طرح مدينة رفح الجديدة وقري الصيادين والتجمعات التنموية لأبناء سيناء    محافظ أسيوط يعلن ارتفاع نسبة توريد القمح إلى 12 ألف طن    الشرطة الأمريكية تعتقل 93 شخصا داخل حرم جامعة جنوب كاليفورنيا    دبلوماسي روسي: نقل صواريخ «أتاكمز» الأمريكية إلى أوكرانيا لا يمكن تبريره    دوري أبطال إفريقيا| الأهلي يرتدي زيه التقليدي أمام مازيمبي    بسمة مصطفى: فيلم "شقو" تربع على إيرادات عيد الفطر ب50 مليون جنيه    تحرك جديد في أسعار الذهب.. والأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكية    بين أوكرانيا وإسرائيل وغيرهم.. الكونجرس يتبنى حزمة مساعدات دسمة    دعم اوروبي 10 ملايين يورو لنفاذ مياه الشرب إلى المناطق المحرومة في إفريقيا وآسيا    مواعيد مباريات الجولة 20 من الدوري المصري.. عودة القطبين    ضبط 65 كيلو مخدرات بقيمة 4 ملايين جنيه بمحافظتين    بعد مقتل ربة منزل على يد زوجها فى ملوى فى لحظة غضب ..نصائح هامة يقدمها طبيب نفسى    رئيس البرلمان العربي يهنئ مصر بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    بكلمات مؤثرة.. ريهام عبدالغفور توجه رسالة لوالدها الراحل في حفل تكريمه    في الذكرى ال42 لتحريرها.. مينا عطا يطرح فيديو كليب «سيناء»    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    تشافي يبرّر البقاء مدربًا في برشلونة ثقة لابورتا ودعم اللاعبين أقنعاني بالبقاء    عودة ثنائي الإسماعيلي أمام الأهلي في الدوري    مصر تنافس على ذهبيتين وبرونزيتين في أول أيام بطولة أفريقيا للجودو    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    إزالة إشغالات وحالات بناء مخالفة في دمياط الجديدة    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    بالصور .. بدء طباعة وتظريف امتحانات الترم الثاني 2024    وزير التنمية المحلية يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    "حماس": حال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس سنضم جناحنا العسكري للجيش الوطني    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    محافظ الجيزة يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال42 لعيد تحرير سيناء    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصاد الأحداث
2012 عام التحول والأزمات السياسية
نشر في آخر ساعة يوم 31 - 12 - 2012

شهد العام 2012 الذي انتهي منذ ساعات حزمة كبيرة من التغييرات علي المستويات كافة، كنتيجة طبيعية لتبدل ملامح المشهد السياسي الذي أخذ يترنح منذ قيام ثورة يناير 2011، حتي جاء العام الجديد حاملا في جعبته العديد من المفاجآت، حيث قضت المحكمة بسجن الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ورموز دولته الفاسدة، كان العام 2102 شاهدا أيضا علي وصول جماعة الإخوان المسلمين إلي سدة الحكم وتولي الرئيس محمد مرسي رئاسة الجمهورية في 30 يونيو 2102 لتنتهي الفترة الانتقالية التي تولي فيها المجلس العسكري حكم البلاد.
وتتصاعد الأزمات الواحدة تلو الأخري ويبرز الصدام الأكبر مع مؤسسة الرئاسة مع القرارات التي اتخذها الرئيس محمد مرسي وتسببت في أزمة كبيرة مع القضاء مازالت توابعها مستمرة حتي الآن، وإن كان أبرزها إقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود وتعيين خلفه طلعت عبدالله، بينما استمر الوضع ميدانيا في صورته الملتهبة بين التيار الإسلامي والتيار المدني الليبرالي.
حصاد 2102 وأبرز التحولات السياسية التي مرت بها مصر خلال هذا العام ترصدها (آخر ساعة) في هذا الملف.
فتاوي أشعلت الجدل
سطوحي يحرم الزواج من الفلول ومرجان يدعو لهدم الأهرامات
رحل عام 2012 بحلوه ومره رغم أن مراره كان كثيراً .. عام اتسم بالانقسام والاستقطاب في المجتمع وتظاهرات واحتجاجات فئوية في كل موقع.. وانعكست حالة الاستقطاب في المجتمع في موجة من الفتاوي العجيبة الغريبة تبرز حالة الانقسام والاستقطاب وطال الحلال والحرام كل شيء حتي الانتخابات والاستفتاءات كل حسب مصلحته والاتجاه الذي يريده.. "آخر ساعة" ترصد في هذا التقرير أبرز الفتاوي الغريبة التي شهدها عام 2012.
احتلت الفتاوي السياسية الجانب الأكبر خلال العام كانعكاس للحراك السياسي الذي يشهده المجتمع منذ ثورة يناير 2011.. ومن الفتاوي التي أثارت الجدل في مصر مع مرحلة الانتخابات التشريعية فتوي محمود عامر القيادي بالتيار السلفي والتي حرم فيها التصويت في الانتخابات البرلمانية بشكل عام، معتبراً أن من يصوت لصالح أحد المرشحين آثم وخائن للأمانة.
وسبق لعامر إطلاق فتوي تجيز توريث الحكم لنجل الرئيس السابق، وأطلق هو نفسه فتوي إهدار دم الدكتور محمد البرادعي بدعوي شق عصا الطاعة والخروج علي الحاكم الشرعي الرئيس حسني مبارك.
بدوره أفتي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين أحمدي قاسم وكان أحد المرشحين في الفيوم، خلال لقاء انتخابي بأن الانضمام لحزب الحرية والعدالة ما هو إلا صورة من صور العبادة والتقرب إلي الله في خدمة الشعب المصري..
وفي الجهة المقابلة أفتي الشيخ ياسر برهامي وهو نائب رئيس الدعوة السلفية وأحد مرجعيات حزب النور بعدم جواز التصويت لصالح التحالف الديمقراطي من أجل مصر والذي يتزعمه حزب الحرية والعدالة في الانتخابات البرلمانية معللا ذلك بأن التحالف الديمقراطي لم يأت لنصرة الدين والشريعة وإحقاق الحق ونصرة المظلوم.
الزواج من الفلول
ومن الفتاوي الغريبة التي أثارت جدلاً واسعاً في مصر فتوي رئيس لجنة الدعوة الإسلامية في الأزهر(عمر سطوحي) بعدم جواز زواج المسلمات من فلول النظام المصري السابق ومن أي عضو من أعضاء الحزب الوطني والسبب بحسب رأيه أنهم مضيعون للأمانة، فإذا كانوا قد ضيّعوا أمانة الشعب كله وأفسدوا الحياة في مصر التي أكلوا من ترابها وعاشوا علي أرضها وشربوا من مائها واستظلوا بسمائها.. فمن السهل عليهم أن يضيعوا أمانة الأسرة والزوجة .
هدم الأهرامات
وأثارت دعوة أو فتوي القيادي الجهادي الشيخ مرجان الجوهري بهدم الأهرامات وأبو الهول الكثير من الجدل وعلقت شخصيات عامة حينها بأنه لا يجب أن نتناولها بالسخرية فهناك من يتأثر بالفعل لمثل هذه الدعوات وما حدث في الحديقة اليابانية بحلوان وهدم تماثيل بها خير دليل علي ذلك.. داعين لمواجهة هذا الفكر بالحجة للتصدي لمثل هذه الأفكار الهدامة المستوردة من الملا محمد عمر بأفغانستان.
مضاجعة الوداع
وشغلت فتوي جماع الوداع الجانب الأكبر من الجدل خلال العام لغرابتها أولا ثم لتوقيتها حيث يعاني الإسلام هجمة غربية شرسة تستغل مثل هذه الفتاوي للإساءة للإسلام والتهوين من أحكامه.. وجاءت هذه الفتوي من الشيخ المغربي عبد الباري الزمزمي المتخصص في فقه النوازل والذي أفتي بأنه يجوز للرجل معاشرة زوجته بعد وفاتها لمدة ست ساعات من الوفاة وهي تسمي بمضاجعة الوداع.. وهذه الفتوي أثارت جدلا بين علماء الدين والنفس والاجتماع حيث أنكرها الجميع لأن جسم الميت يختلف عن الحي وكان الرأي الغالب أن جسد الزوجة يحرم علي الزوج بمجرد موتها.. ناهيك عن الآثار النفسية السيئة التي يكون عليها الزوج عند وفاة زوجته والذي يجعل مثل هذا الأمر من قبيل المستحيل.
,وكذلك أفتي الزمزمي بجواز شرب الخمر للمرأة إذا كانت حاملا حتي لا تتعرض هي وطفلها للضرر.
أمهات صغيرات
ولم تختلف فتوي زواج الصغيرات عن سابقتها من حيث الغرابة وإثارة الجدل حيث أفتي سلفيون بجواز زواج البنات في سن التاسعة من العمر اقتداء بالسيدة عائشة بل وحاول البعض إدراج مثل هذا النص في مشروع الدستور المصري الجديد لكنها قوبلت برفض مجتمعي شامل ما جعل الجمعية التأسيسية تستبعد هذا النص تماما.. ورد العلماء علي هذه الفتوي الغريبة بأن هناك اعتبارات بيئية ومجتمعية حيث البيئة الآن تختلف تماما عن البيئة التي عاشت فيها السيدة عائشة.. بالإضافة إلي اختلاف نوعية الطعام والشراب وكذلك اختلاف تكوين جسد الفتاة من عصر لآخر..بجانب اختلاف علماء الدين حول السن الحقيقية التي تزوجت فيها السيدة عائشة فهناك من قال إنها كانت في حدود السادسة عشرة من عمرها أو أكثر.. وأفاد أطباء مختصون بأن هذا الوقت لا يلائم الزواج المبكر علي الإطلاق حيث تكون الأجهزة الأنثوية لم تكتمل تماما وبالتالي يشق عليها الحمل والولادة وكذلك غياب النضج اللازم لتربية الصغار.
فتاوي وقضايا
وهناك فتاوي أثارت قضايا سياسية مثل فتوي الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي والتي تبيح تناول مشروبات تحوي كميات ضئيلة من الكحول والتي أحدثت جدلاً واسعاً فيما اعتبرها البعض مثيرة للبلبلة.. وقال الشيخ القرضاوي في حينها إن ذلك ناتج عن عدم فهم للفتوي"، موضحاً أن ما صدر عنه كان رداً علي استفسار في خصوص مشروب للطاقة موجود في السوق والناس تريد معرفة حكم الشرع فيه، لذلك عندما سئلت وجدت نفسي مجبراً علي توضيح الصورة للمسلمين حتي لا يضيقوا علي أنفسهم بغير وجه حق".
تصدع في محراب العدالة
دولة المؤسسات والقانون هي تلك التي تحترم الحقوق والحريات والتي لا تميز بين مواطن وآخر والتي يطبق فيها مبدأ الشرعية الدستورية فيخضع فيها الكل حكاما ومحكومين لأحكام القانون دولة ومؤسسات وأفرادا.
ولكي يحترم الجميع القانون ويخضع لأحكامه فإن هناك شروطا أساسية أولها الفصل بين السلطات وثانيها استقلال القضاء وثالثها وجود مؤسسات تحمي الحق وتنفذ القانون.
لكن ما نعيشه الآن هو المقدمات الحقيقية لانهيار دولة القانون وانكسار دولة المؤسسات وذلك بحسب ما أكده خبراء القانون والدستور.
فالعام 2012 شهد العديد من حوادث التعدي علي القانون والتعليق علي أحكام القضاء وعدم الثقة في القضاة.
أحمد مهران أمين عام مؤسسة القاهرة للدراسات القانونية والسياسية أكد أن أولي هذه المقدمات كان قرار الرئيس محمد مرسي بعودة مجلس الشعب المنحل بقوة القانون واستمرار عمله، رغم أن تكوينه جاء باطلا، وثاني هذه المقدمات وثالثها هو التعامل مع السلطة القضائية باستخفاف وإهانة.
وأشار إلي أن التحايل علي إبعاد النائب العام عن منصبه دون سند قانوني يهدد الدولة بالخطر. ويؤكد أن دولة القانون في طريقها إلي الهاوية وإلي الضياع، قد نختلف مع النائب العام وقد نري فيه تقصيرا من وجهة نظرنا لكن ليس لنا أن نخرق القانون لنعاقبه وإلا سيخرق القانون لعقابنا علي أقوالنا من بعده.
وأوضح أن أحكام القضاء تعبير عن الشعب وإرادته ودفاع عن حقوقه وكرامته، لكن علي الجميع أن يعلم أن القضاء لا يضار بأن يبرئ متهما وإنما يضار بأن يحكم علي بريء، ذلك لأن الأحكام القضائية تبني علي الجزم واليقين بارتكاب السلوك الإجرامي، وليس علي الشك والتخمين من أن شخصا ما أيا كان موقعه قد شارك في الفساد أو ساهم في قتل المتظاهرين.
وأضاف: لو قبلنا أن تصدر أحكام قضائية دون تحقيق وأدلة حقيقية بالإدانة فإننا نكون قد وافقنا علي انهيار دولة القانون، وأنه يوما ما سيتم القبض علينا وسيتم سجننا دون سند من القانون لأن الضمانة الوحيدة لدولة القانون- القضاء الحر المستقل- ستكون قد ضاعت وانهارت ولم يعد لها حينئذ قيمة ولا مكان داخل المجتمع.
وأشار إلي أن أولي خطوات حماية دولة القانون عدم الاعتراض علي أحكام القضاء وعلينا أن نرضي ونحترم ما يحكم به القانون ولا نلوم إلا أنفسنا لأننا نحن من قصرنا وضيعنا حقنا حين رفضنا المحاكم الثورية ورضينا بحكم القانون والقضاء فإن انقلبنا علي القانون والشرعية الدستورية نكون قد بدأنا خراب مصر وضياع أهلها وتكون هذه هي المقدمات الرئيسية لنهاية الدولة المدنية التي لطالما حلمنا بها.
ومن جانبه أكد المستشار حسن عمر الخبير بالقانون الدولي إن مصر تعيش الآن أسوأ أيامها بسبب سقوط دولة القانون وهذا من شأنه أن يؤثر علي المنطقة العربية بأكملها.
جاء ذلك تعليقاً علي حادثة منع رئيس المحكمة من دخول المحكمة الدستورية العليا، الأحد 16 ديسمبر، بسبب حصارها.
وأضاف أن حصار المحكمة جريمة منصوص عليها في قانون الجنايات ويجب التحرك لوقف ذلك الحصار في أسرع وقت واستنكر عدم تحرك السلطات لوقف ذلك حتي الآن.
وأشار إلي أنه يجب علي من يحكم مصر أن يحترم دولة القانون كي يحترمها شعبها وما يحدث في مصر الآن سببه عدم احترام دولة القانون من قبل السلطات.
ومن جانبه تساءل الدكتور رمضان عبد العزيز أستاذ القانون الجنائي بجامعة أسيوط: إذا كان رجال النيابة قد لجأوا إلي الحصار والتهديد للحصول علي ما يرونه حقا لهم بإقالة النائب العام المفروض بقرار جمهوري، فكيف سيكون حالهم عندما يعودون إلي مكاتبهم ويجدون أنصار أو أقارب أحد المتهمين الذين يحققون معه وقد حاصروا مقر النيابة من أجل الحصول علي قرار بالإفراج عن المتهم لأن أهله وذويه يرون أنه بريء؟ وكيف سيكون الحال عندما ينظر أحد وكلاء النيابة هؤلاء في قضية مجموعة من العمال الذين تجمهروا وحاصروا شركتهم من أجل مطالب يرونها حقا وقد تكون أو لا تكون كذلك؟
وأضاف عبدالعزيز إن لجوء حراس العدالة والقانون إلي هذا السلوك الخارج علي القانون يفتح أبواب الجحيم علي مصر كلها ويدق مسمارا جديدا في نعش القضاء المصري الذي شهد خلال العامين الأخيرين تجرؤا غير مسبوق من جانب أهالي المتهمين حتي بات القضاة يخشون علي أنفسهم داخل المحاكم.
وقال حفاظا علي هيبة الدولة ودولة القانون والمؤسسات يجب الحفاظ علي مؤسسة القضاء لأنها أحد أعمدة الدولة التي يجب علي الجميع احترامها تعبيراً عن مدي العمق الحضاري لشعب مصر العظيم، واحترام الإرادة الشعبية وعدم السماح بالعبث بها بأي حال من الأحوال مؤكداً في الوقت نفسه وقوف المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي مسافة واحدة من جميع القوي والتيارات السياسية، وعدم الانحياز لتيار أو فئة ضد أخري.
لأول مرة
3 بابوات في بلاط الكنيسة
شهدت الكنيسة المصرية خلال عام 2012 ثلاث بابوات فرحل البابا شنودة الذي يحمل رقم 117 فعاش أحداث فترة النظام البائد وقيام ثورة و25 يناير إلي أن رحل معلم الأجيال في 17 مارس عن عمر يناهز 89 عامًا وجاء الأنبا باخوميوس القائم مقام البابا الذي تولي المهام البابوية خلال الفترة الانتقالية لحين إجراء انتخابات البابا الجديد وشهدت فترته الكثير من التضاربات السياسية واضطرت الكنيسة إلي الخوض في معترك السياسة للدفاع عن الأقباط خاصة مع صعود التيار الإسلامي وافتعال النزاعات الطائفية هذا علي خلاف ما كان يحدث في عهد البابا شنودة فكان النظام البائد يجعل الكنيسة تشارك بشكل غير مباشر في الأمور السياسية وهو ما خلق نزاعا طائفيا بين مسيحيي ومسلمي مصر فشهد عام 2012 الأحداث الطائفية في دهشور ثم معركة الجمعية التأسيسة وحاول الأنبا باخوميوس الحفاظ علي الاستقرار والأمان داخل الكنيسة إلي أن فاز الأب تواضروس بالكرسي البابوي بعد أن قام الطفل (بيشوي جرجس) باختيار ورقة المرشح من الإناء الزجاجي وذلك في 18 نوفمبر 2012، وبدا حديثه منذ توليه منصب البابا رقم 118 بأنه سيحاول الحفاظ علي الأمن والاستقرار للأقباط وعدم الزج بالكنيسة في الأحداث السياسية التي تجبر من يتولي الكرسي البابوي التصريح في الإعلام ومن ثم تنشأ الفتن.
يؤكد كمال زاخر الباحث القبطي، إن القائم مقام الأنبا باخوميوس تولي منصب البابا خلال الفترة الانتقالية إلي أن فاز البابا تواضروس بالكرسي البابوي استطاع خلال هذه الفترة العبور بالأقباط إلي بر الأمان رغم أن الكنيسة زج بها في الأحداث السياسية رغماً عنها مع صعود النبرة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين بالإضافة إلي القضايا المتعلقة بالأقباط والانسحاب من الجمعية التأسيسية للدستور، فانحصر الأنبا باخوميوس بين الضغوط السياسية والتصريحات الإعلامية التي ينتج عنها العديد من الشائعات وتدخل الكنيسة في مشكلات لاحصر لها ولكن الجدير بالذكر أن طبيعة الفترة الانتقالية الحساسة أجبرت الأنبا باخوميوس علي الدخول في الحياة السياسية.
