د . محمد شاكر أمر عاجل وهام لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة لغة التهديدات الإسرائيلية بالإقدام علي شن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية عادت لتطفو من جديد علي مسرح الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وخاصة بعد تأكيدات حكومة طهران علي مضيها قدما في بناء قدراتها النووية إلا أن هذه النغمة الإسرائيلية الهجومية التي تظهر بين الحين والآخر تتواكب هذه المرة مع شيوع مناخ من عدم الاستقرار في المنطقة تأثرا بتداعيات المراحل الانتقالية فيما بعد قيام ثورات الربيع العربي والتي أدت إلي تراجع الجهود المبذولة من أجل إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل والتي تقودها مصر. من ناحية أخري فإن إقدام الولاياتالمتحدة علي تأجيل مؤتمر فنلندا الرامي إلي إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية أثار تساؤلات الكثيرين في المنطقة عن مغزي هذا التأجيل في الوقت الذي كان لابد فيه من الإسراع بخطوات حثيثة لإقناع كافة الدول بالتخلي عن التسلح النووي في المنطقة والمقصود هنا علي وجه التحديد إسرائيل وإيران. من هذا المنطلق دار الحوار مع الدكتور محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية ذي الخبرة المتعمقة في شئون ضبط التسلح النووي. في بداية الحوار كان هذا السؤال لماذا قامت الولاياتالمتحدة بتأجيل مؤتمر فنلندا الذي تم الإعداد له جيدا والرامي إلي بحث الجهود الممكنة لإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من التسلح النووي وهو المؤتمر الذي تم توجيه الدعوة لانعقاده من قبل الدول المشاركة في مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي عام 0102 بنيويورك؟ - أقدمت الولاياتالمتحدة علي تأجيل انعقاد مؤتمر فنلندا حيث جاء الإعلان الرسمي لهذا التأجيل علي لسان حكومة واشنطن وليس من قبل الطرف الميسر لانعقاد المؤتمر وهي فنلندا بحجة أن الظروف الحالية في منطقة الشرق الأوسط لاتسمح بانعقاده والتوصل إلي نتائج مرضية في هذا النطاق إلا أن الدوافع الحقيقية وراء هذا التأجيل الأمريكي للمؤتمر هي عدم رغبة إسرائيل في حضور المؤتمر ومن ثم فإن إسرائيل تتحمل بصفة غير مباشرة مسئولية تأخير انعقاد مؤتمر فنلندا ومن ثم ومن خلال الاجتماع الذي دعت إليه إحدي جمعيات المجتمع المدني في فنلندا وشاركت فيه بخلاف مشاركة منظمات مجتمع مدني أخري فنلندية وغير فنلندية تم التباحث في مثل هذا الأمر وفي كيفية دفع الجهود لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ولاسيما الأسلحة النووية وقد صدر عن هذا الاجتماع بيان قوي يندد بتأجيل الولاياتالمتحدة لمؤتمر فنلندا الذي كان يجب عقده في ديسمبر 2102. مؤتمر 5102 ما نراه الآن واضحا هو ضعف الجهود الرسمية الرامية لتحقيق هدف دول المنطقة بإخلائها من السلاح النووي وكلنا ندرك الريادة المصرية في هذا النطاق فهل هناك محاولة لتقوية الجهود الرسمية ومساندتها من قبل منظمات المجتمع المدني التي تهتم بهذا الشأن الهام؟ - من المعروف أن معاهدة منع الانتشار النووي يعقد مؤتمر لمراجعتها كل خمس سنوات وقد انعقد المؤتمر السابق بالفعل في نيويورك عام 0102 وكان من أشهر قراراته المطالبة بعقد مؤتمر شرق أوسطي لإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية عام 2102 في فنلندا وكما ذكرنا من قبل لم يتم انعقاد مثل هذا المؤتمر. ومن ثم نحن الآن بصدد التحضير لمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار القادم في عام 5102 وقد انعقدت اللجنة التحضيرية الأولي للمؤتمر العام الماضي في فيينا وسوف تنعقد اللجنة التحضيرية للعام الحالي في جينيف في أبريل مايو ولمدة أسبوعين وأشارك فيها ممثلا عن المجتمع المدني المهتم بهذه