تتميز بملامح مصرية "فرعونية" حيث يطلق عليها نفرتيتي السينما المصرية، قررت أن ترتدي عباءة شجرة الدر علي خشبة المسرح، عاشت داخل الشخصية ثم بدأت تجسيدها يوميا علي خشبة المسرح القومي، من خلال مسرحية المحروس والمحروسة التي تحاول مناقشة الحاضر وما يدور داخل الوطن من خلال استحضار بعض مناطق الماضي. سوسن بدر بدأت مؤخرا الاستعداد لبدء السباق الرمضاني من خلال مسلسل "الوالدة باشا" الذي يجري تصويرة حاليا. سألتها لماذا وقع اختيارك علي مسلسل "الوالدة باشا"؟ - أجابت الوالدة باشا عمل تم صياغته بشكل جيد ومع مخرجة متميزة هي شيرين عادل، وتدور الأحداث في إطار اجتماعي بعيد عن السياسة، وإنما يركز بشكل قوي علي العلاقات الإنسانية في المجتمع ودور الست ومدي قوتها في تحمل مسئولية بيتها. وما هو الدور الذي تقدمينه من خلال العمل؟ - أقدم دورا جديدا ومختلفا، شخصية " الوالدة باشا" وهي الأم القوية التي تعكس قوة الست المصرية فالمسلسل يناقش قضايا اجتماعية حساسة ومهمة ومع فريق عمل مميز. هل أنت مع أم ضد مسألة العرض الرمضاني؟ - مع الزيادة العددية في الأعمال التي تنتج علي مدار العام فأفضل أن يتم عرض مسلسلي بعد الشهر الكريم لأن نسبة مشاهدته أعلي . ارتبط اسمك هذا العام بعمل فني واحد علي عكس الأعوام الماضية لماذا ؟ - لأنني أسعي لاختيار ما يناسبني ويليق بي وأقدم من خلاله شيئا جديدا لجمهوري. تردد أن المسلسل اعتذر عنه عدد كبير من النجمات ؟ - لم أسمع عن أية اعتذارات من قبل ولم يرشح أحد إلي المسلسل، ومجرد كتابات تم نقلها بشكل خاطئ. لكن تردد أن الفنانة لوسي اعتذرت عن المسلسل لأسباب مادية؟ - لا أهتم بمن وافق علي الدور أو من رفضه ولو قامت الفنانة لوسي بهذا الدور كانت ستضيف له وتقدمه بشكل رائع. هل تؤمنين بمقولة الدور بينادي صاحبه؟ - بالفعل الدور دائما بينادي علي صاحبه.. لكن هناك بعض الشخصيات تعيش في خيال الفنان ويتمني أن يقدمها يوما من الأيام؟ - هذا حقيقي وكنت دائما أتمني تقديم شخصية تاريخية وجاءتني الفرصة علي طبق من ذهب من خلال العرض المسرحي "المحروسة والمحروس". لماذا شجرة الدر من الشخصيات التاريخية المؤثرة؟ - لأنها سيدة قوية استطاعت تغيير نظرة المستعصم للمرأة بالإضافة إلي أنها ظلمت تاريخيا بعد أن تحدت نفسها وأسرت لويس التاسع ملك فرنسا ووقفت ضد التتار، فهي مادة خصبة لتقديم عمل فني عنها وللأسف لم تأخذ حقها دراميا. كان من المفترض خلال العام الماضي إنتاج عمل ضخم عن شجرة الدر لكنه توقف لأسباب إنتاجية؟ - لم أسمع بهذا العمل من قبل وبالنسبة لتوقفه إنتاجيا حاله كحال باقي الأعمال الفنية التي تعاني مشاكل إنتاجية والمرتبطة بظروف البلاد، وأتمني أن يتبدل الحال ونصل إلي أكبر كم من الإنتاج الدرامي. ألم يكن الدور الذي قدمته الراحلة تحية كاريوكا في فيلم وا إسلاماه كافيا للتعريف بشخصية شجرة الدر؟ - الشخصية مرت مرور الكرام علي المشاهد ولم تكن محورا للأحداث لكنها ألقت الضوء علي شخصية شجرة الدر دون التطرق إلي قدرتها علي إدارة شئون البلاد لفترة قصيرة من الوقت. هل يمكن المقارنة بين الشخصيتين؟ - إطلاقا لايوجد وجه للمقارنة علي بسبب الفوارق الكثيرة بين دوري في المسرحية حيث يسلط العرض الضوء بشكل واسع علي حياة شجرة الدرّ وتفاصيلها علي عكس الفيلم. هل المحروسة والمحروس تحمل إسقاطا علي الواقع المعاش؟ - بالفعل هي إسقاط علي ما يحدث الآن في الشارع المصري، فالمحروسة هي مصر، والمحروس هو كل شخص يأتي لحكم مصر، فالمسرح علي امتداد تاريخه يعالج علاقة الحاكم بالمحكوم، ونتمني أن يساهم العرض في إيصال رسالة للجمهور رغم أننا نعمل في ظروف صعبة، خاصة علي المستوي الاقتصادي. يقوم العرض المسرحي علي فكرة العرض داخل العرض حيث نشاهد عرضا مسرحيا آخر داخل الرواية الأساسية؟ - رؤية المخرج شادي سرور والذي يشارك أيضا بالتمثيل من خلال شخصية الوزير ابن العلقم للخليفة المستعصم، حيث نقوم بلعبة يشارك فيها كل شخص موجود في الحانة التي أديرها بشخصية صهباء قبل أن أتقمص شخصية شجرة الدر التي أقوم بإحياء ذكراها كل ليلة. وما الهدف من إحياء ذكراها كل ليلة عن طريق تقمص الجارية صهباء صاحبة الحانة لشخصية شجرة الدر؟ - صهباء ظلت جارية في حكم الملكة شجرة الدر وكانت شاهدة علي مصرعها فقررت أن تحيي هذه الذكري يوميا لتكشف سر الفتوي التي أصدرها المستعصم في عدم جواز حكم المرأة، إلي جانب التعريف بقوة وصلابة المرأة في ظل الأزمات وكيفية إدراكها لزمام الأمور. كيف ترين عملية المزج بين الوقائع التاريخية والمواقف الكوميدية الحديثه أثناء العرض؟ - هذا المزج جعل للعرض روحا خفيفة تجذب الجمهور من جانب وتكسر حالة الملل من جانب آخر فهذه المواقف ما هي إلا إسقاط علي الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد، وتم تقديمها بشكل طريف بعيدا عن الإسفاف والابتذال أو يكون الغرض منها الضحك فقط. لماذا أنت بعيدة عن المشاركة المستمرة في العروض المسرحية؟ - دائما أبحث عن الأدوار غير التقليدية والجديدة وليس أي نص يصلح لتقديمه علي خشبة المسرح فهناك أعمال تفرض نفسها عليّ ولا أستطيع مقاومتها مثل "المحروسة والمحروس" لذا أبتعد عن المسرح لحين توافر العمل الجيد. لماذا أنت مقلة في أعمالك السينمائية؟ - أعشق السينما وأركز في اختياراتي لكنني أبحث عن الأعمال التي تحصد الجوائز بصرف النظر عن مساحة الدور أو حجمه مثل فيلمي "احكي يا شهرزاد" و"الشوق".