ويضيف زاخر: إن الكنيسة لها دور سياسي غير مباشر منذ عهد البابا الراحل شنودة علي الرغم من أنه في فترة توليه زادت الإبارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر العربية، وانتقلت الكنيسة القبطية من المحلية إلي العالمية، ومنذ أن تولي المجلس العسكري الحكم طلب من الأنبا باخوميوس المشاركة الصريحة في الحياة السياسية ومع تولي البابا تواضروس الكرسي البابوي كانت أولي كلماته هي عدم الوقوع في فخ السياسة مهما صعدت نبرات الاستفزازية من الاتهامات للكنيسة والمسيحيين للحفاظ علي أن يكون للكنيسة دور ديني فقط.
وختم كمال زاخر حديثه بتقديم نصائح للبابا تواضروس فأكد علي ضرورة الإصرار علي موقفه في دور الكنيسة الديني وعدم الرد علي أي نوع من الاستفزازات التي توجه للكنيسة لمحاولة الزج بها في الحرب السياسية المقامة الآن وأن يسعي دائماً لتوفير الأمن والاستقرار للأقباط بالكنيسة والحفاظ علي أن تقوم الكنيسة بدورها الوطني .
ويشير أمين إسكندر الباحث القبطي، إلي أن عام 2012 شهد العديد من الاضطرابات السياسية والنزاعات الطائفية التي أثارت قلق الأقباط خاصة مع ظهور التيار الديني المتشدد وأدت إلي هجرة العديد من الأسر إلي الخارج خوفا من الاضطهاد الديني ولم يدرك الكثير منهم أن هذه طبيعة الفترة الانتقالية الحساسة التي تحياها مصر، واستطاع الأنبا باخوميوس الخروج منها بسلام وتسليم الراية إلي الأب تواضروس الذي قرر منذ أن تولي منصب البابا عدم التفوه بأي تصريح سياسي لأي جهة إعلامية لأن ذلك من شأنه الزج بالكنيسة في الحياة السياسية.
ويضيف إسكندر إنه تمني الكثير من المسيحيين تولي الأنبا باخوميوس منصب البابا نظراً لحكمته البالغة أثناء توليه مسؤلية مقام البابا ويلقبه العديد من الأقباط بالأب الذي لايحمل رقماً ثم جاء البابا تواضروس وكان بعيدا عن التوقعات ومنذ توليه في اليوم الأول كانت قراراته حاسمة فأعلن عن رغبته بعدم الدخول بالكنيسة في الحياة السياسية لحمايتها من الشائعات والنزاعات الطائفية واكد علي ضرورة أن يكون للكنيسة دور وطني دون الانحياز لتيار بعينه مثلما كان يحدث في عهد البابا الراحل شنودة الثالث والذي يلقب بمعلم الأجيال.
بينما يري جمال أسعد المفكر القبطي، أن اختيار البابا تواضروس في 18 نوفمبر 2012 جنب الكنيسة الكثير من المشكلات خاصة أنها كانت هناك قيادات مرشحة لمنصب البابا تمثل تيارا متشددا وكان سيقود الكنيسة لحالة من حالات الصدام وكان هؤلاء الأعلي صوتاً بمعني أنهم لديهم قنوات إعلامية مسموعة ويسعون إلي السلطة الدينية والتيار الثالث يمثله تيار له علاقات وثيقة ببعض الأجهزة الحساسة في الدولة وتسعي إلي السلطة السياسية والتياران كلاهما صعب لهذا جاء الأب تواضروس ليمثل طوق النجاه للكنيسة.
يضيف أسعد أن تواضروس كانت أولي عباراته تؤكد علي الإصرار بعدم الخوض في الحياه السياسية وأن الكنيسة دورها ديني ووطني فقط علي عكس ما كان يحدث في عهد البابا الراحل شنودة فكان النظام البائد يخلق النزاعات الطائفية ويحاول الزج بالكنيسة داخل الأحداث بشكل غير مباشر وجاء المجلس العسكري ليكمل المسيرة بطريقة شنعاء أدت إلي سقوط ضحايا ماسبيرو ونشوب أحداث دهشور ثم تولي الرئيس مرسي ليختم هذه الأحداث بالجمعية التأسيسية ويطلب ترشيح أحد القيادات وكأن مصر تنقسم فيها المصالح الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، لهذا أؤكد علي عبارات البابا تواضروس بأن الكنيسة ليس لها دور سوي الدين والوطنية فقط ولايحاول أحد أن يدخلها طرفاً في أي نزاع سياسي أو غيره.
الفضائيات في 2102
استقالات وتنقلات.. ومعارك علي الهواء
شهد عام 2102 علي الساحة الإعلامية الكثير من الأحداث، فقد أسدل الستار علي كثير من القنوات والبرامج الفضائية وأعلن عن أخري جديدة، كما شهد هذا العام كثيرا من المشاهد غير المعتادة علي القنوات الفضائية من استقالات "بالجملة " ومعارك "ساخنة"، كما برز عدد من الشخصيات الإعلامية التي أطلت علينا عبر شاشات القنوات الفضائية وأختفي آخرون، فما هي أهم الأحداث التي مرت علي ساحة القنوات الفضائية.
في البداية شهد عام 2102عددا قياسيا لغلق الكثير من القنوات التي تم وقف بثها، منها ما أعيد البث إليه مرة أخري، ومنها ما توقف بثه نهائياً ، كانت البداية مع قناة ON TV التي تم وقف بثها وسحب تراخيص عملها، تلاها غلق قناة القاهرة والناس، كما تم غلق قناة الفراعين نتيجة لسياسة صاحب القناة توفيق عكاشة الذي تمت مقاضاته بتهمة سب الرئيس وإهانته، والذي ظهر بعد ذلك علي الفضائيات وقناة " تايم دراما " الذي كان قدم من خلالها برنامجه "مصر اليوم" والذي تم وقفه بعد أيام قليلة من بثه، كما تم منع بث قناة دريم لبثها من خارج أسوار مدينة الإنتاج الإعلامي قبل السماح لها بإعادة بثها مؤقتا لحين ترتيب أوضاعها.
كما شهد عام 2102 استقالات من قبل بعض الإعلاميين علي الهواء مباشرة كما حدث مع الإعلامي خيري رمضان حينما ألغيت حلقته مع المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي وقيل وقتها إنها بسبب ضغوط علي القناة ليعترض رمضان علي ذلك ويعلن استقالته علي الهواء، علي القناة الفضائية " سي بي سي "، وكانت استقالة محمود سعد من أشهر الاستقالات، حيث قام بإعلان استقالته من قناة )التحرير ( علي الهواء مباشرة معلنا أنها نتيجة أسباب خاصة، واعتراضا علي وقف بث جميع البرامج السياسية وتجميدها واستقال مذيع قناة 'الرحمة' إيهاب نافع، علي الهواء مباشرة، مؤكدا عدم اقتناعه بقرار الشيخ محمد حسان صاحب القناة.
كما قام الإعلامي الرياضي ياسر أيوب مذيع قناة الأهلي علي الهواء، غاضبا من احتفالات النادي الأهلي بفوزه بدوري أبطال أفريقيا في وقت شهدت فيه مصر حادثة قطار أسيوط، وبعد أن احتد علي القناة وجماهير النادي علي الهواء خلال برنامجه أعلن بعدها عن استقالته.
وشهد العام ذاته عدة مشادات ومشاجرات علي الهواء مباشرة علي القنوات الفضائية نتيجة للاختلاف في الآراء السياسية أو غيرها، بين مقدمي البرامج وضيوفهم، كان من بينها المشادة التي حدثت بين وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود والإعلامي وائل الإبراشي علي خلفية غلق قنوات دريم.
وشهد عام 2102 أول تقسيم للقنوات الفضائية، حيث قام البعض بتقسيم القنوات حسب الاتجاهات والميول، فأصبح يطلق علي بعض القنوات والإعلاميين بالفلول، وأخري قنوات الإسلاميين.
كما اتسمت القنوات الفضائية بعدم الحيادية أثناء تغطياتها للانتخابات الرئاسية سواء في استضافة المرشحين للرئاسة أو في عقد المناظرات بينهم، بل كان يتم الإفصاح عن الميول والاتجاهات من قبل مذيعي القنوات دون أي مراعاة للحيادية.
وهو ما أعلنه التقرير الصادر عن لجنة التقييم الإعلاني لتغطية المنافسة الانتخابية ، وكشف التقرير أن الأداء المهني للعديد من المراسلين في القنوات الفضائية اتسم بالتحيز والافتقار إلي المهنية وطرح الأسئلة الإيحائية والاختيار المتعمد لضيوف بعينهم واستخدام الأوصاف والمصطلحات التي تتسم بالمبالغة وتفتقر إلي الدقة وأحياناً الكذب واستنتاج نتائج تفتقر إلي الحقيقة مما قد يفقده الثقة والمصداقية بين جماهير المشاهدين.
وقد وجدت القنوات الفضائية من برامج التوك شو مادة دسمة نظرأ لتلاحق الأحداث السياسية، فشهد عام 2102 إذاعة عدة برامج علي القنوات الفضائية مثل مصر الجديدة الذي يقدمه الإعلامي معتز الدمرداش، برنامج جملة مفيدة الذي تقدمه مني الشاذلي.
جاء ذلك بسبب حركة تنقلات المذيعين بين القنوات الفضائية، فبعد ترك الإعلامي محمود سعد قناة التحرير، استقطبته قناة النهار، كما ظهرت الإعلامية مني الشاذلي علي قناة إم بي سي مصر بعد تركها قناة دريم، كما انتقل باسم يوسف ببرنامجه " البرنامج" الذي ينتقد فيه الوضع السياسي بشكل ساخر إلي قناة " سي بي سي " بعد أن كان يقوم بتقديمه علي أون تي في.
ويبدو أن سخونة الأحداث السياسية وبرامج " التوك شو"، كانت سببا في افتتاح مجموعة من القنوات الفضائية قنوات للرقص الشرقي مثل افتتاح قناة " التت " و "الفرح " وشعبيات " والتي وصفها البعض بالابتذال وآخرون يشجعون هذه القنوات نظرا لتخفيف حدة البرامج السياسية .
ومن جانبها تقول سوزان القليني الخبيرة الإعلامية، إن الإعلام هذا العام تعرض للعديد من الانتكاسات ويمكن اعتباره عاما كبيسا علي الإعلام المصري، فبعد ثورة 52 يناير ازدادت القنوات الفضائية والصحف الخاصة بشكل غير مسبوق وسط حالة من الانفلات، وراحت القنوات الفضائية تلعب دورا سياسيا لصالح السياسيين، وبالتالي حدث نوع من الصراع الذي جاء علي حساب الموضوعية والمهنية.
ويتفق معها في الرأي د. صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ويري أن عام 2102 يعتبر أسوأ عام مر علينا لما يحدث في الإعلام الخاص، وهو لم يحدث منذ نشأته نظرا للحرب القائمة بين الفضائيات، والهرولة بدون وعي وراء الأحداث السياسية، وزحمة القنوات الفضائية التي شهدناها هذا العام، وقيام هذه القنوات علي التنافس الشكلي دون الاهتمام بتقديم المعلومة المفيدة والهادفة والصحيحة للمشاهد ،فلابد من وضع وسن القوانين الإعلامية التي تتضمن الحيادية والوقوف علي الأخبار السليمة التي لا تساعد علي نشر الفتن أو الخلافات .
يضيف العالم : نتابع يوميا ما يحدث في القنوات الفضائية المصرية علي اختلاف اتجاهاتها من صراعات التراشق بالاتهامات التي تصل في بعض الأحيان إلي الألفاظ الوضيعة وكأننا في مباراة ساخنة ليس بها حكم وإنما لاعبون فقط علي الساحة، كما أن كل قناة لها أجندتها وميولها وقد نسي الجميع ميثاق العمل الإعلامي فتغيرت لغة الحوار ولم يعد لهذه اللغة وجود، الجميع يحاول الفوز في هذا الصراع وقد وصل الأمر إلي حد تبادل الشتائم والسباب وإلقاء التهم جزافا بين الجميع، وهو ما يؤثر سلبا علي المشاهد.
عام المطالب الفئوية
شهد عام 2102 هجمة شرسة لكثير من المطالب الفئوية التي هبت مرة واحدة التي يطالب أصحابها بتحسين أوضاعهم الاقتصادية، وتعديل كادرهم الوظيفي ورفع الحد الأدني للأجور هذه المطالبات الفئوية لم يراع أصحابها الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن ولا حالة العجز في موازنة الدولة.. ومن الملاحظ من خلال رصد تلك المطالب الفئوية خلال العام الماضي عدم اكتراث منظمي تلك الاعتصامات بتحذيرات الخبراء سواء من تراجع السياحة الوافدة، أو من مطالبات المواطنين للمعتصمين بعدم قطع الطرق وتعطيل المصالح، ومنهم من استمر اعتصامه ساعات ومن استمر عدة أيام وكان له تأثير سلبي علي الاقتصاد، والخبراء القانونيون أكدوا حق الجميع في الاعتصام السلمي والمطالبة بالحقوق لكن دون تعطيل مصالح المواطنين،، وسادت حالة من الفوضي والارتباك المروري والزحام الشديد شوارع المحافظات خلال عام 2102م بسبب الإضرابات المختلفة التي نظمتها فئات عدة.
وإذا قمنا بتصنيف هذه الفئات وعرض مطالبهم سنجد شدة الزحام عندما قام سائقو الميكروباص بالإضراب في العديد من المناطق لدرجة أن بعض المواقف خلت من السيارات وصب المواطنون غضبهم علي الحكومة لعدم التدخل لحل الأزمة، وقام بعض السائقين بقطع الطريق الدائري علي محور المنيب وفي صلاح سالم عند الدراسة للمطالبة بإيجاد حلول لمطالبهم المتعلقة بإسقاط المخالفات وإلغاء الكارتة المجمعة وتوفير السولار وتنظيم مواقف السيارات، واستغل سائقو التاكسي الموقف وحققوا أرباحا طائلة علي حساب المواطنين الذين احتجوا علي ذلك وصبوا غضبهم علي المسئولين، وكذلك دخل سائقو أتوبيسات هيئة النقل العام في عدد من الجراجات التابعة للهيئة في إضراب عن العمل للمطالبة بضم الهيئة لوزارة النقل بدلاً من محافظة القاهرة أسوة بما حدث في شركات غرب ووسط الدلتا مع صرف مكافأة نهاية الخدمة .
وفي شهر مارس قام العشرات من العاملين بقطاع الهندسة الإذاعية باتحاد الإذاعة والتليفزيون بقطع طريق كورنيش النيل أمام مبني ماسبيرو للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة وإقالة رئيس الهندسة الإذاعية، وقام المحتجون بغلق الجراج الخاص بسيارات المبني ومنعوا دخول أو خروج أي سيارة كما قاموا بوقف عمل المصاعد مما أصاب العمل بالمبني بالشلل التام.
وفي شهر يوليو دخل الآلاف من عمال شركة غزل المحلة في إضراب عن العمل للمطالبة بتطهير الشركة القابضة من القيادات الفاسدة التي تسببت في خسارة الشركة مئات الملايين في عهد النظام السابق، وأصدر عمال الشركة بياناً تضمن عدة مطالب أهمها إعادة هيكلة الشركة إدارياً واستبعاد جميع القيادات الفاسدة من مواقعها، وصرف 21 شهراً أرباحاً سنوية أسوة بالعاملين بالشركة القابضة ورفع مكافأة نهاية الخدمة إلي3 شهور عن كل سنة خدمة بدون حد أقصي، وحل مشكلة علاوات 29 المتأخرة والتي صرفت بالخطأ ودون أثر رجعي، وصرف حافز تطوير موحد لجميع العاملين بأقسام الشركة وفروعها بمحافظات الجمهورية، وصرف 5علاوات مكافأة قبل الخروج لسن المعاش وبدء تنفيذها عند سن 55 عاماً، وتسوية المؤهلات قبل وأثناء الخدمة .
كما إن موظفي المحاكم والنيابات كان لهم دور في هذه الإعتصامات حيث أضربوا عن العمل عدة أيام للمطالبة بتحسين أوضاعهم المادية والمعنوية، وقام بعضهم بإغلاق أبواب المكاتب وقاعات الجلسات، وحدثت بعض المشادات بين المتقاضين والموظفين بسبب تعذر المحاكم في نظر قضاياهم، مشيرين إلي أنه صدرت 4 قرارات من وزير العدل تتعلق بالجانب المادي فقط فيما أهملت المطالب المعنوية وهو ما دفعهم إلي الاعتراض، وأكدوا أن اعتصامهم مستمر في ظل التهديدات المباشرة والمستمرة من الهيئات القضائية لرموز الإضراب ورؤساء النقابات الفرعية بالحبس أو الفصل أو النقل .
وفي أغسطس 2102 قام الآلاف من محافظة الغربية والمنيا والوادي الجديد وبني سويف بقطع الطرق احتجاجاً علي تكرار واستمرار انقطاع الكهرباء عدة أيام لأوقات كثيرة بسبب تخفيف الأحمال؛ وهدد الأهالي وقتها بعدم دفع قيمة الفواتير في حال استمرار انقطاع التيار الكهربائي؛ وطالب الأهالي بإقالة مسئولي شركة الكهرباء، وكانت هناك تهديدات من شباب محافظة الوادي الجديد حيث تبادلوا رسائل علي موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" هددوا فيها بإحراق الكشك الرئيسي المحول للكهرباء بمدينة الداخلة لإجبار المسئولين عن الكهرباء للتدخل السريع وإصلاح الأعطال، كما قام العشرات من أهالي قري محافظة المنيا بالتظاهر وقطع الطريق الزراعي بسبب انقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات بشكل منتظم علي مدار اليوم، كما أوقف الأهالي حركة المرور وهددوا بالامتناع عن دفع فواتير الكهرباء بسبب سوء الخدمة .
وفي سبتمبر فوجئ المارة بشارع قصر العيني وتحديداً أمام مجلس الوزراء بقيام عمال شركة النيل لحليج الأقطان بالمنيا وأغلبهم من الصعايدة الذين يرتدون الجلباب البلدي بخلع ملابسهم الخارجية والوقوف أمام مجلس الوزراء بالملابس الداخلية يهتفون ضد المسئولين بمجلس الوزراء لعدم التدخل لدي صاحب الشركة الذي توقف عن صرف رواتبهم لأكثر من عام الأمر الذي دعاهم للحضور من المنيا والوقوف أمام مجلس الوزراء والهتاف ضد المسئولين، والأغرب من ذلك قيام عدد منهم بعد خلع ملابسهم بالوقوع علي الأرض لفترات طويلة مما استرعي انتباه المارة الأمر الذي استدعي تدخل أجهزة الأمن بعمل كردون أمني حولهم حتي لا يحتك بهم المارة .
