عانت السياحة في مصر من مشاكل عديدة طوال الفترة الماضية أدت إلي شظف العيش وقلة الإيرادات وضيق الحال بل ووقف الحال بسبب قلة أعداد السياح الوافدين إلي مصر وانخفاض معدلات الإشغال بالفنادق إلي درجة بلغت 10٪ في فنادق الأقصر وإن كانت أفضل نسبيا بالمناطق السياحية الأخري إلا أنها ما تزال تعاني من عدم القدرة علي الالتزام بمرتبات موظفيها بخلاف الالتزامات الأخري مثل فواتير الكهرباء والضرائب والتأمينات علي العاملين وغيرها وهو ما اضطر بعض تلك الفنادق إلي إنقاص المرتبات كما لجأ البعض الآخر من أصحاب القري وشركات السياحة إلي الاستغناء عن العمال المؤقتين بسبب ضعف الإيرادات وعدم الحاجة إليهم . . هذا هو حال السياحة الآن بسبب تداعيات الثورة واستمرار المظاهرات التي تنوعت في الفترة الماضية مابين المطالب الفئوية أو الاعتصام بسبب المواقف السياسية من الإعلان الدستوري الي الجمعية التأسيسية وغيرها من أحداث شهدتها ميادين مصر ولم يشغل بال أحد تأثير ذلك علي الاقتصاد من هروب الاستثمارات وإغلاق المصانع ووقف الإنتاج وعزوف السياح عن زيارة مصر بسبب ما يشاهدونه من أحداث ساخنة والتراشق بكل وسائل العنف في أي مظاهرة وتبادل الآراء باستخدام العصي وقنابل المولوتوف بدلا من استخدام العقل .. وهكذا جنت السياحة الانهيار والانكسار بسبب مواجهة العنف بالعنف والحشد بالحشد والاعتصام أمام الاتحادية ويقابله الاعتصام في رابعة العدوية ولم يفكر أحد في انهيار صناعة تحمل الرزق لحوالي 4 ملايين مواطن أي ما يعادل 20 مليون فرد بالأسرة المصرية بخلاف ما توفره السياحة لتشغيل مصانع 70 حرفة ومهنة إلي جانب العمالة غير المباشرة التي تدخل في صناعة السياحة مثل أصحاب البازارات وسائقي التاكسي وغيرهم .. ولم يفكر أحد في صناعة تدر دخلا يقدر في المتوسط بحوالي 10 12 مليار دولار في السنة في الوقت الذي انخفض فيه الاحتياطي النقدي للدولة إلي 15 مليار دولار .. ولم يفكر أحد في أن الاستقرار هو العامل الأول الذي يجذب السائح مهما كانت كنوز التاريخ وجمال الشواطئ التي تتمتع بها مصر . ولكن آن الأوان أن نهدأ قليلا وأن نفكر معا في إنقاذ السفينة قبل أن تتعرض للخطر بأمواج عاتية نصنعها بأيادينا ولاشك ان السياحة الداخلية هي طوق النجاه لانعاش الحركة السياحية ولو بصفة مؤقتة الخير قادم بشرط التعاون بين كافة الأجهزة بالدولة والالتزام بالصدق والإخلاص لهذا الوطن للخروج من هذا المأزق الذي يهدد لقمة عيش كل مصري بسبب أفكار ملتهبة وأياد مرتعشة.