برغم مرور أكثر من شهرين علي انتهاء شهر رمضان وإعادة الأعمال الدرامية التي عرضت خلال الشهر للمرة الثانية وربما الثالثة علي الفضائيات بل واستعداد بعض أبطال الأعمال الرمضانية لتصوير أعمال جديدة يخوضون بها سباق رمضان القادم، إلا أن تداعيات الأزمات التي واجهت بعض الأعمال مازالت مستمرة حتي الآن حيث تصاعدت الأزمة بين منتجي أعمال الدراما الرمضانية وأبطال الأعمال بسبب عدم صرف المستحقات المالية لهم حتي الآن، تتساوي في ذلك الأعمال التي عرضت أو الأعمال التي مازالت في الاستديوهات لاستكمال التصوير حيث وصل الأمر إلي حد إقامة الدعاوي القضائية وتبادل الاتهامات بل والامتناع عن التصوير في بعض الأعمال الأخري. في مسلسل »أرواح منسية« والذي يقوم بإنتاجه الفنان فراس إبراهيم بالمشاركة مع مدينة الإنتاج الإعلامي، ترك الفنان عزت العلايلي بطل العمل الاستوديو ورفض استكمال تصوير المسلسل إلا بعد صرف مستحقاته، حيث سافر فراس إلي سوريا بحجة إحضار المال لسداد المستحقات المطلوبة، ولم يعد مما تسبب في إيقاف التصوير حتي الآن. ويبدو أن التصوير سوف يتوقف طويلاً الفترة القادمة بعد إصابة الفنان عزت العلايلي بأزمة صحية دخل علي إثرها مستشفي دار الفؤاد وظل في العناية المركزة عدة أيام ونصحه الأطباء بالبعد عن الإرهاق البدني والعصبي وأخذ إجازة فترة من الوقت. أما مسلسل 'الزوجة الرابعة' فقد امتنع منتجه ممدوح شاهين عن صرف باقي المستحقات لأبطال العمل، مما دفع الفنانة علا غانم لإقامة خمس دعاوي قضائية ضد منتج العمل بعد أن حصلت منه علي شيك بمبلغ 002 ألف جنيه إلا انها فوجئت عند صرف الشيك بعدم وجود رصيد في حساب المنتج مما دفعها لرفع دعوي قضائية تطالب فيها بباقي مستحقاتها وقد تحدد نهاية أكتوبر الجاري لنظر أولي تلك الدعاوي في محكمة جنح الدقي. من ناحية أخري أكد المنتج ممدوح شاهين أن شركته ليست شركة الإنتاج الوحيدة التي تأخرت في صرف مستحقات أبطال أعمالها بدراما رمضان، مبررا ذلك بضعف التسويق في الفترة الحالية بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، مؤكداً أنه لن يكرر العمل مع المخرج مجدي الهواري والفنان مصطفي شعبان مرة أخري، فرغم عدم رضاه عن مستوي المسلسل إلا أن العمل وضع مصطفي شعبان في أول تجربة بطولة له في الدراما التليفزيونية في الصفوف الأولي وأصبح منافساً لنجمين كبيرين بحجم عادل إمام ومحمود عبد العزيز. المخرج محمد فاضل بعد انتهائه من تصوير مسلسل "ويأتي النهار" كاملاً فوجئ بشركة صوت القاهرة تماطل في سداد مستحقاته عن إخراج المسلسل مما جعله يهدد بإقامة دعوي قضائية ضد الشركة علما أن الشركة أكدت أن المسلسل لم ينته حيث تبقت ساعة واحدة من العمل لم يتم تصويرها إلي الآن، ولم تستجب الشركة لفاضل أو لباقي العاملين بالمسلسل لدفع المستحقات مما دفعه لوقف تصوير المسلسل. من ناحية أخري أعربت الفنانة فردوس عبد الحميد بطلة العمل عن استيائها الشديد من عدم صرف المستحقات أو استكمال تصوير الساعة المتبقية من المسلسل، مؤكدة أنها علي علم بأن شركة صوت القاهرة ستبدأ الدخول في أعمال جديدة، وهو ما يؤكد أن الشركة لا تمر بأزمة مالية. مما دفع شركة صوت القاهرة لإصدار بيان صحفي توضح فيه أنها لا تنوي الدخول في أي أعمال أخري حتي الانتهاء من الأعمال المتوقفة حالياً، وأن رئيس مجلس إدارة الشركة سعد عباس يقوم بجولة خليجية لتسويق أعمال الشركة لجلب الأموال والبحث عن دعم مالي خليجي عن طريق الإنتاج المشترك. يذكر أن الأزمات بين الفنانين والمنتجين كانت قد زادت في العامين الماضيين نتيجة الظروف السياسية التي مرت بها البلاد مما دعا العديد من المنتجين إلي مطالبة الفنانين بتخفيض أجورهم، حيث استجاب البعض لطلب المنتجين في حين رفض البعض الآخر تخفيض أجره بل ووصلت الأمور إلي توقف العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية بسبب عدم حصول الفنانين علي أجورهم. ولم يقتصر الأمر علي الممثلين فقط، ولكن تطرق إلي المطربين أيضاً، حيث حدثت عدة أزمات بين المطربين وشركات الإنتاج التي تتولي إنتاج ألبوماتهم سواء من ناحية حصول المطربين علي باقي مستحقاتهم أو إنتاج الألبومات نفسها حيث كانت دائماً الحجة عدم استقرار سوق الكاسيت وتأثره بالوضع في مصر وهو ما دفع الكثير من المطربين إلي إنتاج ألبوماتهم بأنفسهم هرباً من تحكم شركات الإنتاج فيهم، ولم ينج من هذا الأمر أي من المطربين سواء الكبار أو الصغار سوي بعض المطربين الذين أصبحت أسماؤهم تجلب الربح لأصحاب شركات الإنتاج.