تتباري جهات الإنتاج للمسلسلات الدرامية لإنتاج مسلسلات السيرة الذاتية التي أصبحت أكثر جذبا للمشاهدة بعد أن مل الجمهور مسلسلات فساد رجال الأعمال وصراعهم مع الطبقة الوسطي المطحونة والدنيا المظلومة ومشاهدة الفيلات والقصور، كانت دراما السيرة الذاتية هي طوق النجاة للموزع والمنتج والنجوم الذين تسببت أجورهم الباهظة في أزمة الإنتاج السينمائي والتليفزيوني الذي يقف علي أعتاب الأزمة أيضا ويقودنا هذا التسابق لسؤال: هل كل مسلسلات السيرة الذاتية تحقق النجاح؟أعتقد أن الإجابة لا.. نجح مسلسل الملك فاروق ولم ينجح مسلسل إسماعيل ياسين رغم ما تمتع به الممثل الراحل من شهرة ونجومية وتفرد أداء ومحبين لفنه، نجح مسلسل أسمهان ولم ينجح مسلسل ليلي مراد وأثار مسلسل نزار قباني جدلا رغم أنه من أوائل مسلسلات السيرة وقد ألقي كثيرا من الضوء علي حياة الشاعر الكبير الذي ولد بدمشق وتخرج في كلية الحقوق وعمل دبلوماسيا كان للفترة التي قضاها نزار بالقاهرة أثر كبير علي ثرائه الثقافي حيث تعرف علي كبار الشعراء والمثقفين والأدباء والفنانين وكانت كلماته التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب وتغنت بها نجاة وفيروز أكبر أسباب شهرته كشاعر إضافة لكلماته المرهفة وأحاسيسه التي ساهمت بلاشك في تطوير الشعر العربي الحديث بتناوله المرأة بشكل رومانسي حتي كتب قصيدة خبز وحشيش وخمر وهي قصيدة سياسية كانت السبب في تحوله للكتابة السياسية بعد أن أثارت الكثير من الجدل ثم جاء أهم دواوينه هوامش علي دفتر النكسة وهي التي تسببت في منع أشعاره وأغانيه في الإذاعة والتليفزيون ومن التداول حتي تدخل الرئيس جمال عبدالناصر لإعادة تداول أعماله.. عاني نزار مع مرضي القلوب فماتت أخته وصال وهي شابة صغيرة مريضة بقلبها ومات ابنه توفيق متأثرا بذات المرض هو في السابعة عشرة من عمره وماتت زوجته بلقيس الراوي التي أحبها في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 82 وفيها كتب قصيدة بلقيس وتوفي نزار في لندن عام 1998 بعد أن قضي 50 عاما يكتب أشعاره في المرأة والحب والسياسة.. والثورة.