وأعلن المعلمون في سبتمبر عن إضرابهم عن العمل في أول أيام الدراسة وأشاروا إلي أن ذلك سيتم بأشكال مختلفة فالبعض سيضرب بشكل كامل ويستمر في الاعتصام والبعض الآخرسيتواجد بالمدرسة دون الدخول إلي الفصول للمطالبة بالكادر الخاص وتوفير حياة كريمة لهم ورفع الأجور بما لايقل عن 3 آلاف جنيه وتطوير المنظومة التعليمية ورفع العلاوة السنوية، وتواجدت خيام المعتصمين أمام بوابات مجلس الوزراء، وكذلك استقبل العاملون والإداريون أول أيام العام الدراسي الجديد في عدد من الجامعات الحكومية بالإضراب عن العمل للمطالبة بتحسين أوضاعهم المالية، واقتحم المئات من موظفي الجامعات الحكومية جامعة القاهرة واحتشدوا تحت قبة الجامعة لمطالبة وزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات بالحصول علي بدل الجامعة أسوة بأعضاء هيئة التدريس والمشاركة في اختيار القيادات الجامعية.
وفي سابقة لم تحدث من قبل في مصر حدثت في شهر يوليو الماضي حيث اطفأت أفران شركة أسمنت طرة نيرانها التي لم تطفأ منذ إنشاء الشركة منذ ثلاثينيات القرن الماضي ليتوقف الإنتاج بشكل كامل نتيجة اعتصام نحو 004 من عمال مقاولي الباطن الذين يعملون من الخارج في الشركة وقيامهم بإغلاق بوابات الشحن بمصنع أسمنت طرة مطالبين بإنهاء عقودهم مع المقاولين وتعيينهم مما أدي إلي توقف خروج المنتج من المصنع وعدم قيام الشركة بتوفير حصص الوكلاء المتعاقدين معها .
وفي نوفمبر الماضي شهدت العيادات والمستشفيات شللا وزحاما كبيرا من المرضي بسبب إضراب الأطباء بمحافظات مصر استجابة لدعوة النقابة العامة للإضراب للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية وتحقيق مطالبهم بتطبيق كادر الأطباء وتحسين وتطوير المستشفيات .
يقول د.ايهاب الدسوقي "أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية: في رأيي الشخصي لا أعتبر المظاهرات مطالب فئوية لأن المطالب الفئوية تعني قلق مجموعة أو فئة معينة لطلب ميزة أو شيء معين لكن هذه المظاهرات كانت تطالب بحقوق مشروعة نتيجة لظلم وقع عليهم، فلا يعقل حتي يومنا هذا أن يحصل مدرس علي راتب 003 جنيه وهو المسئول عن تطوير التعليم وتربية النشء وخاصة عندما يكون هناك من يحصلون مرتبات تفوق المليون جنيه داخل مصر، وهذا لايمنع أنه كان لهذه المظاهرات تأثير سلبي علي الاقتصاد المصري نتيجة لتعطيل عجلة الإنتاج أحيانا والمرور أحيانا أخري وإحداث نوع من عدم الاستقرار. ويضيف الدسوقي قائلا نتيجة لهذه الضغوط استجابت الحكومة لبعض المطالب وأري أن ذلك كان خطأ لأن هناك فئات لم تفكر في التظاهر فعندما وجدت أن فئات أخري أخذت حقوقها بعد المظاهرات فقرروا الاعتصام والمطالبة بحقوقهم مثل الآخرين وكان يفترض وضع برنامج إصلاحي واضح ومتدرج بعد معرفة جميع المطالب لدي جميع الفئات وحلها.
وعن الرأي القانوني للاعتصامات الفئوية يقول المستشار عبد الراضي أبو ليلة "رئيس محكمة جنايات القاهرة والمرشح الرئاسي السابق"المطالب الفئوية لفئات المجتمع التي ظهرت بعد ثورة يناير كان البعض فيها يقومون بقطع الطرق وهذه الواقعة تشكل في حقهم جناية طبقا لقانون العقوبات،أما المطال الفئوية عن طريق التظاهر السلمي أمام الجهات والمصالح الحكومية فحق مشروع علي الا تضر الآخرين.
ويضيف أبوليلة قائلا: ظهرت هذه المطالب الفئوية علي مدي واسع بعد الثورة لأن أصحاب هذه المطالب لم يجرؤوا علي المطالبة بها قبل الثورة نظرا لما كان عليه نظام الحكم السابق من كبت وتكميم للأفواه، كما يجب ألا يترتب علي هذه المظاهرات تعطيل للعمل في المصالح ووحدات الحكومة وإذا تم ذلك سيكون جريمة يعاقب عليها القانون لأن تعطيل العمل يترتب عليه الإضرار بكثير من فئات الشعب الأخري التي لاذنب لها في ذلك.
خبراء استبعدوا (الإفلاس) وآخرون متشائمون
الاقتصاد المصري.. إلي أين ؟
تصاعدت المخاوف خلال الفترة الأخيرة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في مصر، وهروب الاستثمارات الأجنبية، مما يثير التساؤلات حول كيفية إهدار ما يقرب من 15 مليار دولار من احتياطي النقد الأجنبي في مصر، مما يدفع للتساؤل عن مصير الاقتصاد المصري مستقبلا وبخاصة مع تصريحات خبراء اقتصاد يرون استحالة تعرض مصر للإفلاس.
التقرير الأخير الصادر عن وزارة المالية أكد أن الاحتياطي من العملات الأجنبية يتآكل، ووصل إلي مرحلة الخطر، وإذا لم تتمكن الحكومة من تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي بعد الحصول علي قرض الصندوق.. وأشار التقرير الي تراجع الاحتياطي من العملات الأجنبية لدي البنك المركزي ليصل الي 15 مليار دولار بنهاية نوفمبر 2012 بانخفاض 58٪ مقارنة برصيد بلغ 36 مليارا في ديسمبر 2010 وهو أعلي قيمة له.
وأكد د.ممتاز السعيد، وزير المالية، أن الاقتصاد المصري وصل إلي مرحلة صعبة للغاية ولابد من الحصول علي قرض صندوق النقد الدولي حتي نستطيع الخروج من الأزمة التي تهدد مصر بالإفلاس إذا لم نسارع بعمل إصلاحات اقتصادية جادة.
وأوضح السعيد أن الحصول علي قرض صندوق النقد الدولي أصبح أمراً في غاية الأهمية لأنه شهادة حقيقية أن الاقتصاد المصري قادر علي التعافي، مشيرا إلي أنه لا مجال للتفكير في رفض القرض، لافتا إلي أنه حال إتمام القرض سوف نستطيع جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية مطالبا بضرورة هدوء الوضع السياسي المصري والعمل علي زيادة الإنتاج حتي نتمكن من تحقيق نسب نمو نستطيع من خلالها إيجاد فرص عمل حقيقية للشباب.
وأكد السعيد أن العجز الكلي بالموازنة الحالية قد يتراوح بين 185 مليار جنيه ومائتي مليار، إذا استمرت الأوضاع الحالية دون تغيير، لافتا إلي أن الإيرادات العامة لا تغطي سوي 60٪ من حجم الإنفاق العام، الأمر الذي وضع الحكومة أمام ثلاثة بدائل لا رابع لها، إما خفض الانفاق العام بنسبة كبيرة للقضاء علي العجز، أو تحقيق زيادة في حجم الإيرادات العامة، أو العمل علي الجانبين معا وقال إن الخيار الثالث هو ما سعت له الحكومة، من خلال إعداد البرنامج الإصلاحي الاقتصادي الاجتماعي، وحزمة من التعديلات التشريعية علي قوانين الضرائب هي جزء من هذا البرنامج، مشيرا إلي أن الحكومة كانت تستهدف زيادة حجم الإيرادات، وترشيد الإنفاق العام بنحو 40 مليار جنيه، ومع تأجيل تطبيق الإجراءات الإصلاحية أكثر من مرة، فنحن نأمل أن تحقق حزمة الإجراءات نحو عشرة مليارات فقط خلال العام المالي الحالي علي أقصي تقدير.
كما كشف تقرير وزارة المالية عن ارتفاع العجز الكلي للموازنة العامة ل4.5٪ خلال الفترة من يوليو- نوفمبر2012-2013 ليصل الي 80.7 مليار جنيه، مقابل 58.4 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام السابق.
الخبير الاقتصادي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد السيد النجار قال إن هناك 34.4 مليار دولار تراجعا في الاحتياطي النقدي المصري، وسيتم الاقتراض بحوالي 40 مليار دولار ديوناً خارجية، وقرض صندوق النقد الدولي أربعة مليارات وسنصل إلي حوالي 45 مليار دولار ديونا علي مصر.
وأضاف، إن وزارة المالية تتحمل جزءا كبيرا من الفشل الذي شهده الاقتصاد المصري، مشيراً إلي أن الميزانية الختامية كشفت أن العجز 203 مليارات جنيه في الميزانية الماضية والربع الأول من العام الحالي تم اقتراض أكثر من 50 مليار جنيه، والمتوقع أن يصل إلي 230 مليار جنيه.
وأشار إلي أن ما ورثناه 962 مليار جنيه دينا داخليا في عام 2011 والدين الخارجي ارتفع وتراجع وعاد وارتفع، موضحاً أن الدين المحلي وصل إلي 238 مليار جنيه ويقفز بصورة متتابعة حتي تجاوز الدين المحلي أكثر من 1000 مليار جنيه.
وأوضح أنه حتي الآن لم يتم رفع الحد الأدني من مرتبات الموظفين في الحكومة، مؤكداً أن السياسة المالية تزيد من عجز الموازنة في الدولة وتنعكس علي ارتفاع الأسعار وتزيد معاناة المواطن.
وأكد أن مصر هي الأعلي بين الدول النامية والدول المتقدمة في التضخم والذي وصل إلي 10٪ في مصر، مشدداً علي أن البنك المركزي ليس له دخل في الموقف الحالي للموازنة.
فيما قال الخبير الاقتصادي شيرين القاضي إن هناك انخفاضا في الاستثمار بمعدل 3.5٪ في النصف الأول من العام المالي 2012 مقارنة بنفس الفترة في العام السابق . كذلك انخفضت الصادرات بنسبة 4.7٪ في نفس الفترة مع الزيادة في الواردات بنسبة 6٪.. وأضاف : الانخفاض في الاستثمار يرجع لعدم وضوح الرؤية الاقتصادية، وتضارب القوانين التي تتبناها الحكومة الحالية. كذلك انخفاض الصادرات التي نتجت عن عدم استقرار العملية الإنتاجية.
ومن المتوقع استمرار تلك العوامل حتي يتم وضع مجموعة واضحة من القوانين التي تتبناها الحكومة بثبات. لذلك نتوقع النمو ألا يتعدي 1.5٪ في العام المالي 2012.
ويوضح أن هناك تراجعا في الاحتياطي النقدي إلي 15.2 مليار دولار في نهاية أبريل 2012 من 36 مليار دولار في يناير 2011 وبذلك فهو يغطي ثلاثة شهور واردات .
كما أن هناك انخفاضا في تدفقات النقد الأجنبي من الاستثمار المباشر واستثمار الحافظة مع انخفاض الصادرات والسياحة هم العوامل الرئيسية التي أدت إلي تراجع الاحتياطي الأجنبي . بالرغم من الإعلان عن تحسن في مؤشرات السياحة إلا أن انخفاض الاستثمارات من العوامل الرئيسية وليس من المتوقع أن تتحسن في المستقبل القريب نظرا لعدم الاستقرار السياسي . لذلك نحن نتوقع انخفاض سعر الصرف إلي متوسط 6.5 جنيه مصري/دولار علي مدار 2012
فيما يري الخبير الاقتصادي الدكتور هاني توفيق أن البلاد في وضع غير مستقر وهناك حالة من غياب الرؤية السياسية في البلاد، كما أن البلاد تعاني من حالة من الانقسام مما سيؤثر علي الاقتصاد بوجه عام، ولكن لو حدث استقرار أمني وسياسي ستعود الاستثمارات الأجنبية الهاربة من البلاد وسيستطيع الاقتصاد المصري تعويض جزء من خسائره.
ويري إن انهيار الاحتياطي النقدي سيؤدي إلي تدني الأسعار بشكل مبالغ فيه، مما يؤدي إلي انخفاض القيم السوقية للأسهم في السوق مما سيؤثر عليه بشكل سلبي.
وأوضح أن هناك استحواذا لمستثمرين عرب علي قطاعات حيوية في السوق المصري مستغلة تدني الأسعار في السوق، وهذا أمر غير مقبول لأنه سيضر بالاقتصاد وبالسوق المصري علي المدي البعيد.
وأشار إلي أن الحكومة الحالية تفتقر الي التجانس والرؤية الصحيحة، فضلا عن أنها حكومة قصيرة الأجل فشلت في إدارة البلاد، بالإضافة إلي سياستها المتخبطة التي تعبر عن قصر الرؤية وعدم وجود خبرة سياسية واقتصادية واضحة لإدارة البلاد، والحفاظ علي الاقتصاد.
ويري الخبير الاقتصادي الدكتور صلاح جودة أن الأحداث المؤسفة التي تمر بها البلاد ستؤثر سلبا علي أداء الاقتصاد المصري مما أدي إلي هروب العديد من الاستثمارات الأجنبية الموجودة بالفعل في السوق المصري مع استمرار الأوضاع المؤسفة الحالية.
وانتقد الحكومة المصرية الحالية، مؤكدا أن الحكومة فشلت في إدارة الأزمة الاقتصادية، خاصة فيما يخص الخسائر الفادحة التي تشهدها البورصة، وهروب رؤوس الأموال.
فيما وضع الدكتور عبدالخالق فاروق خارطة إنقاذ مصر اقتصاديا متمثلة في إعادة هيكلة الموازنة العامة للدولة، ضم الهيئات الاقتصادية مرة أخري التي خرجت عام 1979 وأهمها هيئة البترول وهيئة قناة السويس، والبنك المركزي والبنوك التابعة، لأن فوائضهم يجب أن تدخل الخزانة العامة للدولة، ولكنهم يستهلكون الفوائض في عصابة المافيا لقيادات البترول وقيادات قناة السويس والبنك المركزي والبنوك الحكومية، وتطهير قطاع البترول من كل قياداته، وتشكيل لجنة وزارية لبحث ملف الغاز الطبيعي وتحديد سعره، لان الغاز ممكن يوفر لنا من 5 - 01 مليارات دولار.
وأشار إلي أن الدين المحلي قضية خطيرة وقد يؤدي إلي انهيار اقتصادي ولغم خطير، فالدين المحلي تحول الي تريليون جنيه، لذلك لابد من وقف طرح أذون الخزانة والسندات وإعادة هيكلة الدين الداخلي، لوقف عجز الموازنة العامة للدولة.
بسبب جنون الأسعار :
(جيوب المصريين).. الخاسر الأكبر في 2102
حالة من الغليان في الشارع المصري أشعلها ارتفاع الأسعار التي ضربت العديد من السلع الغذائية ، الأمر الذي أشعل جيوب المواطنين البسطاء الذين لا يجدون قوت يومهم ، ارتفاع الأسعار جاء نتيجة سياسات الحكومة الخاطئة وارتفاع معدلات التضخم مما جعل الحكومة تلجأ إلي رفع الأسعار لحل الأزمة المالية الحالية ، ولكن المواطن البسيط هو الذي دفع الثمن باهظا.
ارتفاع الأسعار شمل السلع الغذائية ، حيث شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال 21 شهراً، وتزايدت في الفترة الأخيرة، ووفقاً لتقرير الغرف التجارية ارتفعت أسعار زيوت الطعام بأنواعها بنسبة تتراوح بين 01 و03٪ والمسلي والألبان ومنتجاتها ما بين 4 و8٪ والزبادي02٪.
ارتفاع الأسعار لم يقف عند ارتفاع أسعار السلع الغذائية بل شمل أسعار الكهرباء أيضا ، حيث قررت الحكومة زيادة أسعار الكهرباء، وقالت إنها للشرائح الأكثر استهلاكا، وقال وزير الكهرباء بلبع إن 7 ملايين مشترك لن تطالهم الزيادة التي سيتم تطبيقها بداية من الشهر الحالي، وتسعي إلي زيادة أسعار الغاز الطبيعي الواصل إلي المنازل، يأتي ذلك قبل أشهر قليلة من زيادة أسعار وقود السيارات.
(آخر ساعة) رصدت آراء المواطنين حول ارتفاع الأسعار ، في البداية ، يقول محمد محمود (63 سنة) إن الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد الآن هي السبب في ارتفاع الأسعار. وأن هناك ارتفاعات كبيرة في الأسعار خاصة أسعار السلع الغذائية ، والضحية في النهاية هي المواطن البسيط الذي يتحمل الأعباء المالية في ظل ظروف اقتصادية صعبة .
بينما يقول إبراهيم عبد الكريم (73 عاما) إن ارتفاع الأسعار لايتناسب مع الأوضاع المالية للمواطن ، ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وأشار إلي أن الحكومة الحالية لا تعبر عن حال المواطن البسيط بل تزيد الأعباء علي كاهله وهو الذي يتحمل النتيجة في النهاية ، مطالبا الحكومة بضرورة إعادة النظر في سياستها من جديد.
بينما أكد أيمن متولي (33 عاما) إن موجة ارتفاع الأسعار خلال عام 2102 كانت أكبر موجة لارتفاع الأسعار في البلاد منذ سنوات طويلة. مشيرا إلي ضرورة أن تضع الحكومة المواطن البسيط علي رأس أولوياتها لتخفيف الضغوط عليع في ظل أوضاع مالية سيئة لا يمكن تحملها .
ويؤكد أن هناك ثورة جياع قادمة في البلاد إذا لم تتحسن الأوضاع المالية ، والمؤشرات الاقتصادية تؤكد ذلك خاصة مع ارتفاع ديون مصر .
التقرير الأخير لغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، يقارن بين أسعار السلع الغذائية في 2102 ومثيلاتها منذ 4 سنوات.
وبحسب التقرير فإن أسعار السكر علي سبيل المثال شهدت ارتفاعا بلغت نسبته 45٪ ليصل سعر الكيلو إلي5.15 جنيه في أكتوبر الماضي بعد أن كان 53.3 جنيه في 9002 و2.4 جنيه في 0102 ثم يصل إلي 6 جنيهات في 1102 ويشير التقرير إلي انخفاض سعر السكر بمقدار 41٪ مقارنة بين العامين الحالي والماضي.
أما الأرز فقد كشف التقرير عن ارتفاع أسعاره بنسب خيالية خلال السنوات الثلاث الماضية، بنسبة بلغت 5.011٪ وربما كان هذا الارتفاع المبالغ فيه هو السبب الحقيقي في قرار وزارة الصناعة والتجارة بحظر تصديره خلال العام 0102 ووفقا للتقرير فقد ارتفعت أسعار الأرز من 9.1 جنيه للكيلو في 9002 إلي 5.3 جنيه في 0102 ليرتفع إلي مستويات قياسية في 1102 إلي 3.5 جنيه، ليهبط بنسبة 42٪ في العام الجاري مستقرا عند سعر 4 جنيهات.
