فوز المخرج سمير العصفوري بجائزة الدولة في الفنون جاء متأخرا نطرا لإبدعات المخرج الكثيرة والمشتعبة والتي قدمت ثراء فنيا للحركة المسرحية منذ عودته من بعثته بفرنسا فقدم مسرحيات الكباريه السياسي والمسرحيات الكوميدية والاستعراضية بالمسرحين العام والخاص علي مدي 50 عاما قدم خلالها كثيرا من المسرحيات التي حققت نجاحا جماهيريا ونقديا فهو قادر علي إحداث التوليفة الناجحة التي تقوم علي استخدام كل عناصر العرض المسرحي وإحداث نوع من الإبهار دون الإخلال بمحتوي النص وأن يقدم ممثليه أعماله بشكل يحقق لهم النجومية لو كانوا في بداية المشوار أو يزيدهم نجاحا وشعبية إذا كانوا معروفين. يخرج المشاهد بعد مشاهدة مسرحيات العصفوري وهو يشعر بمتعة ذهنية وبصرية تحققت له من المشاهدة فلم ير ابتذالا ولا استخفافا قدر رؤيته لمسرح رائع متجدد ولأن سمير العصفوري مخرج عرك الحياة المسرحية مشاهدا ومخرجا وكاتبا فهو علي يقين أن المسرح المصري الآن وصل لمرحلة من الترهل ولذا أعلن عن روشتة منيرة مضيئة محبة يحب أن ينظر إليها بكل الاعتبار وهي أن الحل الوحيد ليعود المسرح من جديد في وجود مسرحيين يفهمون جيدا المتغيرات الجديدة في عالم الفن ويأخذون بها في صياغة أعمالهم سواء كتابة أم إخراجا والأهم إخراجا وأن يتخلوا عن الأشكال المسرحية القديمة والتقليدية التي لم تعد مناسبة لأذواق المشاهدين في ظل الفضائيات والطفرة المسرحية الموجودة ببلاد العالم والتي استفاد منها مخرجو المسرح المجددون باستخدامهم عناصر العرض المسرحي مشبعة بوسائل تكنولوجية تتمشي مع روح العصر بأن يحتوي العمل علي عناصر إبهار لاتخل بالمضمون عبر عنها مخرجنا بقوله : »عندما استولي التليفزيون الفرنسي علي مسرح جان فيلادر وقدم فيه شكلا متطورا من المنوعات الفنية مستعينا بوسائل التكنولوجيا الحديثة« والسؤال لماذا لانجرب روشتة المخرج المتجدد سمير العصفوري ونعيد صياغة المسرح مرة أخري؟