لماذا قال سعد زغلول "مفيش فايدة"؟!.. هناك روايتان وفي كلتا الروايتين يقال إن سعد باشا زغلول كان علي فراش الموت ونظر إلي زوجته السيدة صفية زغلول وقال لها: "شدي اللحاف يا صفية أو(غطيني يا صفية)... مفيش فايدة." وهناك تفسيران أنه كان يقول لزوجته ألا تعطيه مزيدا من الدواء لأنه لا يبدو أنه يأتي بأي نتيجة واضحة بل وأن حالته كانت تزداد سوءا.. والرواية الثانية أنه كان يقصد الوضع السياسي في مصر في مجمله آنذاك وذلك هو التفسير الشائع.. ويقال إن الكاتب الصحفي الراحل حافظ محمود قد كتب عن هذا الموضوع وأكد أن الرواية الأولي هي الأكثر صحة وأن سعد زغلول لم ييأس أبدا من الوضع السياسي في مصر والله أعلم.. لكن أعتقد أن الزعيم لو عاش في زماننا هذا وقال نفس العبارة لكانت الرواية الثانية هي الأكثر صحة..بل إنها أصبحت من الأقوال المأثورة التي يستخدمها المصريون الآن أكثر من أي وقت مضي وفي كل شيء بصفة عامة وبصفة خاصة مع صراعات أهل السياسة التي لا يكلون منها ولا يملون و بشكل سخيف ولا يريدون أن يتفقوا علي كلمة واحدة.. إن ما يجري الآن علي الساحة السياسية في الوقت الحالي من صراعات ومجادلات واتهامات بين الطوائف والأحزاب المختلفة في مصر ما هو الا عبارة عن "خناقة" وليست "سياسة"..الكل وبلا استثناء مهمته الوحيدة هي سياسة البحث عن الغنائم هي التي باتت تسيطر علي كل الفصائل السياسية.. في ظل حالة تخبط مازالت تسيطر علي المشهد الحالي وهي التي أدت إلي سيادة مناخ أصبح أكثر »تأزما« و»تعقيدا« بعد أن تحولت الديمقراطية إلي »خناقة« وأصبحت لغة تصفية الحسابات والبحث عن الغنائم وتفشي الفوضي هي السائدة.. ونتيجة حالة الاستقطاب الحادة، وأصبح صوت العقل نشازا.. والويل لك إن كان لك رأي ولم يعجب هذا الرأي أو الصوت فصيلا من الفصائل ساعتها سوف تطاردك الشائعات والتأويلات في محاولة لوضعك ضمن حساب طرف علي حساب الطرف الآخر.. وحتي لا تكون عبارة "مافيش فايدة" واقعا مريرا فإنه لابد من حل سياسي قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر مما عليه الآن، والاعتراف بوجود أزمة سياسية وأن الكل ساهم في صناعتها بعيدا عن لغة الإقصاء والتهميش والتكويش مع تأكيد جميع الأطراف أن هناك فرقا بين »الديمقراطية« و»الخناقة« فالأولي تنجو بنا جميعا، والثانية سوف يأتي معها الانهيار والكوارث.. وخلوا بالكم يا أهل السياسة لو الشعب قال: »ما فيش فايدة«.؟!