في مثل هذا الشهر قبل سنوات رحل ثلاثة من نجوم الفن أحمد مظهر وداليدا ومحمد رشدي، تصادف أن يكون شهر يونيو موعدا مشتركا لرحيلهم ... أحمد مظهر أو فارس السينما المصرية رحل في 8 مايو عام 2002 وأنهت داليدا حياتها يوم 3 مايو عام 1987 بينما رحل المطرب الشعبي محمد رشدي في 2 مايو عام 2005 تخرج أحمد مظهر في الكلية الحربية عام 1938 مع الرئيسين أنور السادات وجمال عبدالناصر والتحق بسلاح المشاه ثم انتقل لينضم لسلاح الفرسان وتدرج إلي أن تولي قيادة مدرسة الفروسية وشارك في حرب فلسطين عام 1948 ثم تفرغ للتمثيل. دخل عالم الفن السينمائي من بوابة الفروسية حينما اختاره المخرج إبراهيم عز الدين ليقوم بدور في فيلم ظهور الإسلام عام 1951 وبعدها رشحه يوسف السباعي لبطولة فيلم رد قلبي عام 1952 حيث استقال برتبة عقيد وعمل سكرتيراً عاماً بالمجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب إلي أن تفرغ عام 1958 للفن وللراحل العديد من الأفلام المميزة ومنها فيلم الناصر صلاح الدين والجريمة الضاحكة والأيدي الناعمة ورد قلبي و قد قام بتمثيل فيلم أجنبي عالمي مع الفنان بيتر جريفز صاحب أشهر مسلسلات السينما الأمريكية »مهمة مستحيلة«. داليدا أو يولاندا كريستينا جيجليوتي ولدت في شبرا لأبوين من المهاجرين تعود أصولهما إلي جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا.. وفازت بمسابقة ملكة جمال عام 1951. ورغم الفوز بالمسابقة بقيت تعمل داليدا سكرتيرة في شركة الأدوية.. لكنها أخذت تتردد علي الاستوديوهات السينمائية بسبب اللقب الذي نالته وقدمت بعض الأدوار لكنها لم تكن أدواراً بارزة. لدي داليدا أكثر من 500 أغنية بلغات متعددة وكرمها الجنرال الفرنسي ديجول بإعطائها ميدالية رئاسة الجمهورية بسبب أدائها الرائع وصوتها المميز.. وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بأن وضعت صورتها علي طابع البريد واحتلت لوائح أفضل عشر أغنيات حول العالم من كندا إلي اليابان ومن مصر إلي الأرجنتين وفي عام 1978 كانت داليدا من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا وفي مجال التمثيل لديها 12 فيلما. ورغم شهرتها وثروتها إلا أن حياتها الخاصة كانت أشبه بمسرحية مأساوية منذ بداية زواجها حتي نهايتها فقد تزوجت من أول رجل أحبته بصدق وانفصلت عنه بعد زواج دام عدة أشهر فقط رغم أن حبهما كان حديث المجتمع في ذاك الوقت. توفيت داليدا سنة 1987 منتحرة بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة بعد أن تركت رسالة تحمل "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل" ودفنت في مقابر المشاهير بباريس وقد تم صنع تمثال لها علي القبر بنفس الحجم الطبيعي لها وهو يعتبر أحد أكثر الأعمال المنحوته تميزاً في المقابر الخاصة بالمشاهير. الفنان محمد رشدي الذي أبدع في الكثير من ألوان الغناء المتنوعة إلا أنه تميز في الغناء الشعبي الذي ميزه عن العديد من مطربي جيله ولد "محمد رشدي" واسمه الحقيقي "محمد عبد الرحمن" في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية ثم جاء إلي القاهرة وتخرج في معهد "فؤاد الأول للموسيقي" سابقاً- بالقاهرة عام 1949 بدأ الفنان "محمد رشدي" مشواره الفني وهو ما يزال في المرحلة الثانوية ثم اتجه عقب تخرجه في معهد الموسيقي للغناء الشعبي الذي لفت إليه العديد من أنظار الملحنين والشعراء لامتلاكه قدرات صوتية مميزة وفي الخمسينيات كانت البداية الحقيقية لمشوار "رشدي" الفني عقب تقديمه لأول أغانيه "قولوا لمأذون البلد" ثم كون بعد ذلك ثلاثياً فنياً رائعاً بالمشاركة مع شاعر العامية المصرية "عبدالرحمن الأبنودي" والموسيقار الراحل "بليغ حمدي" ومن أبرز أغانيه "عدوية تحت الشجر كعب الغزال عرباوي ميتا أشوفك" كما سجل بصوته ملحمة "ادهم الشرقاوي" التي تُعد أحد إبداعات الإذاعة المصرية حتي الآن بينما كان ألبوم "دامت لمين" هو آخر أعماله الفنية والذي أصدره قبل وفاته بأيام قليلة وفي يوم الإثنين الموافق 2 مايو عام 2005 توفي الفنان "محمد رشدي" عن عمر يناهز ال 77 عاماً وذلك عقب صراع طويل مع المرض حيث كان مصاباً بالتهاب رئوي حاد بالإضافة إلي إصابته بالفشل الكلوي.