الشئون أما الاجتماع القادم فسوف يعقد في نيويورك ويليه مؤتمر المراجعة عام 5102 في مقر الأممالمتحدةبنيويورك ونحن نشارك بفاعلية علي كافة المستويات في مثل هذه الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر المراجعة. منتدي عربي - واستكمل الدكتور محمد شاكر حديثه قائلا: لقد بدأنا كمجتمع مدني في عمل اتصالات مع إخواننا في الدول العربية ونجحنا في إنشاء منتدي عربي يضم 81 معهدا عربيا ومنبرا للفكر في السياسة الخارجية تمثل كافة الدول العربية من الخليج إلي المغرب العربي ومصر هي التي بادرت بإنشاء مثل هذا المنتدي فقد انطلقت هذه الفكرة من قبل المجلس المصري للشئون الخارجية حيث ضم الاجتماع الأول للمنتدي ممثلي 01 دول عربية ثم أصبحنا 81 دولة عربية وتم اتخاذ القرار بإنشاء منتدي عربي لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي وقد تم اختيار أربعة معاهد لتولي عملية التنسيق في نطاق هذا المنتدي في المرحلة القادمة وهي المجلس المصري للشئون الخارجية ومعهد الدراسات السياسية في الأردن بعمان ومنتدي الفكر العربي للأمير الحسن ولي عهد الأردن السابق ومقره عمان أيضا ومعهد (إينجما) في أبو ظبي. نموذج محاكاة وأضاف الدكتور شاكر موضحا: لجنة التيسير لهذا المنتدي اجتمعت في شهر يناير الماضي بالقاهرة وأصدرت بيانا قويا أكدت فيه أهمية الإسراع بعقد المؤتمر الدولي الشرق الأوسطي الرامي لإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية في أقرب فرصة ممكنة.. ومن المتوقع أن يتم انعقاد ندوة في جنيف في 03 من أبريل المقبل لمدة ساعة ونصف وهي بناء علي فكرة ثم إطلاقها من المجلس المصري للشئون الخارجية حيث يتم تبادل وإطلاق الأفكار من قبل الأطراف المشاركة عن كيفية إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي.. وأوضح الدكتور شاكر بأن هذه الندوة هي بمثابة اجتماع تمهيدي لما يعرف ب (MOCK - UP CONFEREWCE) أي مؤتمر أو نموذج محاكاة للمؤتمر الحقيقي والواقعي الرامي لإخلاء المنطقة من السلاح النووي وسوف يتم الإعلان عن مؤتمر المحاكاة في ختام ندوة ال 03 من أبريل في چنيف ونأمل أن يتم انعقاد مثل هذا المؤتمر في شهر يونيو المقبل مع بداية الصيف.. ونحن نبذل الجهود حاليا في إعداد أوراق مثل هذا المؤتمر وكيف يتم تمويله ومن يرأسه إلي غير ذلك من جوانب الإعداد. استمرار الدور المصري لكن ماذا بشأن قوة إيران النووية وهل هي بالفعل قوة وصلت إلي المرحلة التفجيرية أم مازالت في بداية الطريق؟ - قال الدكتور محمد شاكر: قوة إيران النووية ليست عسكرية ولكنها تمتلك كل العناصر لدولة نووية نامية وكل التكنولوجيا في إطار هذا النطاق ولديها كل العناصر اللازمة لقيام دولة نووية من منتج ووقود نووي ومنشآت ولكنها لم تتوصل إلي القوة التفجيرية بعد. ونحن نبذل كل الجهود لمنع تنفيذ التهديدات الإسرائيلية بضرب إيران علي أرض الواقع لأن ذلك بدوره سوف يزيد من تعقيدات الأمور في المنطقة. ماذا عن الدور المصري في هذه المرحلة وفي ظل ظروف عدم الاستقرار الحالية وكيف يمكن الحفاظ علي قوة الدفع للدور المصري الساعي لإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية؟ - وهنا قال الدكتور محمد شاكر في ختام حديثه: إن مصر هي صاحبة الاقتراح بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ونحن كمنظمة غير حكومية نري أنه لابد وأن تستمر مصر في لعب هذا الدور الهام ونحن كمنظمات مجتمع مدني نعمل علي تنشيط هذا الدور ونساعد الحكومة المصرية في هذا الاتجاه من خلال طرح الأفكار ومن خلال ماذكرته من قبل بالسعي لعقد مؤتمر المحاكاة وغيرها لتسهيل نجاح الجهود المصرية الرسمية في هذا الاتجاه وللحفاظ علي مبادرة إنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل حية في ذاكرة الإنسانية.