الجوع.. ذلك الخطر الداهم الذي بات يشكل تهديدا متزايدا لأرواح الملايين من الفقراء في أرجاء المعمورة، وينذر بعواقب وخيمة لايمكن تداركها إن لم يتم العمل علي محاصرتها ومعالجة أسبابها، وطبقا لتقرير انعدام الأمن الغذائي في العام 2012 الذي صدر شراكة بين منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) وبرنامج الأغدية العالمي فإن التقديرات بحسب ذلك التقرير تعدز أفضل مما كان متوقعا عن حالة نقص الغذاء المزمن بفضل المنهجيات والبيانات لقياس الأوضاع طيلة العقدين الماضيين، ويعيش الغالبية العظمي 852 مليون نسمة من الجياع في البلدان النامية أي نحو 15٪ من مجموع سكانها، بينما 16 مليونا ممن يعانون نقص الغذاء لدي بلدان الاقتصادات الصناعية.. وتشير التقارير الصادرة عن المنظمات سالفة الذكر، أنه بالنسبة لإقليم آسيا والمحيط الهادي فقد سجل نقص التغذية خلال العقدين الماضيين انخفاضا وذلك بفضل التقدم الاقتصادي والاجتماعي بالعديد من بلدان المنطقة، وأحرز أقليم أمريكا اللاتينية والكاريبي تقدما أيضا، بتراجع أعداد من يعانون نقص الغذاء من 65 مليون جائع في عام 1990 1992 إلي 49 مليونا بينما كشفت التقارير ذاتها أن أفريقيا تعد المنطقة الوحيدة في ازدياد أعداد الجياع خلال تلك الفترة من 175 مليونا إلي 239 مليونا وتزايد العدد الكلي بما يصل إلي 20 مليونا إضافية في السنوات الأربع الماضية، ووصل معدل الجوعي إلي شخص من كل 4 أشخاص وأن سوء التغذية يودي بحياة ما يتجاوز 5.2 مليون طفل سنويا. وتتضمن التقارير الصادرة عن ذات المنظمات أن النمو الزراعي المرجو تحقيقه لاحتواء الجوع وسوء التغذية ليس كافيا، وأنه يجب تفعيل النمو في المجال الزراعي خاصة في البلدان الفقيرة لأن أغلب الفقراء يعتمدون علي الزراعة والأنشطة ذات العلاقة كجزء من موارد معيشتهم وأن النمو الزراعي متي شمل صغار المزارعين وخصوصا النساء يضمن أعلي درجات الفاعلية في خفض الفقر المدقع حين يوجد عمالة للفقراء.