مازالت أزمة السولار والبنزين تلقي بظلالها رغم التصريحات البراقة للمسئولين عن انتهاء الأزمة خلال ساعات، ولكن الواقع عكس ذلك لأن العجر يتعدي ال50٪ وخاصة عندما تري أصحاب الاتوبيسات والنقل الثقيل يقفون طوابير أمام محطات البنزين مع نشوب مشاجرات بينهم من أجل أسبقية التموين بخلاف النقص التام في بنزين 80 و90 و92 ومع ذلك تتجه الحكومة إلي تطبيق الكروت الذكية للسولار والبنزين في أول يوليو القادم علي الرغم من اعتراض المواد البترولية علي التطبيق لأن 50٪ من الطلمبات بالمحطات متهالكة. قال عبدالسلام السيد، صاحب سيارة نقل: إن نقص السولار يكبده خسائر ضخمة يوميا، ويتساءل: هل الحكومة الحالية هي حكومة إنقاذ أم حكومة أزمات. إلي متي الإهمال الشديد من المسئولين وعدم توافر السولار مشيرا إلي أن اختفاء السولار وبنزين 80 و90 و92 من محطات الوقود تسبب في أزمة مرورية بالقاهرة والمحافظات وتكدست السيارات أمام المحطات في طوابير طويلة امتدت لمسافة 2 كيلو متر علي الطريق الدائري من مدينة السلام حتي مدخل المريوطية في اتجاه مدينة 6 أكتوبر، ومن المنيب حتي طريق مصر - إسماعيلية الصحراوي، فضلا عن وقوع اشتباكات بين سائقي التاكسي والميكروباص للخلاف علي أسبقية التموين. وأغلق العديد من المحطات أبوابه لمدة 5 ساعات في انتظار وصول الوقود. يتفق معه في الرأي عصمت حمدان (سائق) مؤكدا أن أزمة السولار ونقصه يكبده خسائر يومية نتيجة توقف العمل مع رفع بعض محطات البنزين للأسعار مما يدفعنا إلي رفع سعر الأجرة متسائلا: متي تنتهي الأزمة حتي نشعر بالحياة الآدمية ونتمكن من عدم الوقوف طوابير أمام المحطات وتحدث مشاجرات واشتباكات بالأيدي بين أصحاب السيارات وحاملي الجراكن داخل المحطة علي أولوية التموين وشهدت محطات التموين في طرق (مصر - إسكندرية الزراعي) و(مصر - السويس الصحراوي) و(مصر - إسماعيلية الصحراوي وطرق الكورنيش من شبرا الخيمة حتي حلوان والأتوستراد من مدينة 15 مايو حتي طريق النصر، تكدسا شديدا للسيارات. وأدت الأزمة إلي ارتباك مروري داخل المدن والطرق في المحافظات، خاصة الطريق الزراعي الذي يشهد حالة بطء مروري بسبب تكدس سيارات النقل الثقيل عليه أمام محطات الوقود. من جانبه، قال محمد مصطفي صاحب محطة بنزين بميدان فيكتوريا بشبرا إن أصحاب المحطات لم يعلموا شيئا عن موعد وآليات العمل بالنظام المقترح، مشيرا إلي أن النظام تشوبه حالة ضبابية بسبب تضارب تصريحات الوزراء المعنيين بموعد وآليات نظام التطبيق. مستبعدا وفاء الحكومة بتعهدها ببدء تنفيذ النظام في شهر يوليو المقبل، نظرا لعدم الاستعداد والتنسيق مع المعنيين، علاوة علي استمرار عجز المواد البترولية، خاصة السولار بنسبة 60٪ مقابل 20٪ بالبنزين، مضيفا أنه من الضروري توفير المنتج قبل بدء التنفيذ. ومن جانبه أكد مجدي وصفي، مدير عام شئون الدعم والمواد البترولية بوزارة التموين والتجارة الداخلية أن أزمة السولار والبنزين ستشهد انفراجة كبيرة، بعد انتظام ضخ المواد البترولية في محطات الوقود بمختلف المناطق، بالتنسيق مع وزارة البترول، وأن الأزمة ستنتهي قريبا وأن نظام الكروت مازال في مراحل الدراسة حتي نتمكن من تطبيقه بطريقة جيدة، مشيرا إلي أنه يتم يوميًا ضخ 34 مليون لتر سولار، رغم أن حاجة الاستهلاك المحلي تتراوح بين 28 و30 مليون لتر، ويرجع سبب الأزمة إلي التهريب والتخزين من قبل المواطنين والخوف لدي بعضهم من عدم توافر الوقود خلال شهر رمضان وأضاف أن أجهزة الرقابة بالوزارة تقوم حاليًا بتكثيف الحملات علي محطات الوقود ومنافذ توزيع السولار، للتأكد من توافر المواد البترولية وبيعها للمواطنين بسعرها الرسمي، علي أن يتم ضبط المخالفين واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم. وأوضح وصفي أن وزير التموين، أصدر تعليمات لمديري المديريات بتشكيل