وارتفعت أسعار الزيوت الخليط بنسبة 16٪ خلال 2102 عن 9002 حيث سجل سعر اللتر في 9002 ما قيمته 52.5 جنيه، ليصل إلي 55.5 جنيه في 0102 ليقفز إلي 56.8 جنيه في 1102 ثم إلي 54.8 جنيه في العام الجاري، بتراجع طفيف نسبته3.2٪.
وكان الفول هو الآخر إحدي السلع التي شهدت ارتفاعا واضحا بلغت نسبته 82٪ حيث ارتفع السعر من 7.3 جنيه في 9002 للعبوة زنة 005 جرام إلي 4.5 جنيه في العام 1102 ثم انخفض إلي 57.4 جنيه العام الماضي بنسبة 21٪.
ويكشف التقرير عن ارتفاع أسعار البيض بنسبة 11٪ خلال السنوات الثلاث الماضية، وقفز سعر الطبق03 بيضة من 81 جنيها في 9002 إلي 55.12 جنيه في 0102 ليهبط إلي 91 جنيها في 1102 ثم يرتفع مرة أخري إلي 9.02 جنيه في 2102. ويشير تقرير الصناعات الغذائية إلي ارتفاع أسعار المكرونة بنسبة 38٪ فقد ارتفع السعر من 1.12جنيه للعبوة زنة 500 جرام في 2009 إلي 1.25 جنيه في 2010 ثم هبط إلي 7.1 جنيه في 2011 و1.55 جنيه في 2102. بينما ارتفعت أسعار اللبن المعقم المعبأ في أكياس زنة نصف لتر بنسبة 45٪ من 2009 إلي 2012 حيث ارتفعت أسعاره من جنيهين في 2009 إلي 2.9 جنيه في 2012 في حين ارتفع سعر اللبن المعقم »العبوات« زنة اللتر بنسبة 35٪ محققا 6.4 جنيه العام الماضي، مقابل 4.75 جنيه للتر في 2009.
أما سعر الجبن الأبيض فقد أكد التقرير ارتفاعه من 6.01 جنيه في 9002 إلي 9.11جنيه في 0102 ثم إلي 7.21 جنيه في 2102 بارتفاع نسبته 02٪ وأوضح أن سعر الدقيق الفاخر استخراج 27٪ حقق ارتفاعا بنسبة 54٪ ليسجل سعره 55.3 جنيه، بعد أن كان 54.2 جنيه في 9002 ثم 3 جنيهات في 0102 و56.3 جنيه في 1102.
وجاءت أسعار البطاطس الطازجة في قائمة السلع القليلة التي سجلت هبوطا في السنوات الثلاث الماضية، وفقا للتقرير، بنسبة 43٪ حيث استقرت أسعارها عند مستوي 1.2 جنيه في أغسطس الماضي مقابل2.3 جنيه في 0102 للكيلو. تلتها أسعار البصل التي حققت انخفاضا بنسبة 51٪ مقارنة بأسعار 0102 لتستقر عند جنيهين للكيلو بدلا من 50.2 جنيه في 0102 للبصل الأحمر، و5.1 جنيه للبصل مقابل 52.1 جنيه في1102.
وعلي صعيد الخبراء ، الخبير الاقتصادي الدكتور صلاح جودة أكد علي ضرورة أن تعيد الحكومة النظر في سياستها من جديد ، فضلا عن ضرورة اتخاذ التدابير السريعة اللازمة لتغطية احتياجات المواطنين الأساسية دون تحميلهم أعباء ضريبية أو تحميلهم فروق ارتفاع الأسعار.
ويؤكد إن هناك ارتفاعا في نسبة الدين المحلي لأجهزة الموازنة العامة إلي الناتج المحلي في نهاية سبتمبر 2102 إلي7.96٪ ليسجل تريليونا و6.832 مليار جنيه، مقارنة بنحو تريليون و5.91 مليار جنيه في نهاية سبتمبر 1102 حسب التقرير الشهري لوزارة المالية .
وأضاف : أن صافي الدين المحلي لأجهزة الموازنة العامة نحو تريليون و87 مليار جنيه بنسبة 7.06٪ من الناتج المحلي، مقارنة بنحو 7.56٪ مليار جنيه في نهاية سبتمبر 1102 بنسبة 5.55٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح أن الزيادة المحققة في رصيد الدين المحلي لأجهزة الموازنة العامة في نهاية سبتمبر 2102 ترجع بالأساس إلي زيادة إصدارات أذون وسندات الخزانة، ليصل رصيد كل منهما إلي 714 مليار جنيه و6.692 مليار جنيه علي التوالي، مقارنة بحوالي 053 مليار جنيه و3.122 مليار جنيه في نهاية سبتمبر 1102 نتيجة زيادة الاحتياجات التمويلية للدولة.
بينما يري الخبير الاقتصادي الدكتور مختار الشريف إن الحكومة الحالية عليها أن تعيد النظر في سياسة الاقتراض ، وسياسات رفع الأسعار لأن المواطن البسيط هو الذي يتحمل الأعباء في نهاية الأمر.
وأضاف أن البلاد الآن تتعرض لأزمة اقتصادية كبيرة علي الحكومة تداركها بدلا من أن تتعرض البلاد للإفلاس أو قدوم ثورة جياع .
وأكد أن المعدلات التي وصلت إليها المؤشرات الاقتصادية خطيرة وتعد مؤشرا خطيرا لما يمكن أن يكون عليه الحال في المستقبل .
فيما توقع تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي أن يرتفع معدل التضخم في مصر من 7.9٪ عام 2102 إلي 4.11٪ في 3102 متأثرًا بمخططات الحكومة لتخفيض الدعم الذي تنفقه علي السلع والطاقة، بحسب تقرير المؤسسة الدولية.
وصنف التقرير، مصر ضمن ست دول بالمنطقة تعد الأكثر تأثرًا بصدمات أسعار الغذاء العالمية، مع ارتفاع نسبة واردات مصر الغذائية، وحذر من أن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود في الفترة المقبلة من المرجح أن يساهما في إضعاف الأداء الاقتصادي لمصر.
وتواجه مصر والعديد من دول الربيع العربي ضغوطًا متزايدة منذ عام 0102 لزيادة الإنفاق الاجتماعي، وفقًا لتقرير الصندوق، إلا أن معدلات الزيادة في الإنفاق العام بمصر منذ ذلك التاريخ تبدو أقل مقارنة بدول أخري شهدت تظاهرات اجتماعية واسعة مثل الأردن وتونس، بحسب رصد صندوق النقد.
عام متخم بالأزمات في وزارة الصحة
المرضي يسددون فاتورة اعتصام (البالطو الأبيض)
عانت وزارة الصحة والسكان العديد من المشاكل طوال العام المنصرم 2102 من إضراب للأطباء بدأ في مارس وعاد ليتجدد في أكتوبر من نفس العام لتحقيق رغباتهم في إقرار كادر يليق بهم لتحقيق حياة كريمة فخرج البعض منهم في مسيرات رافعين شعارات مطالبة بحقوقهم وتم إعداد قانون الكادر فضلا عن قضية الأدوية وتسعيرها وارتفاع بعض الأصناف بعد أن أعلنت الإدارة المركزية للصيدلة عن توفير البدائل وتم الانتهاء من جلسات مشروع قانون التأمين الصحي الشامل الذي فتح جلساته مع المجتمع المدني وكل المختصين ولقد قام الدكتور عبدالحميد أباظة مساعد وزير الصحة ببذل أقصي جهوده لكي يخرج قانونا الكادر والتأمين للنور بعد مشاركته في اجتماع اللجان المختصة والذي يرأس أكثر من لجنة للنهوض بالمنظومة الصحية وقام بالتنازل عن بدلات الاجتماع للوزارة والعاملين بها وسوف نقوم بعرض أهم مشاكل الحصاد وكيف تغلب عليها المسئولون بوزارة الصحة
قررت الجمعية العمومية الطارئة لنقابة الأطباء تعليق الإضراب الجزئي، الذي بدأ منذ شهر أكتوبر الماضي، بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة، إلي مارس المقبل، لحين عقد الجمعية العمومية العادية للنقابة العامة.
ووافقت الجمعية علي إلغاء كافة التحقيقات التي تمت بالنقابات الفرعية ووزارة الصحة ضد الأطباء المضربين عن العمل ، كما أقرت الجمعية إرسال خطاب إلي وزارة الداخلية لتعميم إدارات شرطة المرافق الطبية بكافة المراكز الصحية.
من جانبه، أكد الدكتور خيري عبد الدايم، نقيب الأطباء، أن وزارة الصحة أرسلت مشروعا بقانون إلي مجلس الشوري لتغليظ العقوبات ضد المعتدين علي المستشفيات للبت فيه وإقراره خلال الفترة المقبلة.
وكان المئات من الأطباء، قد نظموا مسيرة جنائزية، من أمام مسجد عمر مكرم وحتي مبني ماسبيرو، رافعين نعوشا رمزية، مرتدين ملابس سوداء و(البالطو الأبيض( للمطالبة برفع ميزانية الصحة و إقرار كادر الأطباء.
ردد الأطباء خلال المسيرة هتافات منها (الإضراب مشروع مشروع ضد الفقر وضد الجوع) و(القضية في الميزانية).
واتهم الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة أطباء القاهرة، الحكومة، بالقضاء علي أهداف إضراب الأطباء الذي بدأ مطلع أكتوبر الماضي وإن الاتهام الرئيسي يقع علي عاتق مسئولي الدولة الذين تركوا الأطباء يضربون عن العمل لأكثر من ثمانين يوما بدون الاستجابة لمطالبهم التي تهدف لإنقاذ المنظومة الصحية، رغم استجابتها السريعة لمطالب العديد من الفئات الأخري، كما أن بعض المطالب الأخري كانت لا تحتاج إلي أي تمويل مثل قانون تأمين المستشفيات.
وانتقدت اللجنة العليا للإضراب عدم اهتمام الدولة بالقطاع الصحي والفرق العاملة في قطاعاته المختلفة، وهو ما يؤكد تمسكهم بنفس السياسات التي تؤدي لتدمير المنظومة الصحية.
في السياق قالت نقابة أطباء القاهرة إن مواد الصحة في الدستور الجديد كارثية وأنها ستزيد من سوء الخدمة الصحية المقدمة للمصريين .
وأعلنت النقابة رفضها لمواد الصحة بالدستور، مؤكدة أنه لا يحمي حق المواطنين في علاج مجاني، ويبقي علي الوضع الحالي .
من جانبها قالت عضو مجلس نقابة الأطباء والمنسق العام لحركة أطباء بلا حقوق د. مني مينا ، إن الدستور الجديد لا يحمي حق المواطنين في علاج مجاني ويفتح الباب لخصخصة التأمين الصحي ، لا يضمن خدمة علاجية موحدة لجميع المصريين ، ولا يجعل العلاج بالطوارئ بالمجان ويكرس للوضع المأساوي للصحة الآن.
كما أنه يبقي علي الوضع الحالي للنقابات المهنية ولا يتلافي عيوبه، موضحة أنه لا توجد جهة محايدة للفصل بين الطبيب والمريض في حال الخلاف.
مشيرة إلي أنه تم النص علي أنه يتم توفير نصيب عادل فيما يتعلق بميزانية الصحة دون الالتزام بالحد الأدني المتفق عليه عالميا وهو 51٪.
وقال أمين عام نقابة أطباء القاهرة، د. إيهاب طاهر إن مواد الصحة بالدستور لا تعطي ضمانة للمريض لتوفير علاج مناسب.. وأوضح أنهم قدموا عدة مقترحات للتأسيسية ولم تأخذ بها، وأنهم حذفوا ما ينص علي أن خدمة الطوارئ تقدم بالمجان، وأن هناك نية لخصخصة الخدمة الصحية.
وأشار إلي أنه لم يتم النص علي عمل جهة واحدة تشرف علي تقديم الخدمة الصحية.. وقال إن الدستور يفرق في تقديم الخدمة بين الفقراء والأغنياء ، كما أن الرعاية الصحية لا تغطي كافة الأمراض، وأن هناك خطرا علي الحريات النقابية.
وأوضح أنه صوت ب " لا " علي الدستور، لافتا إلي أن إقرار مثل هذا الدستور سيزيد الوضع الصحي سوءا.. وأضاف " أنه تم إلغاء العديد من العبارات التي كانت موجودة في المادة قبل تعديلها وإخراجها بصورتها النهائية كان من ضمنها أن "للنقابات الطبية دورا في الإشراف علي المستشفيات الطبية وتم حذف هذه العبارة خوفا من أن تكون النقابات رقيبا قويا علي مديري المستشفيات.
تحرير سعر الدواء
صرح نقيب الصيادلة الدكتور محمد عبدالجواد بأنه لا يوجد تحرير لسعر الدواء في مصر علي الإطلاق، وتحرير سعر الدواء جريمة كبري، لأن المجتمع المصري بالكامل يدفع ثمن الدواء من جيبه الخاص حتي الآن، ولا يوجد تأمين صحي شامل، ولا يوجد دولة في العالم حررت سعر الدواء سوي مصر.
وعن قرار وزير الصحة السابق فؤاد النواوي قال ليس له علاقة بتحرير سعر الدواء إنما له علاقة بوجود نظام للتسعير للأخذ في الاعتبار أرخص دولة تسعر الدواء الحديث، وما أشيع عن تحرير سعر الدواء ترفضه النقابة شكلاً ومضموناً، لأنه يضر بالمواطنين.. وكانت توجد محاولات كثيرة من الوزراء لتحديد سعر الأدوية أوضح أن نقابة الصيادلة والغرفة وجميع العاملين في صناعة الدواء وقفوا ضد قرار أحد وزراء الصحة السابقين بتحرير سعر (الأسبرين) لأنه ليس من المقبول أن يتم تحرير سعر الدواء في مجتمع يدفع ما يقرب من 08٪ من عدد سكانه ثمن الدواء من جيبه.. ويتم تحرير سعر الأدوية عندما يوجد لدينا تأمين صحي شامل وناجح، حينئذ نستطيع تحرير سعر الدواء.
منوها أن سبب البلبلة من وقت لآخر هو الفهم الخاطئ للقرار، لأن هناك عدة طرق لتسعير الدواء، منها النظر لأسعار الدواء الذي تم تسجيله في دولة أجنبية، وتقارنه بالوضع الاقتصادي المحلي.
أعلنت الإدارة المركزية لشئون الصيدلة عن نقص 67 صنفًا دوائيًا، مؤكدة أن جميع هذه الأصناف لها بدائل تتوافر في الأسواق.
وأشارت إلي أنه يمكن الإبلاغ عن نواقص الأدوية علي الخط الساخن رقم 731 وفقا للنشرة الدورية لنواقص الأدوية التي تصدرها وزارة الصحة والسكان.
ومن بين الأصناف الدوائية الناقصة التي أعلن عنها المنشور الدوري الصادر في 71 ديسمبر، قطرات ومراهم للعين مثل "ميكوناز أورال" جيل لعلاج عدوي العين وله مثيل "تيراميسين" مرهم عين، و"ميفنكول" مرهم عين وله بديل "ايزبتوفينيكول" قطرة عين، وكذلك قطرة "بريزولين" لعلاج حساسية العين والبديل لها "نافكون" قطرة، و"أبيكسول" لعلاج ضغط العين المرتفع والجلوكوما وله مثيل وهو قطرة "بيتوبتيك".. ومن العقاقير الناقصة بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض الصدرية كومبيفنت بخاخ وله بديلان وهما فنتال بخاخ , فنتولين بخاخ ، وأقراص بريكانيل 5.2 مجم ومثيلها إيرونيل 5.2 مجم أقراص، وبريكانيل شراب03 مجم / 001 ملي ومثيله إيرونيل 03 مجم001 ملي، وميوكوسولفان شراب 51 مجم5 ملي ومثيله يوكوسولفان شراب 51 مجم5 ملي.
وضمت النشرة علاجات أدوية للأمراض المزمنة منها بيتالوك 001 مجم أقراص لعلاج القلب ومثيله لو برس 001 مجم أقراص، وسيدوفاج 0001 مجم أقراص لعلاج السكر ومثيله جلوكوفاج 0001 مجم أقراص - ديافاج 0001 مجم أقراص.
ومن بين الأدوية الموجودة في النشرة الدورية للنواقص مضادات حيوية ومضادات للحساسية، ومنها "كومتركس" أقراص لنزلات البرد والأنفلونزا وبديلها "كونجيستال" أقراص "نايت أند داي" أقراص"نوفلو" أقراص، "أفيل ريتارد" مضاد للحساسية وبديلها "أناليرج 4 مجم"،"اسينشيال فورت" لتحسين وظائف الكبد وبديله "هيبافورت" كبسول، "كونترولوك" لقرحة المعدة ومثيله بانتوبرازول،"وبون وان" لعلاج العظام والكساح، و"الجازون" لآلام العظام ، و"سيدالاك" ملين وبديله "دوفالاك"، و"أنتينال" مطهر معوي وللإسهال ومثيله "دياكس"، و"ريتارين بنسلين" طويل المفعول ومثيله "ديبوبن فيال".
التأمين الصحي
أعلن مساعد أول وزير الصحة، رئيس اللجنة القومية للتأمين الصحي، د.عبد الحميد أباظة، الانتهاء من عقد رابع جلسات الحوار المجتمعي لمسودة قانون التأمين الصحي الاجتماعي الشامل، مع نقابة الأطباء والصيادلة وتم ضم الفلاحين أخيرا .
وبدأت أولي الجلسات مع نقابات التمريض والعلاج الطبيعي والعلميين والعلوم الصحية، ومن المقرر أن تعقد الوزارة جلسات مع باقي النقابات تباعاً والأحزاب السياسية للانتهاء من الحوارات المدنية في شهر مارس القادم.
وأشار أباظة، إلي أن الجلسة الثانية للحوار المجتمعي قد شهدت مناقشات واستفسارات بناءة، مؤكدا أن جميع الآراء والتعليقات التي تم طرحها سيتم الأخذ بها سواء في القانون ذاته أو في لائحته التنفيذية ولن يتم تجاهلها.. وأشار إلي استمرار عقد هذه الجلسات مع النقابات والأحزاب تباعاً حتي تتمكن اللجنة من الاستفادة من الآراء المختلفة وإضافتها لمسودة القانون أو لائحته التنفيذية.
وقال أباظة "إن هذه هي المرة الأولي لمؤسسة قومية تلتقي مع جموع الفلاحين والممثلين عنهم في النقابة الخاصة بهم، وهو الأمر الذي يدعو للإشادة بدور اللجنة القومية لمسودة قانون التأمين الصحي في زيارتها لمقر نقابة الفلاحين والتقائها بأعضاء النقابة تمهيدا لضمهم لأول مرة لمظلة التأمين الصحي الاجتماعي الشامل".
يذكر أن الجلسة شهدت مناقشة تعريف كلمة "فلاح" وهو كل من امتهن الزراعة وليس لديه رزق آخر، سواء كان مالكا يقوم بالدفع علي الحيازة- أكثر من عشرة أفدنة أراضي طينية أو عشرين فدانا أراضي صحراوية – أو عاملا أجيرا " ثابتا أو موسميا " لا يدفع شيئاً.
