اختيار هشام رامز لشغل منصب محافظ البنك المركزي هو اختيار موفق بكل المقاييس حيث إن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر حاليا تستلزم بديلا آمنا للدكتور فاروق العقدة الذي أدار شئون القطاع المصرفي المصري بحكمة وبراعة وعبر به من عواصف مالية هوجاء وأخرج مصر منها سالمة بأقل الأضرار الممكنة ومن هنا وجب تقديم الشكر للعقدة والترحيب برامز بصفته الأنسب لهذه المرحلة فلقد عمل عن قرب مع الدكتور العقدة كنائب لمحافظ البنك المركزي وتولي العديد من المناصب المصرفية الهامة كان آخرها نائب رئيس البنك التجاري الدولي وبالتالي فإن رامز يعد من الخبرات المصرفية المحترمة لتميزه في إدارة الاحتياطي النقدي وإدارة أسواق النقد الأجنبي والسياسة النقدية ولديه القدرة علي اتخاذ القرار في التوقيت الملائم، ومن هنا فإن هشام رامز كما قال الكثيرون عنه هو الاختيار الأفضل لهذه المرحلة الصعبة. وقد أكد رامز في تصريحاته عقب إعلان تعيينه كمحافظ للبنك المركزي علي أنه سيعمل بروح الفريق مع كل الزملاء في القطاع المصرفي ولاسيما أنهم خبرات مصرفية مشهود لها بالكفاءة مؤكدا علي أنه لن ينجح بمفرده وأن الجهاز المصرفي يحتاج مساندة القيادات السياسية قبل الاقتصادية فالكل يجب أن يعلي مصلحة مصر فوق المصالح الشخصية الضيقة. في حقيقة الأمر فإن هشام رامز محافظ البنك المركزي الجديد أمامه العديد من الملفات الشائكة ولعل قضية انخفاض الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي تعد هي أهم التحديات المطروحة الآن وذلك بخلاف تراجع الاحتياطي من النقد الأجنبي إلي المستوي الحرج والحد الأدني المسموح به دوليا إلا أن العديد من الاستقصاءات والتوقعات في هذا المجال تشير إلي إمكانية نجاح محافظ البنك المركزي الجديد في تخطي هذه التحديات وتقديم علاج ناجز وفاعل لها.. وفي النهاية لابد أن يدرك الجميع علي أرض المحروسة في المواقع الرسمية وغير الرسمية أن عودة الأمن والاستقرار هما خير سند لمحافظ البنك المركزي الجديد في تخطي العقبات الماثلة أمامه لتعبر مصر إلي شاطيء الأمان.