كشفت دراسة قام بها الباحثون بجامعة زيورخ السويسرية أن تناول اللحوم المصنعة يزيد من فرص الوفاة المبكرة مثل اللانشون والبسطرمة والسجق والسوسيس والبرجر يرفع فرص حدوث الوفاة المبكرة وكما أنه يرفع خطر إصابة الإنسان بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض السرطان. وأوضحت نتائج الدراسة أن الأشخاص الأكثر إقبالا علي تناول اللحم المصنعة غالبا ما يمارسون عادات غذائية خاطئة حيث يتناولون كميات قليلة للغاية من الفواكه والخضراوات وكما أنهم يلجأون للتدخين وتناول المشروبات الكحولية بشكل مبالغ فيه وأشار فريق الباحثين إلي أن هذه النتائج تفسر وبشكل واضح لماذا يمتنع الأشخاص النباتيون في الغالب بصحة أفضل خاصة أنهم لا يدخنون غالبا ويتناولون الدهون بمعدل أقل كما أنهم يكونون أكثر نشاطا مضيفين أن معدل الوفاة المبكرة قد ينخفض بنسبة 3٪ سنويا إذا تناول الإنسان أقل من 20 جراما من اللحوم المصنعة يوميا. الأجهزة الرقابية تقوم بالتفتيش الدوري للكشف عنها بمصانع بير السلم ويوضح في البداية الدكتور عامر الطويل أستاذ التغذية بجامعة القاهرة أن معظم هذه الوجبات من اللحوم والسجق والبرجر والمأكولات تتسم بالتعقيد والدسامة وعدم التوازن، وتمتلئ بالدهون ومكسبات الطعم، وتكون محشوة عادة بالتوابل الحارة بكميات كبيرة، وهذا الأمر يؤدي لتهيج الأغشية الداخلية للجهاز الهضمي، ويحدث أخطارًا كبيرة ومتعددة عند الإفراط في تناولها. ويضيف أيضًا أن المدنية والتطور أبعدا الإنسان عن فطرته وتلقائيته في المأكل والمشرب؛ الأمر الذي أخل بصحة الإنسان، وجعله عرضة للإصابة بأمراض متعددة، علي رأسها البدانة وأمراض القلب وخطيرة علي الأطفال والأمهات الحوامل . ويشير د. عامر الطويل إلي أن المجتمعات الغربية المتقدمة قد تنبهت في السنوات الأخيرة إلي خطورة هذه المأكولات الغذائية المنتشرة بها، وخصوصًا وجبات التيك أواي الجاهزة ويقول: لقد ارتدت كثير من هذه المجتمعات، وقد ظهرت بها نزعات ودعوات إلي البدائية في الأكل؛ أي الحرص علي البساطة وعدم التكلف، والتركيز علي الأطعمة الطازجة والألياف والخضراوات، والاهتمام بالحبوب غير المقشّرة، والإقلال من اللحوم الحمراء والدهون، وفوق ذلك كله الاقتناع بأن القيمة الغذائية للطعام أكثر أهمية من القيمة المادية التي يساويها هذا الطعام، ويحثّ الدكتور عامر الطويل علي تناول المأكولات الشعبية الشرقية المنتشرة في مصر ومعظم الدول العربية؛ باعتبارها أكثر ملاءمة لصحة الإنسان وأكثر فائدة له. وحول إمكانية طبع عبارة "تدمر الصحة وتسبب الوفاة" علي علبها في مجتمعاتنا العربية أوضح د. الطويل: المشكلة أن أكل وجبة جاهزة واحدة ربما لا يكون أمرًا مضرًّا؛ فالوجبة لا تضم سمومًا خالصة بطبيعة الحال كالتي تضمها السجائر، ولكن خطورة الوجبة تكمن في إدمان تناولها والاعتماد عليها؛ ولذلك فمن الصعوبة وصفها بأنها "تدمر الصحة وتسبب الوفاة" وصفًا مطلقًا، وهذا قد يحول الموضوع برمته إلي مشكلة قانونية. ومن المخاطر الصحية الأخري للوجبات من اللحوم -كما أكد باحثون أسكتلنديون مؤخرًا- أنها تسهم بدرجة كبيرة في إصابة الأطفال بالربو؛ لخلوها من الخضراوات الطازجة والفيتامينات والمعادن.. كما أن خلو هذه الأطعمة من الألياف