مجموعات عمل لضبط منظومة بيع المواد البترولية، ولمنع أي شخص يقوم بالتلاعب في السولار. وفي سياق متصل، قال بيان للوزارة، إن الإدارة العامة لمباحث التموين تمكنت من ضبط كميات كبيرة من المواد البترولية المدعمة، وتم التحفظ علي 105 آلاف لتر سولار لدي إحدي محطات الوقود بقليوب والقاهرة ، إضافة إلي تحرير محضر لمحطة وقود بسبب تصرف صاحبها في 190 ألف لتر سولار بعد امتناعه عن البيع للمواطنين وتم تحرير 463 محضراً خلال الفترة من أول يونيو حتي 19 من نفس الشهر، وأسفرت الحملات عن مصادرة 7 ملايين و300 ألف و989 لترا من البنزين والسولار. في حين أوضحت الشعبة العامة للمواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية علي لسان المهندس عفيفي بدوي أن 50٪ من محطات طلمبات البنزين متهالكة ومنتهية الصلاحية مقارنة بباقي المحطات المزودة بشاشات إلكترونية علي مستوي المحافظات بالجمهورية وهو ما يصعب تطبيق نظام الكروت الذكية للبنزين خلال يوليو القادم وفقًا لما أعلنه مجلس الوزراء في اجتماعه برئاسة د. هشام قنديل. وطالب عفيفي بضرورة ربط ماكينات الكروت الذكية مع طلمبات المحطات بالهيئة العامه للبترول إلكترونيا لمنع التلاعب في كميات الوقود فضلا عن أن صاحب المحطة لن يتحمل تكلفة صيانة الماكينات، وإصدار الكروت أو بدل الفاقد منها، حيث إن الوزارات المعنية هي التي سوف تتحمل تلك المصاريف، مشيرا إلي أن سعر الطلمبة يتراوح بين 40 و 80 ألف جنيه، حسب نوعها و مطابقتها للمواصفات المعمول بها. من جانبه، أكد حسام عرفات، رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية، بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الأزمة مستمرة ووصلت نسبة العجز إلي نحو 25٪ في القاهرة، وما يزيد علي 30٪ خارج القاهرة الكبري ، وأن إعلان مجلس الوزراء تطبيق كوبونات البنزين في شهر يوليو القادم مجرد تصريحات إعلامية هشه وهدفها إبعاد المواطنين عن الأزمة. وأشار عرفات إلي أن بدء التطبيق علي مستوي الجمهورية يتطلب مدة لتجهيز محطات الوقود بالمعدات اللازمة، وتدريب العاملين وربطهم علي الشبكة الرئيسية للهيئة، تستغرق 3 أشهر حسب أقل التقديرات. وانتقد عرفات، ما أعلنه وزير البترول المهندس شريف هدارة، عن رؤيته لتطبيق الكروت الذكية لتوزيع السولار في الأول من يوليو، والبنزين الأول من أغسطس مع عدم توضيح كيفية التطبيق وأن عدد سيارات النقل الثقيل يصل إلي 55 ألف عربة نقل، بخلاف سيارات الميكروباص وغيرها، إضافة إلي وجود ما يقرب من 2750 محطة بنزين علي مستوي الجمهورية، متسائلا: هل سيتم تدريب القائمين عليها للتعامل مع هذا الكم بالكروت الذكية وفي هذا الوقت الصغير. وأضاف رئيس شعبة المواد البترولية أن وزارة البترول لم تعلن عن آلية واضحة للنظام المقترح، وهل سيتم من خلال بطاقات ذكية أم كوبونات، وطرق محاسبة صاحب المحطة حال التنفيذ. وأشار إلي أن تطبيق هذا القرار يحتاج إلي إرادة سياسية من خلال إدارة رشيدة وحكيمة لفهم مجريات الأمور حتي نقضي علي المشكلة من جذورها. وطالب عرفات بضرورة رفع الدعم تدريجيًا عن كل أنواع البنزين، حتي نصل إلي السعر العالمي، ولكن في مدة لا تقل عن 5 سنوات، مع عدم المساس ببنزين 80 إلا في نسب طفيفة حتي لا يمس سيارات نقل المواطنين. من جانبه قال المهندس مدحت يوسف، الخبير بشؤون الطاقة، إن سبب الأزمة هو عجز القائمين في الوزارت المعنية عن تحديد المتطلبات الجديدة، بالإضافة إلي العجز المادي الذي تمر به الهيئة العامة للبترول، مما يجعلها غير قادرة علي تلبية الاحتياجات من الكميات المطلوبة. وأوضح مدحت أن نسبة العجز في الإنتاج المحلي للبنزين والسولار وصلت إلي نحو 35٪ حيث انخفض إنتاج البنزين نحو 2000 طن يوميا مقابل 3000 طن في الأيام السابقة ، وانخفض إنتاج السولار نحو 4900 طن مقابل 6500 طن.