أستاذنا الكاتب الصحفي الكبير سامح كريم قدم للمكتبة العربية والإسلامية الكثير من مؤلفاته القيمة والتي كان أحدثها وأرقاها تلك الموسوعة النادرة عن أعلام المجددين في الإسلام وتقع في ثلاثة مجلدات وصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، وهي تحفة فريدة مرتبة ترتيبا زمنيا، فالأول يختص بالقرن الأول للهجرة حتي القرن الخامس منها وأبرزها شخصيات الأئمة الأربعة، والثاني يتناول الفترة الزمنية من القرن السادس حتي الثاني عشر، والمجلد الثالث يبدأ من الثالث عشر حتي القرن الخامس عشر.. ولقد بذل المؤلف جهدا ملحوظا في تلك الموسوعة الجديدة من نوعها للإحاطة بكل علماء الإسلام ومفكريه والمشتغلين بكل العلوم في التراث العربي الإسلامي، وكيف أنهم جعلوا باجتهاداتهم وآرائهم من الإسلام منهجا متكاملا لم يكن في يوم من الأيام متحجرا أو نصا مغلقا علي نفسه، أو يدور في فراغ، بل هو دين يقبل الآخر ويتعامل معه، ويرفض الحجر علي الرأي الآخر، وفي ذلك تكمن نقاط قوته. ولقد حاول الغرب إلصاق كل تهم التخلف والجمود بالإسلام، لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة، وذلك مما دفع الكاتب الكبير سامح كريم لدحض كل هذه التهم والرد عليها بشكل عملي: باستعراض سير الكثير من العلماء والفقهاء والأدباء واللغويين الذين أسهموا في تجديد الإسلام علي مر العصور ومارسوا دورا تنويريا كان لخدمة البشرية كلها، وهو ما يتناقض مع ما ادعاه بعض الكُتاب الأمريكيين، وبعض المسئولين في الإدارة الأمريكية من أهمية إعادة النظر في بعض برامج التعليم الإسلامي أو قضية التجديد في الفكر الإسلامي وتحويلها من مجرد عمل فكري يفيد الإسلام والمسلمين إلي أداة في أيدي أعداء هذا الدين. وقبل أن يبدأ المؤلف في استعراض سيرة مجددي الإسلام علي مر تاريخه، وقف كثيرا أمام بعض القضايا النظرية في مدخل طويل عن معني التجديد وأحوال العالم الإسلامي في كل مائة عام. هذه الموسوعة الثقافية المتجددة لاغني عنها لمكتبة أي مسلم منا حريص علي تنشئة أبنائه تنشئة إسلامية مستنيرة.