"حالة كوميدية متفردة" تستطيع أن تميزه بين غيره من زملائه الذين صاروا على دربه في مجال الكوميديا.. سطعت نجوميته في السبعينات من القرن الماضي، حتى أن البعض تأكد أن الخليفة المقبل لجيل من الكوميديا أمثال مدبولى، وفؤاد المهندس، وإسماعيل يس إنه وحيد سيف، تلك الفنان الذى عاش حياته يقدم فنه ليمتع الملايين به، ليس فقط من محبيه في مصر بل إلى عشاقة في الوطن العربي، الذى أعتاد أن يتجول بعروضه المسرحية إليهم، محافظاً على قيمة المسرح المصري التى اندثرت في الأونة الأخيرة. يعتبر فيلم "الحفيد" هو بوابة التعارف الحقيقية بين وبين جمهوره، فرغم صغر حجم الدور الذى كان يقدمه، والذى لم تتعدى مشاهده فيه سوى ثلاثة أو أربعة على الأكثر حيث تجسيد لدور "الحماة" إلا أنه ترك بصمة كبيرة عند المشاهدين، الذين لا يمكن أن يتناسوا مشهد العزومة وطريقة أكله به. نجح سيف في تقديم عدة أعمال ثنائية مع كل من الفنان الكبير سيد زيان، ومحمد نجم، حيث قدم مع كل منهم عدد من العروض المسرحية الناجحة، منها مسرحية "دول عصابة يا بابا"، و"أصل وخمسة" مع محمد نجم، و"زوج على نار هادئة"، و"القشاش" مع زيان. وتبقي مسرحية "شارع محمد على" من أكثر الأعمال المسرحية التى أزادت من نجومية وحيد سيف، والتى قدمها مع الفنان الراحل فريد شوقي، شريهان، وهشام سليم، فقد حققت نسبة اقبال جماهيري أثناء عرضها غير محدود، كما أنها المسرحية الأكثر طلباً وعرضاً على شاشات الفضائيات. وقد اشتهر سيف فى هذه المسرحية بعدد من اللازمات الشهيرة لعل أشهرها تقليده لصوت "نباح الكلب". ومن بين أعماله السينمائية "زوجتي والكلب"، "ومضى قطار العمر"، "الكرنك" "ليلة بكى فيها القمر"، "غريب في بيتي"، "سواق الأتوبيس"، "محامي خلع" "عايز حقي"، "علي سبايس"، "فرقة 16 إجرام"، "السيد أبو العربي"، "جاى في السريع"، و"كيمو وأنتيمو"، سيد العاطفي" وغيرها. ونجح سيف في بناء أرضية قوية له في مجال الدراما التلفزيونية، حيث قدم عدداً من الأعمال الناجحة، لعل أشهرها مسلسل "أبو العلا البشري"، و"المال والبنون"، "سامحونى مكنش قصدى"، "حكايات عائلية" وغيرها. رحل سيف في هدوء كما عاش، تاركاً صوت ابتساماته الشهيرة في أذن محبيه، لتبقي الحافز والأمل لهم وسط كثير من الأوجاع والاضطرابات التى أصبحوا يعيشون فيها الآن.