كم يشعر الإنسان بالرضا والسعادة الحقيقية إذا ما شاهد واستمع للمواهب الفنية التي تضيء روح الأمل والإبداع، والأكثر سعادة عندما تجد أصحاب الخبرات والمسئولين يمدون جسور التواصل من خلال تجارب حلوة ناجحة الهدف منها اكتشاف الموهوبين للمضي في طريق الرقي والنجاح علي الساحة الفنية، ولكني هنا أتطرق للمجال الغنائي خاصة في ظل مرور الذكري ال 38 علي رحيل كوكب الشرق أم كلثوم وقرب الاحتفال بالذكري ال 36 لرحيل العندليب عبدالحليم حافظ، وأقول إن ذكري أم كلثوم مرت مرور الكرام وعلي غير ماكنا ننتظر لم نشاهد من خلال البرامج الكثيرة الموجودة علي القنوات الفضائية التي يقال إنها تقدم المواهب الغنائية أي عين أو أذن فنية تفاجئنا باكتشاف موهبة جديدة تستطيع خلال سماع صوتها أن تقول لها (عظمة يا ست) أو (الله الله يا عندليب)، ولكننا للأسف نفاجأ بأصوات غريبة تقول في الكواليس إن برنامج صوت الحياة مثلا كان له الفضل في وصوله لهذه المرحلة وآخر يقول إن برنامج »...« أول من وضعه علي بداية مشواره الفني.. ولذا أدعو أصحاب الأذواق الرفيعة للالتقاء في ساحة الفن الجميل والتكاتف ضد مانراه ونسمعه من أعمال ماهي إلا قنابل موقوتة تهدد أجيالا بأكملها في صميم حواسها وثقافتها وأحاسيسها وبالتالي وجودها.. ويكفي ما نراه في برنامج صولا التي تسعي فيه مقدمته أصالة لإعادة اكتشاف نفسها.. ونفس الشيء في باقي البرامج في وقت ينتظر فيه المشاهد أن يعيدوا سلاطين الطرب والدفع بمواهب يتمتع صوتها بالسحر والدفء والتميز الذي يجذب المستمع حتي آخر مقطع من الغناء، ولذا علينا أن نرفع معهم لافتات ضد كل من يسعي لتقديم فن الغناء الهابط الذي لايقدم الرسالة الحقيقية للفن في بناء الإنسان والوطن، وأناشد الفضائيات الغائبة عن تقديم عطاء فني حقيقي وأصيل والتي شجعت علي انتشار الكسل الفني وتراجع مستوانا في هذا المجال علي الساحة ألا تخرج عن طريق الإبداع والتميز والذي مفروض أنها تعمل من أجله وأن تشجع فقط كل موهبة غناء راقية مستمدة من أصالة قيمنا وتقاليدنا وتعالج موضوعات تمس الوجدان.. فالتميز يا مسئولي تلك الفضائيات هو من يصنع المبدع في أي مجال فني.. ونتمني ألا تنشغل ثقافة تلك الفضائيات بإبراز البرامج غير الهادفة وخاصة الفنية.. وألا تعتني بالشخصيات الناقصة التي لاتتعامل بصدق وشفافية وذلك حتي يعيدوا بصيص الأمل لغد فني قادم بالتميز ومستقبل غنائي مشرق بإذن الله يعيد إلينا حلاوة أغاني العمالقة عبد الحليم وأم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش، بدلا من أن نقول إن الساحة نفد رصيدها في تفريخ المواهب.