في يوم تاريخي شهدته مصر أعلن الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة قائمقام بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية رسميا الأحد الماضي تجليس البابا تواضروس الثاني علي الكرسي البابوي. وفي قداس التجليس الذي أقيم صباح الأحد الماضي في مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة كان هناك حضور كبير تقدمهم الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء الذي صعد إلي المنصة المقامة في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتهنئة البابا. وبدأت المراسم منذ فجر الأحد بتوافد الضيوف والمشاركين في الحفل علي مقر الكاتدرائية الذي أحاطت به من الخارج إجراءات أمنية مشددة فيما تولت فرق الكشافة الكنسية تنظيم دخول الضيوف وإرشادهم إلي أماكنهم. وتم وضع مجموعة موسيقية تعزف الترانيم المسيحية في استقبال الضيوف الذين تم تقسيم جلوسهم بالكاتدرائية إلي قطاعات بألوان مختلفة لكل قطاع وتكون الدعوة بنفس اللون. وكانت الكنيسة المصرية قد أعلنت في وقت سابق أن مراسم تجليس البابا الجديد هي مراسم وطقوس كنسية تتضمن قداسات وصلوات خاصة مشيرة إلي أنه ليس احتفالا بالمعني المفهوم. وخرج من المقر البابوي موكب كنسي يتقدمه الشمامسة وتبعهم الأساقفة والمطارنة الذين اصطفوا علي جانبي الطريق بملابس الخدمة البيضاء ليمر من وسطهم البابا تواضروس الثاني بملابس الرهبان السوداء يرافقه الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة قائمقام البطريرك، وصعد الموكب إلي قاعة الاحتفالات الكبري في الكاتدرائية. وتم تحديد كل فئة من فئات المدعوين السابقة بدعوة خاصة باسم الشخص وبلون محدد، وتقسيم مقاعد الجلوس بالكاتدرائية بأرقام حسب قطاعات محددة لسهولة الدخول ليشمل كل قطاع من 3 - 4 صفوف من الكراسي وعليها لون محدد يتوافق مع لون الدعوة الخاصة للحضور التي تشمل اسم المدعو ورقمه علي الكرسي الخاص به. وتم تخصيص الصف الأول لأسرتي البابا شنودة الثالث والبابا تواضروس الثاني وكبار المسئولين بالدولة وعدد من السفراء الأجانب، وتم تخصيص فرق كشفية لمتابعة ذلك. وقامت الكاتدرائية بتهيئة المقر البابوي بدهانات وإصلاحات لاستقبال البابا تواضروس الثاني، منها مكتب وقلاية البابا شنودة الثالث، وكذلك توضيب الطرق الداخلية بها، إضافة لنصب خيام للمدعوين الذين حضروا حفل التنصيب في صحن الكاتدرائية. وشارك الأزهر الشريف في مراسم تنصيب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وذلك في إطار العلاقات الوثيقة بين الأزهر والكنيسة. وأوضح بيان لمشيخة الأزهر أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أناب الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار، والدكتور محمد جميعة مدير عام الإعلام بالأزهر، للمشاركة في مراسم تنصيب البابا نيابة عن الإمام الأكبر وذلك لانشغاله برئاسة الاجتماع الطاريء للمجلس الأعلي للأزهر لبحث تداعيات حادث أتوبيس المعهد الأزهري في أسيوط. وكان الأزهر قد أعرب عن أمله في استمرار التعاون بين الأزهر والكنيسة في كل ما يتعلق بتحقيق الخير لمصر وشعبها. وعند مدخل الكاتدرائية سلم الأنبا باخوميوس قائمقام البطريرك مفتاح الكاتدرائية- وهو علي شكل صليب ذهبي - للبابا تواضروس الثاني الذي فتح به البابا مرددا صلوات شكر لله، قبل أن يدخل الموكب قاعة الكاتدرائية وسط تصفيق حاد من الحضور فيما دقت أجراس الكنيسة احتفالا بالحدث التاريخي. يذكر أن اختيار البابا تواضروس الثاني بابا للإسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية تم في القرعة الهيكلية التي جرت يوم 4 نوفمبر الجاري من بين ثلاثة مرشحين حيث قام طفل معصوب العينين بسحب الورقة التي حملت اسم البابا الجديد من إناء زجاجي فيه ثلاث أوراق تحمل أسماء المرشحين الثلاثة (الأنبا روفائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، والراهب القمص روفائيل أفامينا إضافة إلي البابا تواضروس الثاني الذي كان يشغل منصب أسقف عام البحيرة).