سوسن بدر مساء الخميس الماضي بدأ المسرح القومي عرض مسرحية المحروس والمحروسة، التي كتبها أبو العلا السلاموني، ويستدعي من خلال أحداثها حقبة المماليك، وخطر الغزو التتاري للعالم الإسلامي ، السلاموني ارتبطت معظم مؤلفاته بالتاريخ والتراث، من خلالهما يحاول معالجة مشاكل الحاضر من خلال قراءة الماضي، تعيد المسرحية سوسن بدر لخشبة المسرح، حيث تؤدي شخصية شجرة الدر. يقول أبوالعلا السلاموني "مؤلف المسرحية إنها تتناول فترة حكم "شجرة الدر" لمصر ورفض الخليفة العباسي تولي شجرة الدر لحكم مصر ورسالتها الشهيرة التي قال فيها "إذا لم يكن لديكم رجال يحكمون مصر سوف أبعث لكم برجل" ويضيف أحببت أن أعالج هذه القضية من خلال التأكيد علي أن للمرأة الحق في أن تحكم أو أن تكون قاضية. وعن دورها تقول الفنانة سوسن بدر أجسد شخصية "شجرة الدر" وهي شخصية ثرية ومغرية لأي ممثلة وتضيف: أحداث المسرحية تدور في أواخر أيام حياة "شجرة الدر" عندما كانت تحكم مصر بينما الغزو التتاري يجتاح المنطقة العربية وقضي علي كل الممالك في المنطقة العربية بما فيها بغداد مركز الخلافة العباسية في ذلك الوقت ثم ينكسر الغزو علي باب مصر، وتضيف سوسن بدر نريد أن نقول من خلال المسرحية إن الشعب المصري عندما يكون متماسكا يستطيع أن يصد أي غزوات مهما كانت شراستها وهي رسالة نريدها أن تصل من خلال الرواية بالإضافة إلي أهمية قراءتنا لتاريخنا. مخرج العرض شادي سرور أكد علي أن سبب اختياره لنص مسرحية المحروس والمحروسة يعود إلي ملاءمته للأحداث الجارية، وفي نفس الوقت ممكن أن تقول إنه نوع من التوافق الفني لأنه دائما عندما أقرأ النصوص أري فيها صورا فنية والصورة الفنية هو أنه تمثيل داخل تمثيل فالمتعارف عليه أنه يتقدم في سياقه في صورة حكي شعبي ومعظم عروض الأستاذ أبوالعلا السلاموني بتتعمل كده وأردت أن أقوم بتحديث هذا التراث الشعبي بإيقاع العصر السريع وعن رؤيته الإخراجية؟ قال كل فنان في الدنيا لابد أن يكون له طعم وفي نفس الوقت تختلف التقنيات وأنا فنان لي أسلوب معين وطريقة معينة وكون أنني عملت 3 أعمال تاريخية لكن ليس لها علاقة ببعض والرؤية الإخراجية "قائمة علي فكرة تحديث الحكي الشعبي وعملت أغاني أشبه بالأوبريت حيث تضم المسرحية 11 أغنية منها 7 استعراضات تسير بشكل متواز مع دراما العرض والموضوع والأشعار، كما يوجد في العرض خط مواز للأحداث يرمز للدلالات التي أريد توصيلها للمشاهدين وأتعامل مع العرض بروح العصر وعن طول مدة البروفات يقول المدة الفعلية كانت ثلاثين يوما لكن التأخير في بدء العرض كان سببه الأحداث التي كانت تمر بها البلاد والممثلون كانوا يفكرون في الاعتذار عن العرض سألت المخرج شادي سرور هل فكرت في علاج لغياب الجمهور عن المسرح؟ قال غياب الجمهور يرجع إلي عدم الثقة وأري أن الروايات الناجحة تجذب جمهورها والناس متعطشة للمسرح وأتمني أن تكون المنظومة كلها جيدة في المستقبل.