أحد المؤتمرات الصحفية للمعارضة بعد انتهاء زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكية تواترت شائعات عن اتفاقه مع المعارضة علي منحها 60 مليون دولار لمساعدتها في مواجهة الإسلاميين.. وحاولت بعض المواقع الإسلامية تشوية المعارضة عبر تمرير ونشر المعلومة المغلوطة بحسب تأكيد أغلب من حضروا من ممثلي المعارضة للقاء كيري حتي نشرت مواقع إخبارية أمريكية أصل معلومة ال60 مليون دولار والذي ستقوم الولاياتالمتحدة بتقديمها إلي المعارضة السورية وليست المصرية.. وهي معارضة إسلامية! وبالرغم من حضور عدد من السياسيين القريبين من الإخوان والذين نقلوا إليهم كل ما اتفق عليه كيري مع المعارضة ألا أن بعض المواقع الإسلامية انطلقت في حملة تشويه للمعارضة.. فكيري حصل علي أسوأ مقابلة لوزير خارجية أمريكي في مصر منذ سنوات طويلة من جانب المعارضة التي لم تعر له أي اهتمام ولم يحظ إلا بمقابلة مع عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر الذي أعلن عن مقابلته له باعتباره صديقا قديما. أما باقي أقطاب جبهة الإنقاذ فرفضوا لقاءه. عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أكد أن الولاياتالمتحدة لايمكنها تمويل المعارضة ضد نظام هي تحميه وكانت تسعي إلي الضغط علي المعارضة من أجل المشاركة في دعم سلطته عبر المشاركة في الانتخابات البرلمانية مشددا علي أن القانون يعاقب الأحزاب علي تلقيها أموالا غير مشروعة مؤكدا أن النظام وأتباعه يبحثون عن أي شائعة كاذبة من أجل ترويجها لتشويه المعارضة. وربط شيحة ما بين رقم ال 60 مليون الموجودة في الخبر الذي تناقلته المواقع الإسلامية ضد المعارضة المصرية وبين ال 60 مليون التي أعلنت الولاياتالمتحدة عن إرسالها للمعارضة السورية "والتي تقودها جماعة الإخوان المسلمين في سوريا" واصفا ذلك بحرب الشائعات ضد المعارضة المصرية في معركتها من أجل دعم الديمقراطية وتحقيق أهداف الثورة . وتكشف كواليس لقاء كيري مع ممثلي المعارضة بفندق »ماريوت« بالزمالك والذي استمر لمدة 60 دقيقة، أنه حاول بكل الطرق إقناعهم بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي أعلنت المعارضة مقاطعتها. وخلال اللقاء قال كيري إنه لن يجبر المعارضة علي المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لكنه يري أن الولاياتالمتحدة تستطيع تقديم ضمانات كافية تجعلها "مطمئنة" لخوض الانتخابات دون مخاوف من التزوير. وكان من بين المجتمعين مع كيري محمد كامل العرابي، وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس حزب المؤتمر، ومحمد أبوحامد رئيس حزب "حياة المصريين" الذي دخل في نقاش مع كيري استمر لمدة 10 دقائق، بعدما حذر الأخير من أن مقاطعة المعارضة للانتخابات البرلمانية ستؤثر سلبيًا علي الوضع الاقتصادي ليرد عليه أبوحامد بأن المعارضة تخطط لبرنامج شامل في أعقاب قرار المقاطعة يتضمن الدخول في عصيان مدني شامل ومن ثم التمهيد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ليرد كيري: "وكيف ستستطيع المعارضة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة"، ليؤكد له أبوحامد بأن الشعب المصري غالبيته موافق علي هذا الاقتراح، ليلتزم بعدها وزير الخارجية الصمت. من جانبها، قالت جميلة إسماعيل، القيادية بحزب الدستور، لكيري إن ما حدث في مصر ثورة وليس انتفاضة، وستُعلم العالم ونريد ديمقراطية حقيقية وليست مزيفة. ودار الاجتماع مع كيري حول ثلاث نقاط رئيسية، هي: المسار الديمقراطي في مصر، والوضع الاقتصادي، والحريات. وفي حديثه عن المحور الأول وهو المسار الديمقراطي في مصر، كانت رسالته واضحة "أن الولاياتالمتحدة أيدت التحول الديمقراطي في مصر منذ بداية ثورة 25 يناير"، موجها رسالة إلي المعارضة ينصحهم فيها بالتوافق حتي يكونوا أكثر قوة علي الأرض، وأكد في عدة مواقف أن الحديث يجب أن يكون علي مسار ديمقراطي يتم خلاله التحدي من المعارضة عن طريق صندوق الانتخابات. "أما المحور الثاني فكان التنمية الاقتصادية، وأشار إلي خطورة الوضع الاقتصادي في مصر، وأرسل رسالة سياسية قال فيها إن هذا التدهور قد يؤدي إلي حالة من الفوضي، وتدخل القوات المسلحة لضبط الأمور في البلاد وهو الأمر الذي كان مرفوضا من الثورة". وتطرق كيري في المحور الثالث إلي قضية الحريات، وماتشهده حاليا من محاولة كبت وقمع، وقال سأحارب من أجل الحريات كوزير للخارجية كما حاربت من أجلها طوال عمري، وسأثير هذه القضية مع الرئيس . الدكتور وحيد عبد المجيد عضو جبهة الإنقاذ الوطني، رفض قيادات الجبهة لقاء "جون كيري" وزير الخارجية الأمريكي، لعدم جدوي الحوار مع السيناتور الأمريكي حول قضايا مصر الداخلية، نظراً لأن "واشنطن" دعمت الإخوان المسلمين في مشروع الدستور المختلف حول بعض مواده، وتحاول مساندة الرئيس "محمد مرسي" في السيطرة علي مقاليد الأمور في البلاد أو ما يسمي "أخونة الدولة"، ولم تتطرق إلي الانقسام الحادث في المجتمع ودعوات العصيان المدني. ويشير طارق تهامي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد إلي قلق الإدارة الأمريكية من تراجع شعبية الرئيس مرسي الذي سيصب في صالح السلفيين وليس الأحزاب المدنية، وأن الإدارة الأمريكية تشعر بالارتياح فقط في التعامل مع "الجيش" أكثر من أي مؤسسة أخري، لأن الجيش تخلص من الرئيس السابق مبارك وقام بتسليم السلطة إلي رئيس منتخب، ويدعم هذا الرئيس حتي الآن.