وتم مناقشة مصادر التمويل المقترحة، مثل دفع ضريبة بنسبة 1 في الألف علي تعاملات الصناعات الغذائية والإنتاج الزراعي والتجارة الزراعية، إضافة إلي تحصيل جزء من الغرامات الزراعية لصالح النظام تجريف ، بناء ، مخالفات الري، مخالفة الدورة الزراعية .. إلخ، وكذلك ضريبة بنسبة 1 في الألف علي الصادرات والواردات الزراعية ورسم مالي علي الفلاحين العاملين بالخارج.
وتقوم اللجنة بتوجيه خطاب رسمي لنقابة الفلاحين للمساعدة في عمليات الحصر الخاصة بالحيازات والعمالة ووضع تصورات للدراسة قبل البدء لتجنب مشاكل مبادرات الحصر السابقة.
وتقوم النقابة أيضاً بدراسة إمكانية تحصيل الاشتراكات من الفلاحين في الجمعية العمومية ثم إخطار اللجنة بالنتيجة.
قانون كادر
وافقت اللجنة المشكلة لإعداد مشروع كادر الأطباء ، والتي يرأسها الدكتور عبد الحميد أباظة، مساعد وزارة الصحة، علي ضم الفنيين وعمال خدمات المعاونة للكادر.
قال الدكتور حافظ شوقي وكيل أول نقابة العلاج الطبيعي وعضو لجنة الكادر، أن مستشار وزير التنمية الإدارية، عرض خلال اجتماع لجنة الكادر بوزارة الصحة، التدرج الوظيفي للكادر لربط بالتدرج المالي.
وأكد وكيل نقابة العلاج الطبيعي ، أن اللجنة بحثت مصادر تمويل مشروع الكادر، نافياً أن يكون في نية وزارة الصحة إلغاء تكليف خريجي المهن الطبية، في مقابل إقرار الكادر.
وأضاف شوقي، أن الإداريين العاملين بوزارة الصحة، تعكف الوزارة حالياً علي إعداد مشروع كادر لهم ملحق بكادر الأطباء، حتي لا توصم الوزارة بالتمييز بين العاملين في الحقل الطبي، مشيرا إلي أن مشروع الكادر سيكون جاهزا للعرض علي وزير الصحة، تمهيداً لتقديمه لمجلس الوزراء ورئيس الجمهورية خلال فترة وجيزة .
من جهته، طالب الدكتور خيري عبدالدايم نقيب الأطباء ورئيس اتحاد المهن الطبية، الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بالإسراع في الانتهاء من وضع الوصف الوظيفي والتدرج الإداري للأطباء للانتهاء من المشروع.
ورداً علي ذلك، أكدت جيهان عبدالرحمن رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، أنه لم يتم الانتهاء من إعداد المسار الوظيفي لأعضاء المهن الطبية المدرجين ضمن مشروع الكادر حتي الآن، مشيرة إلي أنها أصدرت تعليمات لقطاع ترتيب الوظائف بالجهاز، للإسراع في إعداده قبل نهاية الأسبوع الجاري.
وقال عبدالحميد عبد الجواد، رئيس النقابة العامة للعاملين بالخدمات الصحية، "إن الكادر سيشمل فريق العمل من مقدمي الخدمة بنسب متفاوتة بين الأطباء والصيادلة وهيئة التمريض والفنيين والخدمات المعاونة، الذين بدونهم لا تكتمل الخدمة العلاجية بالمستشفيات".
أحلام المصريين السياسية..گوابيس!
المصريون تطاردهم الكوابيس السياسية. واقع مؤلم يحتاج إلي دراسة علمية من جانب علماء النفس، فشتان بين ثورة يناير وأجوائها التي ملأت قلوب الناس بالتفاؤل والتطلع إلي مستقبل يتجاوز معاناة الماضي ويقفز علي سنوات الاستبداد والديكتاتورية ويرسم ملامح غد أكثر إشراقاً، وبين الحاضر الذي يعيشه المصريون حاليا من تزاحم التفاصيل الكئيبة وتناطح رموز القوي السياسية ما بين دعاة الثورة والليبرالية والإسلاميين ، ليدور في رحي المشهد الملتبس ملايين البسطاء والمطحونين غير العابئين بخلافات الدستور ، هم فقط يحلمون بحياة تحقق ما خرجوا لأجله في ثورة جأرت حناجرهم بشعاراتها "عيش، حرية، عدالة اجتماعية".
لم يعد مُدهشاً ذلك الحلم الذي يراه كثيرون في يقظتهم وفي أسرة نومهم، فبعدما ودع الفقراء، زوار الفجر من رجال أمن الدولة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، حل زائر ليل جديد لا يطرق الأبواب هذه المرة، بل يزاحم ليل مضاجعهم، في شكل كوابيس، يرون فيها مشاهد مزعجة لدمار ونار ويسمعون فيها دوي طلقات رصاص وأنين أطفالهم خلف شرفات المنازل، وتلك كلها علامات تؤكد أن القلق والتوتر والإحباط ضرب حياتهم في مقتل ووأد أحلامهم الباسمة وحولها إلي أوجاع نهار وكوابيس ليل تكاد تمضي في طريقها كأبجدية خوف تبدأ ولا تحدد لنفسها موعداً لإسدال ستار.
الاضطرابات النفسية تسللت إلي أعماق المصريين واجتازت حدود الدرجات الطبيعية التي يحددها خبراء النفس، ولعل الدراسة التي أعدها رئيس مركز الطب النفسي والعصبي في جامعة عين شمس الدكتور محمد غانم بعد ثورة يناير 2011 تكشف جانباً من هذا التحول في سيكولوجية المواطن المصري خلال العامين الأخيرين، إذ تؤكد النتائج العلمية التي توصلت إليها الدراسة إصابة أكثر من 17٪ من المصريين باضطرابات نفسية، وأن 10٪ مصابون بالوساوس، والسبب هو إصابة تلك الفئات المهمشة بالإحباط، حيث توقعت حدوث انتعاشة بعد الثورة مباشرة مصحوبة بتحسن معيشتها سواء من إيجاد فرص عمل أم زواج أم ارتفاع في معدلات الدخول، لكن اكتشف الجميع أنه لا شيء تغير ليعود الإحباط إلي صدارة المشهد مجدداً.
الشائعات مفتاح الخوف
أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي في جامعة عين شمس الدكتور إيهاب عيد، عكف علي دراسة هذه الظاهرة ليضع تحليلاته النفسية لأسباب تورط المصريين في كوابيس تحمل مشاهد محبطة وأجواء قتل وترويع، من واقع قراءته للمشهد السياسي الراهن في مصر وكذا من رصده لحالات مرضية عدة تزور عيادته النفسية بانتظام للوقوف علي أسباب هذه الكوابيس المزعجة.
يقول د. إيهاب: في الأجواء المتوترة والحالة المشحونة والهدوء المشوب بالحذر تتولد التربة الخصبة للشائعات، والرعب من المجهول، وانتظار وقوع البلاء ثانية بثانية، يستنشق شعب ذكي، طيب، فطرته سليمة بأكمله وبكل طوائفه وفصائله هذا الهواء الملوث والملبد بالغيوم، فيختلط بدمه، ليجري في عروقه فيصل إلي كل خلية في جسده وأحاسيسه ومشاعره وانفعالاته وفكره وعقله الباطن والظاهر ووعيه ولا وعيه. ونتيجة لهذا التوتر المستمر وعدم الاستقرار الذي لا تبدو له نهاية، إضافة إلي توابل الإعلام الموتر Stressful Media التي لا مفر منها والتي أضحي الأطفال الصغار يرددون مفرداتها كأنها أغنية "ماما زمانها جاية" للفنان محمد فوزي، أمثال كلمات: الاستقطاب، والاحتقان ، والدستور، ونعم ولا.. إلخ!
يضيف الخبير النفسي المعروف: بيد أن ذلك الرضيع الشهير الذي بكي في أغنية "ماما زمانها جاية" - و أخاله الآن أصبح في الأربعينيات أو الخمسينيات من عمره - بكي لعدم شعوره بالأمان Loss of sense of Security وطمأنه أبوه في الأغنية بأن أمه سوف تأتي، ولو لم يتوافر الشعور بالأمان لذلك الطفل أو لأي طفل أو مراهق أو أي تلميذ أو طالب أو أي إنسان في طور النمو لن يقف نموه Growth ولكن سيتقلقل ويضطرب وسيتباطأ تطوره الوظيفي لمخه وأجهزته وأعضائه Functional Development. فالنبتة التي زرعت في صوبة تحميها من أن تقتلع بسبب العواصف والرياح أقوي وأنضج بعكس الأخري التي نزع عنها غطاء الصوبة حتي لو توافر السماد والغذاء والضوء و الماء. إنه غطاء الأمن والأمان!
يتابع الدكتور إيهاب عيد: الآن أري المشهد علي الأرض، وأقرؤه علي صفحات وجوه المصريين في الشوارع وفي الحافلات العامة والسيارات وفي المرافق، والمتاجر وحتي المتنزهات.. أري وجوماً، واكتئاباً وقلقاً يزداد معدله يوماً بعد آخر. أري عتبة الاستفزاز والغضب باتت منخفضة جداً Low Thresh old Value بمعني أن أرواح من يعيشون علي هذه الأرض أصبحت في أنوفهم، وأصبح الأطفال والمراهقون الذين ألتقي بآبائهم في العيادات والمستشفيات وهي في تقديري الترمومتر النفسي أو مكان ضبط رمانة الميزان السلوكية للطفل والمراهق وكل أفراد الأسرة الطبيعية في هذه الآونة يشتكون من عصبيتهم، وعنفهم ، وعدوانيتهم، وتوثبهم واندفاعهم، بخلاف ازدياد مناظراتنا للحالات الإكلينيكية في الاضطرابات السلوكية كافة لدي الأطفال والمراهقين، أيا ما كان توجه أسرهم، مؤيدين، معارضين، كنبة.. إلخ، الكل زادت عنده مشاكل النسيان والاستهتار، ونقص التركيز والإفراط في الحركة، والاكتئاب ، والسرقة ، والكذب ، والتبول والتبرز اللاإرادي، والثأثأة، والأحلام المفزعة والعادات الجنسية الغريبة ، ومص الشفاه ، والجز علي الأسنان، وجنون شد الشعر Tricotelomania واضطرابات النوم والأكل والرُهاب، وتوقف الكلام وهرش وحك الجلد.. إلخ.
وأجدني مجبراً أن أقارن هذا المشهد بالمشهد المعاكس تماماً، في زيارتي أخيراً إلي برشلونة بإسبانيا في مؤتمر عالمي لسلوكيات الأطفال والمراهقين، وكيف لم يقطع صمت الحافلة التي كنا نستقلها سوي بكاء هادئ لطفل صغير لأي سبب كان وأري رد فعل الأبوين والركاب غريبا علينا جداً وهو الضحك. ليس ضحك الساخرين، بل ضحك من يستمتعون برؤية برعم ينمو في أمان في كنف أبويه، وبكاء هذا الرضيع شبيه ببكاء رضيع "محمد فوزي"، فالأمان في عودة أمهما بعد مشوار قصير أو ما شابه ، وهناك أيضاًOffer مثل "شنطة وفيها بطة ووزة بتقول واك واك واك.. إلخ".
والسؤال: هل يمكن أن نوفرهذه الشنطة الآن لإسكات الرضع؟ أم نغنيها فقط لإسكات الطفل؟ مثلما نضع في فمه "التيتينا" البلاستيكية لإخراسه، أو إقناعه أنه بهذه الطريقة يأكل! وبالمثل "نام ننا نام .. واجيبلك جوزين حمام". هل أصبح زوج الحمام في متناول أهل الطفل؟ وكم طفل في مصر يعرف الآن ما هو أصلا الحمام!
أتصور أنه بالنسبة إلي كثير من أطفال شعبنا اليوم معلوماتهم عن الحمام تشبه معلوماتي الحالية عن اليمام والتي وحتي سني هذه لا أعرفه ما المقصود به. بالمناسبة أنا أزعم أن مصر من أكثر بلاد العالم استيراداً ل"التيتينات Pacifiers"!
ويضيف عيد الذي يعمل في الوقت ذاته أستاذاً في معهد دراسات الطفولة بالجامعة أشرف حاليا علي رسالة الماجستير لإحدي تلميذاتي المجدات اسمها هبة الله سيد محمود بعنوان "دراسة درجة الطموح والانتماء لدي طلاب الجامعات المصرية قبل وبعد ثورة 25 يناير" وفي ظروف ما أسماه العالم بالربيع العربي والتي أظهرت المؤشرات والقراءات الأولية لها وبشكل غير رسمي أن درجة الطموح تتأرجح مع الأحداث السياسية تماماً كالبورصة صعوداً وهبوطاً، وإن كانت تلك "الهبوطات" في الذكور أكثر تكراراً!
وأري أن "خلطة فوزية" من المشاعر السلبية الحالية هي التي تنتاب أفراد شعبنا وتفترس أطفاله وتلتهم أحلامه وطموحاته من إحباط وخيبة أمل وقلق واكتئاب واهتزاز في الثقة، وإحساس بعدم الثقة في أي شخص حتي ولو كان أخاك، وتخوين وتشكيك واغتراب Alienation وغربة، وتوجس الخيفة دائماً ناهيك عن الأعراض النفسجسمية Psychosomatic.
من أطرف المشاهد التي إلتقطتها في طابور الاستفتاء للدستور، عدم تصديق المواطن الذي كان يقف أمامي في الطابور أن لجنة 17 (التي ينتمي هو إليها) ليست في طابور اللجنة 16 (التي أنتمي أنا لها) والذي يقف كلانا فيه، برغم إخباره أن إبني الذي كان يقف معي تنبه إلي ذلك وذهب وعاد وانتخب في ثوان، وأريناه إصبعه بل يده ملطخة بحبر اللجنة، لكنه لم يصدق، وقلت له إن رجلاً رأيناه أنا وهو يقول للناس ومعه أفراد الأمن بزيهم العسكري قالوا إن لجنة 17 سريعاً من هنا، وأحسسنا أنا وإبني محمد ذو ال19 ربيعاً والرجل الذي كان يقف أمام ذلك الأخ المواطن أنه يشك بنوايانا أو يخوننا لنأخذ مكانه أو "نشتغله" كما نسميها هذه الأيام في قاموس المصريين حتي أننا قلنا له: "عموما براحتك، إنت مونسنا" وبعدها بفترة طويلة تثبت من الحقيقة وذهب! الأغرب أن هذا الموقف رأيته يتكرر أكثر من 3 مرات في الطابور ذاته. الكل لا يصدق الكل! ثمة حالة عامة من التخوين، وكأن الأصل هو عدم الشفافية.
وإذا كان الدكتور إيهاب عيد فتش عن جذور مشكلة الكوابيس السياسية التي تطارد مضاجع المصريين وربطها بالواقع المؤلم الذي نعيشه من كذب وزيف وترويج للشائعات والفتن، مؤكداً أن العودة إلي السلوكيات الإيجابية هي أقصر طريق لعودة الأحلام السعيدة، فإن خبيرة التنمية البشرية رانيا المارية هي الأخري تري أن عودة الأحلام الجميلة مازالت في مساحة الممكن لكنها تري أن الحل للوصول إلي نوم هادئ هو تجاوز المشكلات الحياتية من حولنا والعمل علي تحقيق أحلامنا في الواقع أولاً، لأن هذا سينعكس بدوره علي أحلام نومنا، وسيطرد الكوابيس من مضاجعنا.
مازالت الأحلام ممكنة
تتساءل خبيرة التنمية البشرية رانيا المارية: رغم كل ما نمر به من توتر وأحداث مضطربة هل مازلنا نتذكر كيف نحلم؟ أم يجب علينا أن نتعلم معني وكيفية الحلم مجدداً بعد ما تحول الحلم الي كابوس؟ ذلك لأن العقل يبني إدراكه علي آخر تجربة، فماذا يمكن أن يكون وكل الأحداث تدفعنا إلي الإحباط، ولا يتوقف عند هذا القدر ولكن نجد العقل اللاواعي يفتح نفس الملفات المحيطة بالشخص، فنجد أنفسنا في دائرة متصلة من الحزن والإحباط. فهل مازال في إمكاننا الحلم والتمني ووضع الأهداف وتحقيقها؟ أم هذا الحلم بات صعب المنال!
وتعود رانيا المارية لتجيب عن ما طرحته من تساؤلات لتؤكد: الأحلام ممكنة مهما كانت الظروف، لكن يجب أن يكون لها معايير خاصة كي تكون ممكنة، وللخوض في إمكانية ومشروعية الأحلام يسأل كل فرد فينا نفسه عدة أسئلة متتالية ويجيب عنها، فيجد طريقه إلي الحلم.
والسؤال الأول الذي نبدأ به رحلة حلمنا، ما الهدف الذي أريد تحقيقه؟ فكي يكون الحلم ممكناً يجب أن نحلم بهدف واضح ومحدد، بمعني أن أكون أنا شخصياً أعرف ما أريد أن أحققه، وأراه أمامي رؤية تجعلني أستطيع أن أضع خطوات محددة للوصول إليه. فكلما وضح الهدف أصبحت خطوات تحقيقه بسيطة ويسيرة. والسؤال الثاني، ماذا يعني لي هذا الهدف ليعرف كل واحد منا أهمية هدفه في حياته، وبالتالي يكون الدافع إلي تحقيقه واضحاً أمام عينه، فلا يكل من مواصلة الطريق حتي نهايته.
والسؤال الثالث، ما هو المقياس والمعيار لتحقيق هذا الحلم، ويمكن تحديده بالإجابة عن عدة أسئلة متي أريد تحقيق هذا الهدف؟ وفي أي فترة زمنية؟ وكيفية تحقيقه؟ وما نسبة الجودة التي أريد تحقيقها؟ فعندما أحدد الهدف ويكون قابلاً للقياس، حينها أستطيع أن أسأل نفسي عن تقييمي لهدفي وأستطيع أن أقيس بمرور الوقت الكم الذي حققته في هدفي وكيفيته والفترة الزمنية التي استغرقها، وبالتالي أتمكن من الإجابة عن السؤال الرابع، الذي يتلخص في كلمتين: "قابلية التحقيق"، بمعني هل يستطيع الإنسان تحقيقه؟ أي أن هذا الهدف غير محال حتي لا نكون مثل دون كيشوت، الرجل الذي حارب طواحين الهواء.
