عاد للحياة بعد غياب لتسعة أعوام.. إنها قصة الفنان سيد زيان الذي منحه المرض فرصا لم يكن ليحلم بها أبدا فقد لازم الفراش قعيدا بالجلطة منذ عام 2003 ليبدأ في مشاهدة دراما ومفارقات الحياة وحده بعيدا عن الشاشة ودون أن يمثل هو أو يمثل عليه الآخرون.. وها هو سيد زيان الذي طالما أبهج المصريين والعرب بخفة ظله وأدائه الخاص جدا يعود بعد رحلة تأمل ومراجعة للحسابات شخصا اخر أكثر حبا للآخرين وأقل إقبالا عليهم ..أصبح يحفظ القرآن الكريم كما يحلم باستكمال علاجه في الخارج حتي يعود إلي جمهوره الذي يعشقه مرة أخري. كان سيد زيان هو أجمل ما في مسرح الثمانينات وحتي منتصف التسعينات وكان بهجة الإسكندرية في صيفها والخبر المفضل لشبابها وفتيانها حين يعرض أحد أعماله وآخرها العسكري الأخضر علي مسرح العبد بالإبراهيمية. وكان يمر في أحد شوارع مدينة الكويت العاصمة فيغلق المرور من الاتجاهين .. هو الممثل المحبوب المبهج وهو الرجل الذي وجد خلاصا واكتشف ذاته في لحظات المحنة ..سيد زيان وبعد عودته من شرم الشيخ في رحلة استجمام رافقته فيها ابنته سامية وأحفاده أجري الاسبوع الماضي عملية ناجحة لإزالة المياه البيضاء علي العين. وتقول ابنته إيمان كان أبي قد ظهرت في عينيه منذ حوالي 4 سنوات نسبة مياه بسيطة علي العين وبعد العملية أصبح أفضل. وعن حالته الصحية أجابت إنه يشعر ببعض الآلام في يديه وقدمه وذلك نتيجة للاستجابة للعلاج الطبيعي وهو يتكلم بسيط وذلك نتيجة أن الجلطة ضاغطة علي مركز الكلام وإذا تحركت من مكانها سوف يتحدث بصورة طبيعية ولكن هذا يحتاج إلي سفره إلي الخارج لمعالجته لكن تكلفته باهظة وكل أمواله أصول ثابتة متمثلة في عقارات وبيعها صعب في هذه الأيام ولكننا نحاول قدر الإمكان في مسألة سفره للخارج ليستكمل علاجه وعن دور النقابة قالت إذا طلبت أي شيء من الفنان أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين فهو لايتأخر. وعن الفنانين الذين يسألون عنه قال الفنان مظهر أبو النجا دائم السؤال عنه وهو كان يزوره منذ أيام وكان معه مجموعة من الفنانين كان من ضمنهم الفنان محمد الصاوي. وعن معنوياته أكدت أن حالته النفسية والمعنوية مرتفعة بشكل كبير نتيجة استجابته للعلاج. اسمه بالكامل "سيد زيان عطية سليمان"، ولد يوم 17 أغسطس عام 1942م في حي الزيتون بالقاهرة، التحق بمعهد الطيران حيث تخصص في هندسة الطائرات ثم عمل بالقوات الجوية في القوات المسلحة المصرية. بدأ "زيان" مشواره مع الفن كممثل تراجيدي من خلال فرقة المسرح العسكري التي قدمت العديد من المسرحيات العالمية والعربية لكبار المؤلفين المصريين والعرب، ثم اكتشف موهبته في الكوميديا بعدها انضم إلي فرقة الهواة مع الفنان "عبد الغني ناصر" الذي أسند إليه أول دور كوميدي في مسرحية "إعلان جواز". نتيجة للنجاح الجماهيري الذي حققته تلك المسرحية أسند إليه المخرج نور الدمرداش دوراً بارزاً في مسرحية "حركة واحدة أضيعك" حتي جاءت انطلاقته الحقيقية بعدما رشحه الفنان "فؤاد المهندس" للمشاركة معه في مسرحية "سيدتي الجميلة" حيث تعاقد بعد ذلك للعمل مع فرقة الفنانين المتحدين في كل أعمالها التالية. انتقل "سيد زيان" من فرقة الفنانين المتحدين إلي فرقة الريحاني التي عمل بها لمدة تسع سنوات متواصلة، ومن ثم قام بالاشتراك في العديد من المسلسلات التليفزيونية، كما اختطفته السينما ليقدم البطولة المطلقة لأول مرة في أفلام "دورية نص الليل- حظ من السماء- كيف تسرق مليونيرا". ومن أبرز أعماله المسرحية: "بمبة كشر" و"برغوت في العش الذهبي" و"زنقة الستات" و"قصة الحي الغربي" و"مأساة جميلة" و"المغفلين الثلاثة" و"زقاق المدق" و"سنة مع الشغل اللذيذ" و"أولاد علي بمبة" و"يا حلوة ما تلعبيش بالكبريت" و"زوربا المصري" و"لعبة زواج" و"القشاش" و"مين ما يحبش زوبة" و"باي باي كمبورة" و"العسكري الأخضر" و"الفهلوي". ومن أهم أعماله السينمائية: "الطماعين" و"شبح الماضي" و"العتبة جزاز" و"أرملة ليلة الزفاف" و"مدرسة المشاغبين" و"العنيد" و"شيء من الحب" و"اللعينة" و"آنسات وسيدات" و"بنت اسمها محمود" و"أريد حلا" و"بدون زواج أفضل" و"وكالة البلح" و"المتسول" و"عفوا أيها القانون" و"البيه البواب" و"المزيكاتي" و"الجراج". بالإضافة إلي العديد من الأعمال التليفزيونية منها "أبيض في أبيض" و"عماشة عكاشة" و"بيت الدمية" و "اللعب في المضمون" و"المال والبنون" و"التوأم" و"إحنا نروح القسم" و"الفرسان" و"عمر بن عبد العزيز".