلام أنه سيتنحي عن الحكم في حالة مطالبة الشعب له بذلك. كما وصلت حمي الفرح إلي باقي المدن والمراكز ولكن علي استحياء فأغلب السكان استهجنوا وانتقدوا طريقة عزل مرسي التي وصفوها بالمؤامرة الكبري وتوقعوا قيام اشتباكات عنيفة ودامية بين المعارضين والمؤيدين الذين سينتقمون لرئيسهم ويعيدونه إلي منصبه مرة أخري أما القري التي تسيطر عليها الجماعة فقد خرجوا ليعلنوا غضبهم في الشوارع لحد وصل بهم الي قطع الطرق الرئيسية ويجهزون أتوبيسات ضخمة تقل خيرة أبنائها الي ميدان رابعة العدوية لينتظروا الشهادة في سبيل الحق وخرج الأطفال عن بكرة أبيهم يحملون صورا لمرسي وأخري لحسن البنا وهم يرددون "حسن البنا والإخوان راجعين في كل مكان" ولا تكف المسيرات المؤيدة. وفي قرية "العدوة" مسقط رأس محمد مرسي بعد أن راودهم الأمل في فشل تلك المظاهرات وقيام أشقاء مرسي بتنظيم مظاهرة تأييد له بالاشتراك مع أعضاء الجمعية الشرعية بالقرية. فقد اتشحت القرية بالسواد وعلت الكآبة وجه أبنائها، وأعلن الحداد بكافة البيوت واستعد شبابها للجهاد علي حد قولهم فهم ينوون الشهادة تأييدا للشرعية خاصة أن الكثير منهم مرابض بميدان رابعة العدوية ولن يتركوه إلا بعد عودة الرئيس لمنصبه الشرعي. أما النساء فقد كن أكثر حزنا علي الرجل فهو يتسم بأخلاق عالية وأدب جم ورثه عن أسرته الكريمة المعروف عنها أصلها ومعدنها الممتاز خاصة والدته الحاجة "سنية محمود"التي يشبهها كثيرا والمعروف عنها كرمها الزائد وعفتها علي الرغم من ضيق أحوالهم المعيشية التي جعلتهم يحصلون علي قطعة أرض من قبل هيئة الإصلاح الزراعي ويتسلم عقدها الحاج مرسي العياط من الرئيس عبد الناصر عقب ثورة يوليو وظلت تتوارثها الأسرة إلي الآن. وإذا انتقلنا للحديث عن منزل الرئيس السابق فالمنزل لا يخلو من زواره الذين يجيئون ليلتمسوا أخبارا جديدة عن مرسي تشفي غليلهم وتريح قلوبهم وعم الحزن أرجاء المنزل ولا تزال صورته تزين واجهة المنزل ولم تكف أسرة مرسي التي تقطن بالقرية وتحديدا أشقاؤه سعيد وحسين والسيد بالإضافة إلي شقيقته الصغري عزة عن التضرع إلي الله والدعاء بزوال الغمة فقد كساهم الحزن لدرجة كبيرة جعلتهم يرفضون الحديث مع أي وسيلة إعلامية اللهم إلا حسين الذي قال إنه لم يتمكن من الوصول إلي شقيقه بعد عزله وتحديد إقامته كما أن هاتفه مغلق مما يجعلنا بحالة قلق دائم علي مصيره المجهول علي الرغم من تغريدته التي كتبها علي تويتر التي أكد فيها علي سلامته وكونه بحماية رجال الحرس الجمهوري. أما أبناء أشقائه فمنذ الجمعة قبل الماضية وهم موجودون بميدان رابعة يقودون التظاهرات المؤيدة للشرعية وبعضهم يقود مسيرات بقلب الزقازيق ردا علي المسيرات المناهضة التي نظمتها حركة تمرد وأحزاب المصري الديمقراطي ومصر القوية. أما الآراء المعارضة لسياسة الجماعة فقد لخصت أسباب سقوط مرسي في افتقاده للحنكة والخبرة السياسية بالإضافة إلي تنفيذه لمخطط أخونة الدولة في وقت قياسي دون النظر إلي عواقب ذلك فسيطروا علي مجلسي الشعب والشوري وباقي المناصب مهما صغر وضعها كما فعل نظام مبارك وحزبه الوطني بالإضافة إلي تراخيه عن الكشف عن هوية قاتلي جنود رفح والقصاص لهم مما أجج نار الغضب في الصدور... يقول فتحي أحمد عضو بحزب مصرالقوية:جاء قرار مرسي بقطع العلاقات مع سوريا كأحد أقوي الأسباب فشعرالمصريون بأنه ماجاء إلا لينفذ مخطط أمركة مصر وليسعد الصهاينة الذين يرتبط معهم بعلاقات صداقة بالإضافة إلي سوء تقديره لوضع مصر الاقتصادي،.