الضرورية لانتظام الحركة الطبيعية للأمعاء يخل بوظيفتها، ويؤدي إلي اضطرابات في عملية الامتصاص. موضحين أن حياة الريف أفضل لصحة الأطفال من العيش في المدن التي تنتشر بها الوجبات السريعة. ومن جانبه يؤكد الدكتور محسن الألفي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس في بحث له أن الدارسين قد توصلوا مؤخرًا إلي أن تكرار تناول السجق والبرجر واللانشون بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومكسبات الطعم يؤثر علي كيمياء المخ ويسلب الإرادة؛ فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة تمامًا مثلما تفعل السجائر وعقاقير الإدمان؟! والبدانة التي تعتبر أول عرض لتناولها في طريقها بالفعل لأن تصبح السبب الأول للوفاة وإصابات القلب محتلة مكان التدخين، ويري خبراء الصحة أن كل الحكومات تشعر بالخوف من وضع حلول لهذه المشكلة التي أوجدتها مؤسسات وشركات إنتاج الوجبات السريعة والجاهزة؛ وذلك بسبب المصالح الضخمة لهذه الشركات. فرؤوس الأموال المستثمرة في مطاعم الوجبات السريعة والمشروبات الغازية ضخمة للغاية، وبسبب هذه "المصالح" يموت 30 ألف شخص بريطاني بدين في كل عام جراء تناولهم اللحوم المصنعة. ونظرًا لانتشار ها في المطاعم في مجتمعاتنا العربية؛ فقد زادت نسبة البدانة في تلك المجتمعات؛ التي أدت إلي الوفاة المبكرة حيث تقدر نسبة البدانة في مصر مثلا بحوالي 50٪ بين النساء والرجال.. وأوضحت دراسة حديثة للباحثة الدكتورة مني السماحي في جامعة عين شمس أن "بدانة الأطفال" منتشرة في مصر بصورة تدعو للقلق جراء تناول هذه اللحوم ومنها الوجبات السريعة حيث بلغت نسبة البدانة لدي الأطفال 15٪ بعد أن كانت في الثمانينيات من القرن الماضي في حدود 6٪ فقط. ويشير الدكتور عمرو مطر رئيس الجمعية المصرية للتغذية الطبية والمحاضر بالجمعية الأوروبية للتغذية والتمثيل الغذائي إن 40٪ من السرطانات سببها الغذاء والخمول والسمنة وتناول اللحوم مثل (السجق والبرجر واللانشون والبسطرمة) وأنه يوجد هناك 12 مليون مصاب جديد بالسرطان سنويا. وأن التدخين مسئول عن 30٪ من وفيات مرضي السرطان وأن 30٪ من أنواع السرطان يمكن الوقاية منها. ويقول إن التدخين والخمول والكحول وعدم أكل الفواكه والخضراوات تزيد نسبة الوفيات أربعة أضعاف النسب الطبيعية في الرجال والسيدات. معظم الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان هي أسباب من البيئة. أكد الدكتور يسري حسين رئيس الإدارة المركزية لشئون البيئة أن الوزارة تضع أمام نصب عينها الاهتمام بصحة المواطنين من خلال توفير الأطعمة والأغذية خاصة اللحوم المصنعة من اللانشون والبسطرمة والبرجر فلابد أن تكون صالحة من دولة المنشأ وصالحة للاستهلاك الآدمي فضلا عن معرفة تاريخ بداية وانتهاء الصلاحية فضلاعن التعاون التام بين الجهات الرقابية للقيام بعمليات التفتيش علي كل المصانع التي تنتج هذه اللحوم للتأكد من مدي مطابقتها للمواصفات القياسية. مشيرا إلي أن مصانع بير السلم التي تنتج هذه اللحوم المصنعة تقوم الجهات الرقابية بالتفتيش المفاجئ وتحرير محاضر لأصحابها. وطالب رئيس الإدارة المركزية لشئون البيئة المواطنين بعدم تناول أي لحوم مصنعة مجهولة المصدر وتاريخ الصلاحية.