وعند التحقق من إمكانية تحقيق الهدف تبدأ عملية مسماها التخيل الابتكاري بمعني أنك تتخيل نفسك وأنت محقق هذا الهدف، وتكون صورة ذهنية واضحة لنفسك بعد تحقيقك للهدف، وتشعر بالأحاسيس التي ستتلازم مع تحقيقك لهذا الهدف، وتجعل هذا الهدف يؤثر علي كل جوانب حياتك وتستشعر الحالة النفسية والشعورية والوجدانية كأنك فعلاً حققت الهدف وأخيراً تؤكد رانيا المارية: حينما نتعلم كيف نبني أحلامنا بطريقة صحيحة في الواقع سينعكس ذلك لا شك علي أحلام نومنا، وسنشعر بقدر كبير من الراحة والاستقرار النفسي، ومهما كانت الظروف السياسية التي تمر بها البلاد مرتبكة فبإمكاننا أن ننظر إلي الجانب المشرق من كل شيء، ونتجاوز النظرة السوداوية للأمور، حتي نهرب من كوابيس الليل، ونجعل أحلام نومنا تتوافق مع أحلام واقعنا.
أبرز شائعات 2012
نهاية العالم .. موت مبارك .. هروب ووفاة المشاهير
ما بين عام وآخر تنمو الشائعات، التي كثرت في هذا العام بشكل لافت، حتي أنها لم تترك جانبا من جوانب الحياة، ماجعل الكثيرين يطلقون علي 2102 عام الشائعات علي اختلاف أنواعها، فتنوعت بين قتل وهروب وموت، وشائعات أخرجت الواقع السياسي عن مساره.
الشائعة الأبرز كانت نهاية العالم وما تنبأ به حضارة المايا في امريكا اللاتينية، وانتشر علي جميع المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي عن أن يوم 21 ديسمبر سيشهد نهاية العالم مسببة حالة من الذهول والهلع في العالم كله حول شائعة نهاية العالم في 21 ديسمبر 2012 والجميع كان في حالة ترقب هل ستصدق هذه النبوءة أم أنها من وحي الخيالات وترويج الشائعات، وبالفعل كانت نهاية العالم في 2012 علي قائمة شائعات هذا العام .
وتأتي شائعة وفاة الرئيس السابق حسني مبارك الأكثر تكراراَ في 2012 فمنذ خضوعه للمحاكمة حتي الآن تكرر خبر وفاته أكثر من مرة، ومع كل مكان كان ينتقل إليه المخلوع تتجدد الشائعات، وكان بدايتها عندما أكدت تقارير صحفية أن الرئيس مبارك دخل في غيبوبة تامة وأنه توفي إكلينيكيا، واحتلت الشائعة صادرة المشهد الإعلامي، وتجددت الشائعة عند نقل المخلوع لسجن طرة في يونيو 2012 لتنطلق شائعة وفاة المخلوع مجددا أثر إصابته بجلطة في المخ.
ومن أشهر الشائعات لهذا العام خبر استقلال محافظات مصر وعلي رأسها خبر استقلال مدينة المحلة الكبري التابعة لمحافظة الغربية عقب الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس مرسي في 22 نوفمبر 2102 والذي بدأ علي آثاره انتشار شائعات استقلال محافظات مصر واحدة تلو الأخري، فانتشرت شائعة عن استقلال محافظة الإسكندرية ومن بعدها الفيوم.
وعلي المستوي السياسي تعد شائعة عزل الرئيس محمد مرسي من قبل أعضاء المحكمة الدستورية، من أبرز الشائعات، حيث أشيع أن أعضاء المحكمة الدستورية قاموا بعقد اجتماع مغلق للعمل علي عزل الرئيس من منصبه، وهي الشائعة التي تم نفيها حيث إن المحكمة لا تملك في اختصاصاتها المقررة، مثل هذا الإجراء الذي نسبته إليها وسائل الإعلام.
وتأتي شائعات اعتقال الرموز السياسية التي كان لها ظهور كبير علي الساحة السياسية هذا العام من أكثر الشائعات ترددا، مثل إطلاق شائعة اعتقال القيادي السياسي محمد البرادعي وممدوح حمزة .
ومن طاردتهم شائعات الاعتقال، طاردتهم أيضا شائعات الهروب، فلقد تردد كثيراً عن خبر هروبهم من البلاد نظرا للظروف التي تمر بها وكان علي رأسهم ممدوح حمزة وحمدين صباحي ، ومحمد البرادعي .
ولم تقتصر شائعات الهروب من مصر علي السياسيين فقط بل امتدت إلي بعض الفنانين، من أكثرهم "ليلي علوي" التي أُشيع مؤخرًا عن هروبها من مصر وانتقالها للعيش في دولة الإمارات، وبدورها نفت علوي هذه الشائعة، وأكدت بأن بعض الأشخاص روجوا لتلك الشائعة .
كذلك عقب إعلان الرئيس "محمد مرسي" عن الإعلان الدستوري، طارت شائعة تفيد ترك عادل إمام وعائلته مصر، هو وجميع أفراد أسرته هربًا إلي باريس، وقد نفي "إمام" وقتها هذه الشائعة جملة وتفصيلا.
ومن أشهر شائعات الوفاة الخاصة بالسياسيين، كانت شائعة وفاة رئيس حزب المؤتمر المصري عمرو موسي إثر إصابته بأزمة قلبية خلال مشاركته في فعاليات جمعة 'حلم الشهيد' بميدان التحرير.
وهي نفس الشائعة التي طالت رئيس حزب الدستور الدكتور محمد البرادعي لكن في أغسطس، التي أكدت وقتها وفاته عقب دخوله غرفة العناية المركزة بميونخ.
تظل شائعة 'الوفاة' هي الأبرز في عالم شائعات المجال الفني، ومن أبرز ما نالهم النصيب هذا العام، الشاعر أحمد فؤاد نجم (الفاجومي) الذي ترددت شائعة وفاته أكثر من مرة في العام ذاته.
وهو خبر تكرر مع الفنان عادل إمام، وبعد نفيه ظهرت شائعة من نوع آخر وهي هروبه خارج مصر بسبب الأحوال السياسية التي تمر بها البلاد حاليا.
كذلك تردد أكثر من مرة خبر وفاة الفنان يوسف شعبان الذي نفي أكثر من مرة خبر وفاته، وضمت قائمة وفيات الفن عددا كبيرا من المشاهير العديد علي رأسهم الفنان محمود عبد العزيز ورجاء الجداوي.
وتأتي شائعة مقتل بشار الأسد لتختتم آخر ما أطلق هذا العام من الشائعات، بعد ما نقل الخبر وتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
وعلي المستوي الاقتصادي ، كان لشائعة إفلاس مصر الحظ الأوفر، فقد أشيع أكثر من مرة وعلي مدار العام أن مصر علي أعتاب الإفلاس، وأن مخزونها الاستراتيجي من الغذاء وغيره في وضع النفاد، ليمر العام دون أن تتحقق النبوءة.
ويعلق د . رشاد عبدالطيف أستاذ علم الاجتماع علي نمو الشائعات وتداولها بهذه الطريقة بين أوساط المجتمع أن الشائعة وباء اجتماعي وظاهرة مدمرة يجب مقاومتها والقضاء عليها وترجع أسباب ترديد الشائعات إلي انعدام المعلومات وندرة الأخبار بالنسبة للجماعة وغالبا نجد أن الشائعة تحتوي علي جزء صغير من الأخبار أو الحقائق لكن بعد ترويجها تحاط بأجزاء خيالية حيث يصعب فصل الحقيقة عن الخيال.
تتفق معه في الرأي الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع أن عام 2012 من الأعوام المليئة بالأحداث السياسية والاجتماعية وغيرها وكثرة الأحداث، وعلي غرار هذه الأحداث تكاثرت الشائعات، خاصة أنه في ظل التواصل الاجتماعي الذي ساعدت عليه الوسائل الحديثة، وطبيعة مجتمعنا التي تكمن في القيل والقال، كما أن التمني كثيرا ما يأتي علي شكل شائعات يطلقها البعض تمنيا لها، مثل الشائعات التي أخذت تلاحق البعض هذا العام من القتل والهروب وغيرها .
أهمها الأمن والاستقرار وفرص العمل
3102 هل تحقق تطلعات المصريين؟
رحل عام 2012 حاملاً معه ألامه وأحزانه، انتصاراته وأفراحه، ليستقبل المصريون عاماً جديداً يتمنونه عاماً أفضل خاليا من الصعاب والمشكلات، عاماً ينقل مصر للأمام، ويحقق أحلامهم التي طالما ثاروا من أجلها علي نظام فاسد عشش فوق رؤوسهم طوال ثلاثين عاماً.
تحققت بعض أحلام أهل بلدي، خلال العام الماضي، فأصبح لديهم حكم مدني لأول مرة في التاريخ، وسطروا بأنفسهم دون عون من أحد تاريخاً جديداً لوطنهم بعد أن اقتلعوا حكماً مستبداً من جذوره المتغلغلة، وقرروا ألا يعودوا مجددا لزمن الطاغية الديكتاتورية، وها هم يواصلون الحلم في عام جديد يتطلعون فيه للأفضل لمستقبلهم ومستقبل وطنهم.
"آخر ساعة" ناقشت المواطنين في أحلامهم وتطلعاتهم في العام الجديد 3102، فاكتشفنا أنها أبسط من أن تكون أحلاماً وربما يمكن أن نطلق عليها جميعاً حقوقاً يسعون للحصول عليها رغم أنها مكفولة لهم بحكم الإنسانية، فهم لا يحلمون سوي بالاستقرار والأمن والأمان، يحلمون بعيش كريم يحقق لأولادهم مستقبلاً أفضل.
سلمي السيد، طالبة بالفرقة الرابعة، بكلية الألسن بجامعة عين شمس، أعربت عن سعادتها الشديدة لما تحقق في العام المنصرم، من إنجازات وأهمها إقرار الدستور الجديد، وانتخاب رئيس مدني ممثل لكل المصريين، ولكنها تمنت أن يتم تعديل المسار الحكومي بحيث يستطيع الرئيس إتمام مهامه المنوط به تأديتها.
وتحلم إنجي حمدي، عضو حركة 6 إبريل، بأن تعود مصر في العام الجديد لقيادة الدول العربية، وأن تكون محور الأحداث والمحرك الرئيسي لها في المنطقة، ويحلم أيضا باستعادة الأمن والاستقرار وهما ما يفتقده المصريون بشدة، وأعتقد أن إعلاء القيم الأخلاقية يعد إحدي الآليات التي تساعد علي استعادة الشعور بالأمن، أحلم أيضا بأن يكون هناك وعي وحراك سياسي في مجتمع يسمح بقبول كل الحركات السياسية ومظاهر التفاعل السياسي، وأن يحكمنا رئيس لديه القدرة علي توقع الأزمات ووضع حلول لها قبل وقوعها، وأن يكون حريصا علي إعلاء المصالح العليا للوطن والحفاظ علي المكتسبات المصرية القومية.
وقالت سامية محمود: "نفسنا نشوف مصر ديمقراطية، فلم يكن عندنا ديمقراطية من قبل، ولم نكن نعرف معني الديمقراطية، وعشان كدا محتاجين نشر الوعي لأن كل صوت فينا بيفرق، والشباب بدأ يشعر بذلك، ويتأكد أن صوتنا بيفرق وهذا ما حدث في فترة الاستفتاء الدستوري".
وتقول أسماء السيد: "طموحاتي أن أري مصر بلدا ديمقراطيا تسود فيه الحرية المسئولة، بحيث نلتزم جميعا بالقانون الذي يجب أن يطبق علي الجميع.
أما محمود الصباغ فطالب الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي بالإسراع في القصاص من قتلة الشهداء ، لافتاً إلي أن قلب الآباء والأمهات لم يهدأ بعد كما أنهم لن ينتجوا ولن يشاركوا في الحياة السياسية إلا بعد استرداد حقوقهم الضائعة.
وأكد سليم حنفي "مراكبي" أن أحلامه لا تتغير عاماً بعد عام فهي ثابتة، كما أن الوضع في مصر لا يهمه علي الإطلاق فكل ما يهمه هو كسب قوت يومه من "الصيد" الذي يقتات عليه هو وأفراد أسرته ال"8" .
محمد عبدالعاطي، (55 سنة) عامل محارة، تنحصر أحلامه كلها في توفير لقمة العيش لأولاده، وكان يتمني أن تصبح الأحوال أفضل مما كانت عليه قبل الثورة، إلا أنه يري أن ذلك لم يحدث. ويقول: "أصبح حلمي هو مجرد البقاء علي قيد الحياة وتوفير الحد الأدني من ضروريات الحياة لأبنائي، وأتمني في العام الجديد أن تنظر الحكومة بعين العطف إلي الفقراء، وأن تواجه ارتفاع الأسعار التي فاقت طاقتي".
بينما قالت هديل الخطيب، طالبة جامعية، (19) سنة، يراودني حلم واحد، أن أتزوج من مصري يتبرع بنصف مرتبه شهرياً، من أجل شراء طعام يوزعه علي الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم، وتقول: "الفقراء يعانون بشكل بشع والثورة جاءت بالسلب عليهم، وأتمني أن تتغير أحوالهم في العام الجديد، والحلم الأهم بالنسبة لي هو مواجهة مشكلة البطالة التي استفحلت.
أما مازن حمادة، 14 سنة، فيقول: "أنا شفت مصر في الكتاب كان لونها أخضر ونيلها أزرق والشارع نضيف، لكن الشارع كله قمامة في كل مكان، ونفسي تكون مصر اللي في الكتاب هي مصر اللي في الشارع".
ويحلم جاسر محمد، (30 سنة)، بأن تكون مصر في العام الجديد أفضل كثيراً من السابق، وأن يكون هناك قدر من التوافق بين الفرقاء السياسيين، وأن تقل تلك الوقفات الاحتجاجية التي عطلت كل شيء في الوطن، وأن نساند الحكومة لتنهض بالبلد.
يضيف: "أما ما يجب أن أقدمه كشخص، فهو أن أكون صادقاً في عملي وأراعي ضميري فيما أقدمه من عمل للآخرين، وعلي كل شخص أن يتعامل مع الآخرين بالصدق والأمانة من أجل تقدم مصر ورفعتها".
وتقول ياسمين عبدالإله، طالبة بكلية الحقوق: " كل طموحاتي أن أري مصر بلدا ديمقراطيا تسود فيه الحرية المسئولة، بحيث نلتزم جميعاً بالقانون الذي يجب أن يطبق علي الجميع".
وطالب أحمد عماد، 35 سنة، الحكومة المصرية بالعمل علي عودة الأمن للمواطن البسيط، وقال: أحلامي مثل أي مواطن عادي: "أحلامنا بسيطة، أحلم بمصر جديدة فيها العدالة والديمقراطية والحرية وتبادل السلطة والحكم المدني والحرية، وأتمني أن أربي أولادي في أمان وسلام".
من جهته يحلم د.أحمد عبدالرحمن، أستاذ علم الأخلاق والفلسفة الإسلامية، بالمزيد من الحريات في العام الجديد سواء حكومة حرة، وشعب حر، وبرلمان حر، ومجلس وزراء قوي وحر وحاسم، وحركة عمالية حرة، ويضيف: "أحلم بمصر بلا خوف ولا إرهاب، أحلم بأن يحاسب كل رديء وأن يكافأ كل جيد، فالنظام السابق كان يحرص علي أهل الثقة وليس أهل الخبرة، لذلك أحلم بالخير الوفير لبلادي العظيمة.
يقول علاء عبدالعاطي "بائع متجول": رغم بلوغي سن الثلاثين إلا أنني لم أجد أي وظيفة تناسب مؤهلي وعملت "بائعا متجولا" لأكثر من 10 سنوات ومع ذلك لم أستطع الحصول علي شقة حتي أتزوج بها لذلك أتمني أن يكون عام 2013 فاتحة خير عليّ أنا وغيري من الشباب وأن نجد وظائف وتقل نسبة البطالة تحقيقا لأهداف الثورة.
مكرم سالم يقول: "أتمني في العام الجديد أن يكون هناك حد أدني وأقصي للأجور وأن تكون هناك رعاية صحية حقيقية لجميع أفراد الشعب المصري الذين هاجمتهم معظم الأمراض الوبائية وأن يتم إلغاء شرط استخراج شهادة فقر لكي نتعالج في بلدنا.
ويتمني محمد خالد، إنهاء دراسته بنجاح في الجامعة حتي يتمكن من إيجاد وظيفة مناسبة وشراء شقة بسيطة يبدأ بها حياته الاجتماعية، كما يتمني أن تستقر الأوضاع بالشارع المصري حتي يعود الاقتصاد للريادة لكي لا يحدث انهيار كما يتوقع بعض الخبراء.
بعد نشر الفگرة في »آخرساعة«:
وزارة البترول تتواصل مع صاحب اختراع "حارس الأنابيب"
بعد أيام قليلة من نشر "آخرساعة" حواراً مع الأخصائي الأمني في شركة القاهرة لتكرير البترول أحمد النجدي، الذي ابتكر نظاماً أمنياً جديداً باسم "حارس أنابيب البترول" يحمي شركات البترول وخطوطها والمنشآت الحيوية عموماً مثل أقسام الشرطة والسجون ومعسكرات الجيش، تواصلت وزارة البترول مع المخترع المصري وحددت موعداً لمقابلته في مقر نيابة التخطيط والمشروعات بالهيئة المصرية العامة للبترول حيث عرض النجدي اختراعه علي المختصين بالهيئة لتقييم التجربة وتحديد كيفية الاستفادة منها.
هذه الخطوة حملت في طياتها أملاً كبيراً للمخترع أحمد النجدي الذي بدأ منذ سنوات ابتكار اختراعه وتطويره ليكون بمثابة حارس حقيقي لكل المنشآت الحيوية في مصر، ومنها خطوط الغاز والبترول التي تم تفجيرها نحو 04 مرة دون التمكن من القبض علي الجناة.
وكان المهندس محمد عبدالظاهر رئيس مجلس إدارة شركة القاهرة لتكرير البترول أرسل خطاباً إلي اللواء حسام الدين سلامة رئيس الإدارة المركزية لتأمين المنشآت البترولية في وزارة البترول في 31نوفمبر الماضي، جاء فيه: "حرصا منا علي مصالح الوطن العليا ومساهمة في إظهار طاقات الشباب ودفعهم إلي ما هو في صالح الوطن وقطاع البترول فقد تقدم إلينا أحد الاختصاصيين بالإدارة العامة للأمن بالشركة بمشروع وابتكار جديد يساهم في حل مشكلة تفجيرات خطوط الغاز في سيناء ويقدم تأمينا أفضل لخطوط الخام والمنشآت البترولية.. لذا رأينا رفع الموضوع لسيادتكم إيمانا منا بحرصكم علي كل ما من شأنه مصلحة الوطن والحفاظ علي سمعته ومقدراته"، وأرسلت الشركة تفاصيل المشروع رفق هذا الخطاب.
وزير البترول أسامة كمال أحال الموضوع إلي الهيئة المصرية العامة للبترول، حيث أرسل المهندس محمد طاهر حافظ نائب الرئيس التنفيذي للهيئة للتخطيط والمشروعات خطابا إلي المهندس محمد عبدالظاهر سلام رئيس مجلس إدارة شركة القاهرة لتكرير البترول، جاء فيه: "بالإشارة إلي خطاب الشركة لوزارة البترول بشأن قيام أحمد محمد أحمد النجدي أخصائي بالشركة باختراع نظام جديد تحت مسمي (حارس أنابيب البترول) مسجل بمكتب براءات الاختراع، يرجي التكرم باتخاذ اللازم نحو التنسيق مع المخترع للقيام بعرض الاختراع المشار إليه علي المختصين بالهيئة لتقييم هذه التجربة وتحديد كيفية الاستفادة منها يوم الخميس 31 ديسمبر 2102 بمقر نيابة التخطيط والمشروعات بالهيئة".
