نجح التيار المعتدل في تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل بالعودة إلي السلطة مجددا في إيران وذلك عقب فوز الإصلاحي المعتدل حسن روحاني وصعوده إلي سدة الرئاسة في طهران منهيا بذلك 8 أعوام من حكم المحافظين المتشددين للجمهورية الإسلامية. ومن هذا المنطلق ثارت العديد من التساؤلات حول ما يمكن أن يتولد عن ذلك من آثار تغييرات في تعاملات إيران الخارجية مع القوي الكبري والقوي الإقليمية ولاسيما أن الكثير من المحللين يرون أن روحاني يميل إلي أسلوب المرونة والمصالحة مع القوي العالمية حول الملف النووي الإيراني ويرغب في إنهاء عزلة طهران الدولية. وقد كان روحاني هو المسئول عن المفاوضات حول الملف النووي بين 2003 و2005 إبان رئاسة خاتمي حيث وافقت إيران في هذه الآونة علي تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم علي أن يكون ذلك في مقابل تنازلات اقتصادية من الغرب. ومن هنا فقد جاءت ردود الأفعال الدولية تجاه نتائج الانتخابات الإيرانية إيجابية حيث أعلن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تحترم اختيارات الشعب الإيراني وتأمل أن تحترم الحكومة الإيرانية الجديدة رغبة الشعب.. ومن جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي في بيان رسمي عن استعداد بلاده للعمل مع الرئيس الإيراني الجديد ولاسيما فيما يتعلق بالملف النووي والدور الإيراني في سوريا. وعلي صعيد آخر دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان رسمي له روحاني الإصلاحي بمراجعة موقف بلاده التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد. وناشد روحاني قوي المجتمع الدولي التحدث باحترام إلي الشعب الإيراني والاعتراف بحقوق الجمهورية الإسلامية حتي يكون هناك رد ملائم علي مطالبهم من حكومة طهران.. وبعد فمن المؤكد أن أسلوب روحاني الذي يتسم بالاعتدال يجعل الكثير من التوقعات تميل إلي أن إيران سوف تخرج من العزلة التي فرضت عليها من قبل المجتمع الدولي طيلة حكم أحمدي نجاد المتشدد المتقلب وتتزايد الآمال في ممارسة إيران لدور إقليمي إيجابي بدعم من استقرار المنطقة.. فهل تصدق هذه التوقعات والآمال؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة علي هذا التساؤل.