يقول أحمد النجدي صاحب الاختراع: ذهبت في الموعد المحدد إلي مقر نيابة التخطيط والمشروعات بالهيئة، حيث كانت في انتظاري لجنة مشكلة من كبار المسؤولين بالهيئة لدراسة الجوانب الفنية في الاختراع وكيفية الاستفادة من الفكرة، علي أن تبدأ خطوات التنفيذ العملي قريباً.
وأضاف النجدي في تصريحات ل"آخرساعة": أنا متفائل بشأن تطبيق هذا النظام الأمني المبتكر في مصر سواء فيما يتعلق بالمنشآت البترولية أو المنشآت الحيوية عموماً، وأتمني أن تستجيب للفكرة وزارتا الدفاع والداخلية، لنضمن تأميناً كاملاً للأشرطة الحدودية في مصر وحماية أقسام الشرطة من الهجوم عليها أو فرار السجناء من السجون كما سبق وحدث أثناء أحداث ثورة يناير 1102 مؤكداً أنه يعمل باستمرار علي تطوير فكرة اختراعه وتقديم نماذج متطورة منها وبخامات محلية الصنع لا تكلف أعباء مادية كبيرة، كما أنها توفر قيمة الخسائر الضخمة التي تتكبدها مصر في حالة تسلل البعض إلي مصر عبر المناطق الحدودية وكذا عمليات تهريب السلاح وبخاصة من المنطقة الحدودية الغربية مع ليبيا.
وكانت "آخرساعة" قد نشرت في عددها الصادر بتاريخ 7 نوفمبر 2102 حوارا مع الأخصائي الأمني أحمد النجدي أثار ردود فعل مرحبة بفكرته الخاصة بتأمين المناطق الحدودية والمنشآت، وتحمل مسمي "حارس أنابيب البترول" وتم تسجيلها بمكتب براءات الاختراع التابع لوزارة البحث العلمي برقم 172/20/2102 وبخاصة مع تأكيده أن تطبيق هذه المنظومة الأمنية تجعل مصر تتفوق علي المنظومة الأمنية المعمول بها في إسرائيل، كما أشار النجدي إلي صعوبة اختراق هذا النظام الأمني الحديث، مؤكدا أنه وبالتجربة العملية كان يكتشف ثغرات في النظام أثناء مراحل تنفيذه فكان يعود ويلغي ما فكر فيه ويستحدث غيره، إلي أن توصل إلي الفكرة النهائية وجربها عمليا، والتي – بحسب تأكيده – من المستحيل اختراقها.
وتتلخص فكرة الاختراع في أنها منظومة جديدة لتأمين خطوط البترول والمنشآت الحيوية والأشرطة الحدودية ضد التخريب والسرقة والاعتداء من جانب أعداء أو مجرمين أو مخربين، ومثال علي حماية خطوط أنابيب البترول والغاز الطبيعي يتم في هذه المنظومة تركيب خطي حماية علي جانبي خط الأنابيب الأول يرسل إشارة لإدارة الأمن عند اختراقه محددا مكان الاختراق بدقة فإذا اجتازه المخرب واقترب من خط الأنابيب يقابله خط الحماية الثاني الذي يلقي القبض عليه آليا ودون تدخل عنصر بشري ويرسل أيضاً إشارة إلي الأمن بذلك لاتخاذ ما يلزم وقام المخترع بتجربة الفكرة عملياً ونجحت بامتياز فهو نظام مختلف وغير تقليدي وآمن للغاية وغير باهظ التكاليف.
الرجالة العوانس!
لماذا لا يُقبل الشباب علي الزواج؟!
" الذي يصف الزواج بأنه سجن، قل لي يا هذا: أي سجن هذا الذي يوفر لك أشهي الطعام، وأنظف الملابس، ورفاهية الأبوة دون عناء حمل أو ولادة، ومتعة الجنس الحلال.. ثم أضف علي ذلك؛ متعة الشخط، والنطر، واللوم، والعتاب، والتثريب للسجان المسكين" يعترف شادي عبد السلام في مقدمة كتابه »الرجالة العوانس« أنه يهاجم الرجل أكثر مما يدافع عن المرأة، عملا بمبدأ أن الهجوم خير وسيلة للدفاع. و يعرف أن تصرفه هذا قد يغضب الرجال، ويحيّر النساء، ويطرح تساؤلا بديهيا عن سر هذا الاندفاع الهجومي الساحق الماحق، لكنه يبرر ذلك بقوله: أنا لا ألعب هنا دور القاضي، بل أقوم بدور المحامي، ممسكا بتلابيب الخصم، فاضحا ثغرات دفوعه، مفندا كل ألاعيبه، مقسما ألا أتركه يفلت بجرائمه دون أن يعاقب بالتجريس!"
"وحسبي أن المرأة في بلدنا تتعرض لضغوط لا نهاية لها، بدءا من تفرقة الأسرة في المعاملة، ومرورا بحصرها وحصارها في نطاق تحكمه الغريزة، سواء بالتحرش الجنسي بها في الشارع، والأماكن العامة، أو بالوصاية الدينية المظهرية التي – كذلك – لا تري فيها ومنها إلا جسدا ينبغي مداراته أو التصرف فيه أو التخلص منه، وانتهاء بمأساة الزواج والطلاق أو الشرع في كليهما" لا يتوقف شادي في كتابه الصادر عن دار "إيزيس للفنون والنشر" عند تجريم امتناع الرجل عن الزواج، وتفنيد أباطيله في هذا الشأن وإنما يهتم من خلال آلية البحث برصد الرؤية الخاطئة لمجتمع صاغ منذ القدم مسلمات مغلوطة وتعامل معها علي أنها أعراف وتقاليد لابد من الالتزام بها. يؤمن المؤلف بأهمية تضمين ما يقول بإحصائيات أورد من بينها ما يؤكد علي إعالة المرأة وحدها لثلث الأسر المصرية، أما الثلثان الباقيان فإما تشارك المرأة في الإعالة بعملها، إلي جانب أعباء المنزل، وإما تتكفل بأعباء المنزل، لو كانت لا تعمل ويقول: من الغريب أن إحساس الذكور برجولتهم في بلدنا يتعاظم ويتمدد وينتشي وينتفخ، رغم أنه في كثير من البيوت والمناسبات والعائلات لا يلعب الرجل سوي دور ذكر البط!
ويحذر الكاتب مجتمعا لا يؤرقه سوي جسد المرأة، المنقبة لا تري في نفسها سوي جسد ينبغي إخفاؤه كأنه مدعاة للعار، ومرتدية البكيني لا تري في نفسها سوي جسد ينبغي إظهاره فجسدها مدعاة للفجر!
ويري أن المجتمع المعاق هو إذا مات فيه الرجل فإن أرملته تخونه إن تزوجت بعده، وإن ماتت المرأة فإن ألف عروس تظهر لرعاية الأرمل وأطفاله. إن تأخر الشاب في الزواج، يعك ويصاحب ويلعب علي النت وإن تأخرت الفتاة في الزواج فهي ملفوفة لفة هدايا في انتظار فارس الأحلام ولو جاي راكب جحش!
يفضح شادي تبريرات الممتنعين عن الزواج من الرجال بمختلف الأساليب سواء العلمية منها أو الفكرية أو حتي الملاحظات التي أخضعها لمنطق السخرية الحكيمة في استخلاص نتيجة واحدة هي أن الزواج حصن من الوقوع في الأخطاء العظيمة وتجنب المشاكل النفسية المعقدة.
ويستعرض الأسباب الحقيقية التي جعلت الرجال يعزفون عن الزواج في مصر فيذكر منها سرية العادة وتفريغ الكبت الجنسي دون مراقبة، حيث لا حاجه إلي مهر أوشبكة وشقة وعفش، يكفيه لاب توب ووصلة دش!
أما المشاكل الاقتصادية التي يتذرع بها الرجال ويقولون إنها تحول بينهم وبين الزواج فيرد عليها قائلا: أزمة السكن التي كانت تسيطر علي المجتمع في الثمانينات لم تعد قائمة بالعنف نفسه بسبب قانون الإيجار الجديد الذي يتيح البداية السهلة نسبيا، بينما أزمة الأسعار تعود إلي 53سنة مضت لم يتوقف فيها دعم الأهل حتي أنك تندهش لحجم التنازلات المقدمة بلا أدني فائدة أو رجاء، كما أن أكبر الفئات إقبالا علي الزواج هم الطبقات الأدني التي تجد قوت يومها بالكاد، وهو ما يدحض الزعم القائل بأن الظروف لا تسمح بالزواج.
ولا ينسي المؤلف أن يلوم الأزواج السيئين علي ما يفعلونه يوميا من جرائم (لا يعاقب عليها القانون) في حق زوجاتهم.
" الزوج الأحمق؛ هو ذلك الرجل الذي يتوقع من زوجته - دوما- أن تكون مثالية، لماذا لا يكون هو كذلك؟!"
" في شئون الكذب، الرجال أربعة: كاذب وقح: يعلم أن امرأته تكشفه ولا يهمه في شيء. كاذب واثق: يتقن الكذب ولا يلقي بالا لامرأته. كاذب أحمق: تفضحه أفعاله، وتعرف امرأته ما يخفيه، ولا يفطن هو إلي ذلك. كاذب مهزوز: لا يستره أسلوبه ويدخل في معارك يومية مع امرأته.. نسأل الله أن يكون من بيننا من ينتمي إلي نوع خامس.. كاره للكذب!"
أما إصرار الفنانة التشكيلية سوزان التميمي – صاحبة دور نشر إيزيس – علي تصميم غلاف الكتاب بشكل فني لا يهتم بالناحية التجارية جعلني أسألها إن كان ذلك يؤثر علي توزيع الكتاب ويعمل علي إقصاء كثير من الفئات وعدم الإقبال عليه؟
أكدت أن الفن يسعي إلي توسيع الدائرة والعمل علي كسب عيون جديدة وربح معنوي.
وقالت إنها تراهن دائما علي وعي القارئ المصري وأنها فوجئت بأن الفتيات هن أكثر الفئات شراء للكتاب.
2012 عام الانتخابات الرئاسية والانتهاكات الإنسانية
غادرنا عام 2012 الذي تساقطت آخر أوراقه منذ ساعات، أملاً بإشراقة سنة جديدة تبشر بالأمل والتفاؤل.. طويت صفحاته الزاخرة بالأحداث وبدأ عام جديد قد يكون أقل قسوة عن سابقه، الذي كان مختلفا نسبياً عن أي عام مضي.. فلا يقتصر 2012 في حصاده علي الصراعات والحروب الدائرة منذ سنوات ومحاولة إنعاش الاقتصاد العالمي وبخاصة منطقة اليورو، إنما شهد أحداثا من نوع آخر، فعام 2012 عام المناورات والتحالفات السياسية.. عام اشتعل فيه سباق الانتخابات الرئاسية في أنحاء العالم.. عام صعود ساسة وسقوط بعضهم ومحاكمتهم مع تجاهل المجتمع الدولي لانتهاكات ضد الإسلام والمسلمين كإبادة مسلمي بورما وحرق المصاحف والمساجد بالإضافة إلي كونه عاما مليئا بالكوارث الطبيعية.
بدأ العام المنصرم باحتفالات بريطانيا في 6 فبراير باليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية، والذي يؤرخ لذكري جلوسها علي العرش قبل 60 عاماً، إذ إنها المرة الثانية التي يحتفل فيها ملك إنجليزي باليوبيل الماسي لاعتلائه العرش، بعد الملكة فكتوريا في 1897والتي استمر حكمها 63 عاماً. وخلال عهدها واجهت الأسرة المالكة أوقاتا مضطربة وفترات تراجع شعبي أهمها الفترة التي أعقبت وفاة الأميرة ديانا عام 1997. ولكن العائلة حظيت بدعم جديد بعد زواج حفيد الملكة الامير وليام الثاني في الترتيب لولاية العرش من كاثرين ميدلتون. وأصبحت إليزابيث الثانية 85 عاماً ملكة وعمرها 25 عاما في 6 فبراير 1952 بعد وفاة والدها الملك جورج السادس عندما كان في جولة في كينيا مع زوجها الأمير فيليب. وشاركت الملكة في عرض علي متن سفينة ملكية زينت بفخامة، وانضم إليها بقية أفراد عائلتها بمن فيهم الأمير وليام وكيت.
وفي 4 مارس عاد رئيس الوزراء الروسي السابق فلاديمير بوتين مجدداً إلي الكرملين لتولي سدة الحكم في روسيا خلفاً لديميتري ميدفيديف، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية حيث حصد 63.9٪ من الأصوات. لكن المعارضة الليبرالية نظمت وقتها العديد من المظاهرات الاحتجاجية شهدتها المدن الروسية اعتراضاً علي نتيجة الانتخابات بعد الاختراقات التي تمت أثناء عملية الأقتراع. فالحركة المسماة "حركة الأشرطة البيضاء" تمكنت من حشد أكثر من 50 ألف متظاهر في موسكو وغيرها من المدن للاحتجاج علي ما وصفته بتزوير الانتخابات النيابية. ورد بوتين علي تهم التزوير بالإعلان عن برنامج لنصب آلات تصوير في كل مركز انتخابي في البلاد. لكن منتقديه شككوا بفاعلية هذا الإجراء في محاربة التزوير. وكان بوتين قد شغل منصب رئيس روسيا بين عامي 2000 و2008 لكن الدستور لم يتح له الترشح لفترة ثالثة خلال الانتخابات الماضية. وأظهرت حصيلة عام 2012 أن أولويات سياسة روسيا الخارجية، تضمنت التمسك بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول، وكان هذا العام حافلا بالأحداث السياسية اذ تميز بالمواجهة مع الولايات المتحدة في مجالات عدة تصدرها الملف السوري و"قانون ماجنيتسكي" وخطط واشنطن في مجال الدرع الصاروخية، إضافة إلي علاقات موسكو مع أنقرة والتعاون الاقتصادي الأوراسي.
وفي الشهر نفسه، بدأت أعمال قمة الأمن النووي في عاصمة كوريا الجنوبية سول، بمشاركة قادة 53 دولة، من بينهم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما. أتت القمة علي خلفية توتر مع كوريا الشمالية، التي كانت عازمة علي إطلاق صاروخ إلي الفضاء علي الرغم من التنديد الدولي. وعلي هامش القمة أعرب الرئيس الصيني، هو جينتاو عن قلق كبير لمشروع بيونج يانج، و ذلك خلال لقاء مع الرئيس أوباما، الذي حث بدوره بكين علي كبح جماح كوريا الشمالية.
وفي أبريل، بدأت محاكمة الرئيس التركي الأسبق كنعان ايفرن، الذي يرمز لحقبة هيمن فيها الجيش علي السياسة التركية وذلك عن دوره في قيادة انقلاب 12 سبتمبر 1980 الذي شكل ملامح البلاد لثلاثة عقود إلي أن قلصت إصلاحات من سلطات قادة الجيش. وتم إعدام 50 شخصاً واعتقال نصف مليون وتوفي المئات في السجون واختفي كثيرون آخرون خلال ثلاث سنوات من الحكم العسكري بعد الانقلاب وكان ثالث انقلاب تشهده تركيا خلال 20 عاماً. وانضمت حكومة أردوغان والبرلمان والمعارضة إلي 350 فرداً وجماعة بوصفهم مدعين في القضية كأطراف متضررة.
وقدم رئيس مالي أمادو توماني توري استقالته مطلع أبريل الماضي بعد أن أطاح به انقلاب عسكري. أبرم اتفاق بين الانقلابيين وممثلي المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، ينص علي تعيين رئيس للجمهورية ورئيس وزراء انتقاليين حتي إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. كما نص الاتفاق بالعفو عن منفذي الانقلاب، وشدد علي تأمين الحماية للرئيس توري وأن تترك له حرية اختيار مكان إقامته، وعلي تطبيق الدستور المالي الذي يقضي بأن يتولي رئيس الجمعية الوطنية، أي ديونكوندا تراوري. كما أشار الاتفاق إلي استحالة إجراء الانتخابات خلال هذه المهلة "نظرا للظروف الاستثنائية" والأزمة في الشمال، بدون أن يحدد مهلة للمرحلة الانتقالية، مما أسلم البلاد لسلسلة من أعمال الفوضي والعنف.
وفي 6 من مايو، فاز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند،57 عاماً، بانتخابات الرئاسة الفرنسية، بنسبة 51.9٪ متفوقًاً علي نظيره الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، الذي حصد نسبة 48.1٪ في انتخابات شرسة ليقود اليسار إلي الإليزيه. ويعد هولاند أول رئيس يساري منذ فرنسوا ميتران، الذي تولي الرئاسة منذ 1981 حتي 1995 بالرغم من وجود اليسار في السلطة ما بين عامي 1997 و2002 في إطار صيغة تعايش بين رئيس حكومة يسارية ورئيس يميني. وبفوز هولاند، لعبت فاليري تريرفيلر، شريكة حياته، والمعروفة بصديقة فرنسا الأولي، دوراً هاماً أثناء الحملة علي تعزيز موقعه عبر المقابلات الصحافية وشبكات التواصل الاجتماعي إضافة إلي التجمعات الانتخابية.
ونتج عن هذا الفوز أيضاً، وعقب ستة أشهر من خروجه من قصر الإليزيه، مثل ساركوزي أمام المحكمة لمساءلته حول مزاعم تبرع وريثة شركة "لوريال" الفرنسية العالمية لمستحضرات التجميل، ليليان بتينكور، بأموال طائلة بشكل غير قانوني استخدمها في حملته الرئاسية في عام 2007 قبل فوزه في تلك الانتخابات. وكانت الشرطة الفرنسية، قد داهمت في شهر يوليو الماضي منزل ساركوزي للبحث عن وثائق بخصوص هذا الموضوع بأمر من قاضي التحقيق، جين ميشيل جنتيل، الذي يحقق في هذه المزاعم، إلا أن الرئيس الفرنسي السابق الذي رفعت عنه الحصانة الرئاسية في مايو الماضي، بعد فوز الرئيس هولاند، نفي ارتكاب أي مخالفة قانونية.
وفي تحد سافر لمشاعر مسلمي العالم اكتفي الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أواخر فبراير بتقديم اعتذار لنظيره الأفغاني حامد كرازي عن قيام القوات الأمريكية بإحراق نسخ المصاحف في قاعدة باجرام الجوية شمال كابول. وأتي ذلك في وقت كان يحاكم فيه قس بريطاني لمجرد انكاره محرقة النازية "الهولوكوست" وقانون أصدره البرلمان الفرنسي يقضي بسجن وتغريم كل من ينكر المذبحة التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن قبل نحو مائة عام. ولم تكن هذه المرة الأولي التي أظهر الغرب فيها الوجه القبيح، الذي بدأ يكشر عن أنيابه في مواجهة الإسلام واتبعوا سياسة الكيل بمكيالين تحت شعار الديمقراطية -المزيفة- وحرية التعبير، دون احترام عقيدة الغير وتطبيقهم قوانين تردع كل من يعارض مصالحهم... فبات التهاون واضحا حيال انتشار ثقافة الإساءة للإسلام خلافاً للسياسات الغربية المعلنة. فالانتهاكات التي تظهر مشاعر الكراهية والتعصب التي يكنها الغرب للإسلام والمسلمين والتي بلغت حد التطرف، وصلت إلي إحراق المصاحف أكثر من مرة، والإساءة إليها، كما جعلوها هدفا يتباري نحوه جنودهم بالرصاص، بالإضافة إلي إحراق مسجد بولاية ميسوري الأمريكية. وباتت فرنسا في مواجهة عاصفة كتلك التي تشهدها الولايات المتحدة، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت التي دعا كل من يستاء أو جرح من الرسوم إلي اللجوء إلي القضاء. وفي أواخر يوليو، تواصلت عمليات لجوء مسلمي الروهينجا، من ميانمار إلي بنجلاديش، هربا من أعمال التطهير العرقي، الذي يتعرضون له في منطقة أراكان، وسعياً للنجاة بأطفالهم وأرواحهم.
ووسط الصمت علي هذه الانتهاكات، احتضنت العاصمة البريطانية لندن دورة الألعاب الأولمبية وهي الحدث الرياضي الأكبر في العالم حيث نافس فيها أكثر من عشرة آلاف لاعب ولاعبة يمثلون مائتي دولة في ست وعشرين لعبة.
وفي قضية مماثلة لمقتل عرفات تم فتح قبر الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال، في أكتوبر، ضمن إجراءات التحقيق في ملابسات وفاته الغامضة.
وفي 28 أغسطس انطلقت فعاليات قمة دول حركة عدم الانحياز السادس عشر في طهران، بمشاركة أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون"، إضافة لممثلي 120 دولة عضوة في الحركة. وبحثت مختلف القضايا العالمية، وكانت إيران تأمل من الاستفادة من القمة لكسر العزلة الدولية التي يسعي الغرب إلي إحكامها عليها.
وزار بابا الفاتيكان بنديكيت السادس عشر، العاصمة اللبنانية بيروت، في سبتمبر. ووصف البابا انتفاضات الربيع العربي بأنها صرخة للحرية تتسم بالإيجابية ما دامت مصحوبة بالتسامح مع الآخر، معتبراً أن الربيع العربي أمر إيجابي.
وفي 28 أكتوبر، وقع الإعصار ساندي ليروع الولايات المتحدة ومنطقة الكاريبي وخلف أكثر من 200 قتيل، وعلق الرئيس باراك أوباما حملته الانتخابية وتفقد الولايات التي تضررت من الإعصار، عقب ذلك تمكن أوباما من الفوز بولاية ثانية في انتخابات الرئاسة الأمريكية، رغم ضعف الاقتصاد الأمريكي، وارتفاع معدلات البطالة التي تشهدها الولايات المتحدة منذ الكساد العظيم، لم ينجح الجمهوريون، الذين بدوا واثقين من فوزهم حتي اللحظات الأخيرة، في الإطاحة بمنافسهم الديمقراطي واستطاع الأخير إلحاق هزيمة مذهلة لمرشحهم ميت رومني، بعد حصوله علي 303 من أصوات كبار الناخبين مقابل 203 لرومني، فاشتعلت الحرب بين صفوف الجمهوريين متسائلين عن أسباب الخسارة وتعالت الأصوات المطالبة بترشيح بوش الثالث للانتخابات الرئاسية 2016. وبعد أيام قليلة من فوز أوباما، قدم مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية " ديفيد بترايوس" استقالته من منصبه علي خلفية إقامته علاقة خارج إطار الزواج. ومن جانبه قبل أوباما استقالة بترايوس، وأشاد به كأحد أبرز الجنرالات في جيله، وعبر عن ثقته في أن الوكالة ستواصل النجاح.
وفي 19 ديسمبر، انطلقت انتخابات الرئاسة في كوريا الجنوبية لتفوز بها "بارك جيون هاي" وتصبح أول سيدة تحتل مقعد القيادة في تاريخ سول بعد 11 رجلاً تزعموا رئاستها. كما تولي السيناتور جون كيري، مهام منصب وزارة الخارجية الأمريكية بعد انسحاب سوزان رايس من الترشح لنفس المنصب خلفاً لهيلاري كلينتون. وبهذا الاختيار يكون الحظ ابتسم أخيراً للسيناتور، المعروف برجل المهام الصعبة، بعد أن تعثر سياسياً عام 2003 بسبب خضوعه لعملية جراحية لإزالة ورم سرطاني. وفي العام نفسه لم يحالفه الحظ عندما أعلن ترشحه لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بمواجهة جورج بوش، وخسر المعركة بفارق يقترب من 3 ملايين صوت.
ربما كان عام 2012 كارثياً بالنسبة إلي الصحافة البريطانية، بعد الفضيحة المدوّية التي طالت صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد" لصاحبها روبرت مردوخ والمحاكم اللاحقة والتحقيقات بالثغرات الأخلاقية التي ارتكبها القاضي براين ليفيسون. ومرت هيئة الاذاعة البريطانية بأخطر أزمة لها بعد تقريرها الذي حاولت من خلاله التخفيف من أثار فضيحة هزت المؤسسة بسبب التحرشات الجنسية التي ارتكبها مقدم البرامج جيمي سافيل المتهم بالاعتداء علي نحو 200 فتاة.
إبادة مسلمي بورما وسط صمت دولي
الحظ يبتسم لأوباما وهولاند وكيري.. الغيوم تتلبد فوق ساركوزي وبترايوس
بدأ العام المنصرم باحتفالات بريطانيا في 6 فبراير باليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية، والذي يؤرخ لذكري جلوسها علي العرش قبل 60 عاماً، إذ إنها المرة الثانية التي يحتفل فيها ملك إنجليزي باليوبيل الماسي لاعتلائه العرش، بعد الملكة فكتوريا في 1897والتي استمر حكمها 63 عاماً. وخلال عهدها واجهت الأسرة المالكة أوقاتا مضطربة وفترات تراجع شعبي أهمها الفترة التي أعقبت وفاة الأميرة ديانا عام 1997. ولكن العائلة حظيت بدعم جديد بعد زواج حفيد الملكة الامير وليام الثاني في الترتيب لولاية العرش من كاثرين ميدلتون. وأصبحت إليزابيث الثانية 85 عاماً ملكة وعمرها 25 عاما في 6 فبراير 1952 بعد وفاة والدها الملك جورج السادس عندما كان في جولة في كينيا مع زوجها الأمير فيليب. وشاركت الملكة في عرض علي متن سفينة ملكية زينت بفخامة، وانضم إليها بقية أفراد عائلتها بمن فيهم الأمير وليام وكيت.
وفي 4 مارس عاد رئيس الوزراء الروسي السابق فلاديمير بوتين مجدداً إلي الكرملين لتولي سدة الحكم في روسيا خلفاً لديميتري ميدفيديف، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية حيث حصد 63.9٪ من الأصوات. لكن المعارضة الليبرالية نظمت وقتها العديد من المظاهرات الاحتجاجية شهدتها المدن الروسية اعتراضاً علي نتيجة الانتخابات بعد الاختراقات التي تمت أثناء عملية الأقتراع. فالحركة المسماة "حركة الأشرطة البيضاء" تمكنت من حشد أكثر من 50 ألف متظاهر في موسكو وغيرها من المدن للاحتجاج علي ما وصفته بتزوير الانتخابات النيابية. ورد بوتين علي تهم التزوير بالإعلان عن برنامج لنصب آلات تصوير في كل مركز انتخابي في البلاد. لكن منتقديه شككوا بفاعلية هذا الإجراء في محاربة التزوير. وكان بوتين قد شغل منصب رئيس روسيا بين عامي 2000 و2008 لكن الدستور لم يتح له الترشح لفترة ثالثة خلال الانتخابات الماضية. وأظهرت حصيلة عام 2012 أن أولويات سياسة روسيا الخارجية، تضمنت التمسك بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول، وكان هذا العام حافلا بالأحداث السياسية اذ تميز بالمواجهة مع الولايات المتحدة في مجالات عدة تصدرها الملف السوري و"قانون ماجنيتسكي" وخطط واشنطن في مجال الدرع الصاروخية، إضافة إلي علاقات موسكو مع أنقرة والتعاون الاقتصادي الأوراسي.
وفي الشهر نفسه، بدأت أعمال قمة الأمن النووي في عاصمة كوريا الجنوبية سول، بمشاركة قادة 53 دولة، من بينهم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما. أتت القمة علي خلفية توتر مع كوريا الشمالية، التي كانت عازمة علي إطلاق صاروخ إلي الفضاء علي الرغم من التنديد الدولي. وعلي هامش القمة أعرب الرئيس الصيني، هو جينتاو عن قلق كبير لمشروع بيونج يانج، و ذلك خلال لقاء مع الرئيس أوباما، الذي حث بدوره بكين علي كبح جماح كوريا الشمالية.
وفي أبريل، بدأت محاكمة الرئيس التركي الأسبق كنعان ايفرن، الذي يرمز لحقبة هيمن فيها الجيش علي السياسة التركية وذلك عن دوره في قيادة انقلاب 12 سبتمبر 1980 الذي شكل ملامح البلاد لثلاثة عقود إلي أن قلصت إصلاحات من سلطات قادة الجيش. وتم إعدام 50 شخصاً واعتقال نصف مليون وتوفي المئات في السجون واختفي كثيرون آخرون خلال ثلاث سنوات من الحكم العسكري بعد الانقلاب وكان ثالث انقلاب تشهده تركيا خلال 20 عاماً. وانضمت حكومة أردوغان والبرلمان والمعارضة إلي 350 فرداً وجماعة بوصفهم مدعين في القضية كأطراف متضررة.
وقدم رئيس مالي أمادو توماني توري استقالته مطلع أبريل الماضي بعد أن أطاح به انقلاب عسكري. أبرم اتفاق بين الانقلابيين وممثلي المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، ينص علي تعيين رئيس للجمهورية ورئيس وزراء انتقاليين حتي إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. كما نص الاتفاق بالعفو عن منفذي الانقلاب، وشدد علي تأمين الحماية للرئيس توري وأن تترك له حرية اختيار مكان إقامته، وعلي تطبيق الدستور المالي الذي يقضي بأن يتولي رئيس الجمعية الوطنية، أي ديونكوندا تراوري. كما أشار الاتفاق إلي استحالة إجراء الانتخابات خلال هذه المهلة "نظرا للظروف الاستثنائية" والأزمة في الشمال، بدون أن يحدد مهلة للمرحلة الانتقالية، مما أسلم البلاد لسلسلة من أعمال الفوضي والعنف.
وفي 6 من مايو، فاز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند،57 عاماً، بانتخابات الرئاسة الفرنسية، بنسبة 51.9٪ متفوقًاً علي نظيره الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، الذي حصد نسبة 48.1٪ في انتخابات شرسة ليقود اليسار إلي الإليزيه. ويعد هولاند أول رئيس يساري منذ فرنسوا ميتران، الذي تولي الرئاسة منذ 1981 حتي 1995 بالرغم من وجود اليسار في السلطة ما بين عامي 1997 و2002 في إطار صيغة تعايش بين رئيس حكومة يسارية ورئيس يميني. وبفوز هولاند، لعبت فاليري تريرفيلر، شريكة حياته، والمعروفة بصديقة فرنسا الأولي، دوراً هاماً أثناء الحملة علي تعزيز موقعه عبر المقابلات الصحافية وشبكات التواصل الاجتماعي إضافة إلي التجمعات الانتخابية.
ونتج عن هذا الفوز أيضاً، وعقب ستة أشهر من خروجه من قصر الإليزيه، مثل ساركوزي أمام المحكمة لمساءلته حول مزاعم تبرع وريثة شركة "لوريال" الفرنسية العالمية لمستحضرات التجميل، ليليان بتينكور، بأموال طائلة بشكل غير قانوني استخدمها في حملته الرئاسية في عام 2007 قبل فوزه في تلك الانتخابات. وكانت الشرطة الفرنسية، قد داهمت في شهر يوليو الماضي منزل ساركوزي للبحث عن وثائق بخصوص هذا الموضوع بأمر من قاضي التحقيق، جين ميشيل جنتيل، الذي يحقق في هذه المزاعم، إلا أن الرئيس الفرنسي السابق الذي رفعت عنه الحصانة الرئاسية في مايو الماضي، بعد فوز الرئيس هولاند، نفي ارتكاب أي مخالفة قانونية.
وفي تحد سافر لمشاعر مسلمي العالم اكتفي الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أواخر فبراير بتقديم اعتذار لنظيره الأفغاني حامد كرازي عن قيام القوات الأمريكية بإحراق نسخ المصاحف في قاعدة باجرام الجوية شمال كابول. وأتي ذلك في وقت كان يحاكم فيه قس بريطاني لمجرد انكاره محرقة النازية "الهولوكوست" وقانون أصدره البرلمان الفرنسي يقضي بسجن وتغريم كل من ينكر المذبحة التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن قبل نحو مائة عام. ولم تكن هذه المرة الأولي التي أظهر الغرب فيها الوجه القبيح، الذي بدأ يكشر عن أنيابه في مواجهة الإسلام واتبعوا سياسة الكيل بمكيالين تحت شعار الديمقراطية -المزيفة- وحرية التعبير، دون احترام عقيدة الغير وتطبيقهم قوانين تردع كل من يعارض مصالحهم... فبات التهاون واضحا حيال انتشار ثقافة الإساءة للإسلام خلافاً للسياسات الغربية المعلنة. فالانتهاكات التي تظهر مشاعر الكراهية والتعصب التي يكنها الغرب للإسلام والمسلمين والتي بلغت حد التطرف، وصلت إلي إحراق المصاحف أكثر من مرة، والإساءة إليها، كما جعلوها هدفا يتباري نحوه جنودهم بالرصاص، بالإضافة إلي إحراق مسجد بولاية ميسوري الأمريكية. وباتت فرنسا في مواجهة عاصفة كتلك التي تشهدها الولايات المتحدة، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت التي دعا كل من يستاء أو جرح من الرسوم إلي اللجوء إلي القضاء. وفي أواخر يوليو، تواصلت عمليات لجوء مسلمي الروهينجا، من ميانمار إلي بنجلاديش، هربا من أعمال التطهير العرقي، الذي يتعرضون له في منطقة أراكان، وسعياً للنجاة بأطفالهم وأرواحهم.
ووسط الصمت علي هذه الانتهاكات، احتضنت العاصمة البريطانية لندن دورة الألعاب الأولمبية وهي الحدث الرياضي الأكبر في العالم حيث نافس فيها أكثر من عشرة آلاف لاعب ولاعبة يمثلون مائتي دولة في ست وعشرين لعبة.
وفي قضية مماثلة لمقتل عرفات تم فتح قبر الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال، في أكتوبر، ضمن إجراءات التحقيق في ملابسات وفاته الغامضة.
وفي 28 أغسطس انطلقت فعاليات قمة دول حركة عدم الانحياز السادس عشر في طهران، بمشاركة أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون"، إضافة لممثلي 120 دولة عضوة في الحركة. وبحثت مختلف القضايا العالمية، وكانت إيران تأمل من الاستفادة من القمة لكسر العزلة الدولية التي يسعي الغرب إلي إحكامها عليها.
وزار بابا الفاتيكان بنديكيت السادس عشر، العاصمة اللبنانية بيروت، في سبتمبر. ووصف البابا انتفاضات الربيع العربي بأنها صرخة للحرية تتسم بالإيجابية ما دامت مصحوبة بالتسامح مع الآخر، معتبراً أن الربيع العربي أمر إيجابي.
وفي 28 أكتوبر، وقع الإعصار ساندي ليروع الولايات المتحدة ومنطقة الكاريبي وخلف أكثر من 200 قتيل، وعلق الرئيس باراك أوباما حملته الانتخابية وتفقد الولايات التي تضررت من الإعصار، عقب ذلك تمكن أوباما من الفوز بولاية ثانية في انتخابات الرئاسة الأمريكية، رغم ضعف الاقتصاد الأمريكي، وارتفاع معدلات البطالة التي تشهدها الولايات المتحدة منذ الكساد العظيم، لم ينجح الجمهوريون، الذين بدوا واثقين من فوزهم حتي اللحظات الأخيرة، في الإطاحة بمنافسهم الديمقراطي واستطاع الأخير إلحاق هزيمة مذهلة لمرشحهم ميت رومني، بعد حصوله علي 303 من أصوات كبار الناخبين مقابل 203 لرومني، فاشتعلت الحرب بين صفوف الجمهوريين متسائلين عن أسباب الخسارة وتعالت الأصوات المطالبة بترشيح بوش الثالث للانتخابات الرئاسية 2016. وبعد أيام قليلة من فوز أوباما، قدم مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية " ديفيد بترايوس" استقالته من منصبه علي خلفية إقامته علاقة خارج إطار الزواج. ومن جانبه قبل أوباما استقالة بترايوس، وأشاد به كأحد أبرز الجنرالات في جيله، وعبر عن ثقته في أن الوكالة ستواصل النجاح.
وفي 19 ديسمبر، انطلقت انتخابات الرئاسة في كوريا الجنوبية لتفوز بها "بارك جيون هاي" وتصبح أول سيدة تحتل مقعد القيادة في تاريخ سول بعد 11 رجلاً تزعموا رئاستها. كما تولي السيناتور جون كيري، مهام منصب وزارة الخارجية الأمريكية بعد انسحاب سوزان رايس من الترشح لنفس المنصب خلفاً لهيلاري كلينتون. وبهذا الاختيار يكون الحظ ابتسم أخيراً للسيناتور، المعروف برجل المهام الصعبة، بعد أن تعثر سياسياً عام 2003 بسبب خضوعه لعملية جراحية لإزالة ورم سرطاني. وفي العام نفسه لم يحالفه الحظ عندما أعلن ترشحه لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بمواجهة جورج بوش، وخسر المعركة بفارق يقترب من 3 ملايين صوت.
ربما كان عام 2012 كارثياً بالنسبة إلي الصحافة البريطانية، بعد الفضيحة المدوّية التي طالت صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد" لصاحبها روبرت مردوخ والمحاكم اللاحقة والتحقيقات بالثغرات الأخلاقية التي ارتكبها القاضي براين ليفيسون. ومرت هيئة الاذاعة البريطانية بأخطر أزمة لها بعد تقريرها الذي حاولت من خلاله التخفيف من أثار فضيحة هزت المؤسسة بسبب التحرشات الجنسية التي ارتكبها مقدم البرامج جيمي سافيل المتهم بالاعتداء علي نحو 200 فتاة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.