أثناء إلقاء ابن عبدالناصر لبيان الاندماج التيار الشعبي يقود الأحزاب المدنية في مواجهة الحرية والعدالة ويعلن خوضه الانتخابات القادمة صباحي والبرادعي يقودان حملة لمقاطعة تأسيسية الدستور ويضعان موسي ونور في موقف حرج صباحي والبرادعي يقودان حملة لمقاطعة تأسيسية الدستور ويضعان موسي ونور في موقف حرج لم يتمكن كبار قادة التيار الناصري طوال عهد مبارك من لم شمل الناصريين.. وكان الحزب الناصري أكثر الأحزاب المصرية التي تعرضت للانشقاقات والانقسامات بحثا عن الزعامة أو معارضة لسياسية ضياء الدين داوود الرئيس السابق للحزب المهادنة لنظام مبارك ، وتسببت الانشقاقات الكثيرة في تفتيت التيار الذي حمل أفكار الرئيس جمال عبدالناصر وحلمه لبناء مصر وقيادتها للأمة العربية .. وفي الذكري الرابعة لوفاته وأمام مشهد قبره وقف ابنه عبد الحكيم عبدالناصر يتلو بيان اندماج الأحزاب الناصرية في حزب واحد يحمل اسم الحزب الناصري وأن الحزب انضم إلي التيار الشعبي الذي يقوده حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية والحصان الأسود في المعركة الرئاسية الذي قفز إلي المركز الثالث بعدما كان ترتيبه متأخرا لشهور قبل المعركة الرئاسية. وكان الناصريون قد احتشدوا حول ضريح الزعيم جمال عبدالناصر في ذكري وفاته معلنين عن توحدهم في وجه التيارات الدينية الأخري.. أما عن الأحزاب الناصرية التي قررت الإندماج فهي الحزب الديمقراطي الناصري وحزب الوفاق القومي والحزب العربي الناصري وحزب الكرامة. جهود صباحي وعبدالحكيم عبدالناصر علي مدي الشهور التي أعقبت نتيجة الانتخابات الرئاسية أثمرت في النهاية عن توحيد الناصريين وهو ما ظهر في المؤتمر الشعبي الذي أقيم لتدشين التيار الشعبي و الذي يستهلم أفكار المشروع الناصري و يسعي لإعادة الأفكار الاشتراكية القديمة كما يسعي لإحياء تحالف قوي الشعب العامل ويتبني التيار مشروعا سياسيا سيطرحه علي الناس خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. حيث يتبني المشروع فكرة العدالة الاجتماعية القائمة علي تحول اجتماعي جذري أساسه مشروع التنمية الشاملة المستقلة التي تضمن تكافؤ الفرص وكفاية الإنتاج وعدالة التوزيع وتحافظ علي الثروة الوطنية من التبديد والنهب وتضمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمصريين في الغذاء والمسكن والرعاية الصحية. تزامن مع الإعلان عن تشكيل الجبهة الناصرية الموحدة قيام صباحي والدكتور محمد البرادعي مؤسس حزب الدستور بإطلاق إشارة الهجوم علي تأسيسية الدستور التي يهيمن عليها التيار الإسلامي بإعلانهما مقاطعة أعمال الجمعية التأسيسية للدستور، ودعوا القوي الوطنية والديمقراطية إلي المقاطعة التامة والشاملة لأعمال الجمعية، ورفض كل ما يصدر عنها، والانسحاب فورًا من التشكيل الحالي للجمعية. جاء ذلك عبر بيان شديد اللهجة ينهي المحاورات والمشاورات التي قامت بها القوي المدنية من أجل بحث الموقف من تأسيسية الدستور المعلقة منذ نتيجه الانتخابات الرئاسية حيث وعد الرئيس مرسي بإعادة النظر في تشكيلها الذي يغلب عليه التيار الإسلامي وهو ما تراه التيارات المدنية معيبا وأشارت إليه في بيان مقاطعة أعمالها مؤكدة أن سبب مقاطعة الجمعية التأسيسية "هو غياب مفاهيم أساسية تهم المواطن المصري، وتضمن الحريات الأساسية وحقوقه الاقتصادية والاجتماعية في العمل الشريف والعلاج وتكافؤ الفرص، وذلك في النصوص التي تسربت عن الجمعية بعد أن شاب تشكيلها للمرة الثانية ذات العوار القانوني والسياسي والاجتماعي الذي شاب تشكيلها الأول، مخالفة ما استقرت عليه الأعراف الجامعة في التاريخ المصري من صيانة حق الوطن وكفالة الحقوق والحريات الشخصية والعامة". الموقعون علي بيان المقاطعة اكدوا أن رئيس الجمهورية مسئول عن تحقيق تشكيل متوازن للجمعية، ومنع الاستيلاء الحزبي علي الدستور، والوفاء بتعهداته السابقة بإعادة تشكيل الجمعية لتعبر عن كل الوطن بلا تمييز أو هيمنة أو إقصاء. أما موقف حمدين والبرادعي من وضع المؤتمر المصري الذي يقوده عمرو موسي والدكتور أيمن نور في أنه سبب حرج لهما لاستمرار عضويتهما في التأسيسية حتي الآن. أيمن نور دافع عن وجوده في التأسيسية بقوله إن القوي السياسية اتفقت في اجتماع بمقر حزب الوفد أنه إذا تبين أن الدستور لن يتفق مع القواعد التي وضعتها القوي فإننا سننسحب جميعا وتم تحديد 01 نقاط يجب العدول عنها في المشروع الأول للدستور سيتم مناقشتها في اجتماع مع أعضاء حزبي النور والحرية والعدالة من داخل التأسيسية وإذا لم يتم التوصل إلي حل فسوف تنسحب القوي السياسية من الجمعية. وأوضح نور أن الجمعية كانت تسير بشكل مقبول حتي 01 أيام سابقة حتي ظهر مؤشران هما من تسببا في الخلاف، أولهما عندما تم الحديث عن الشريعة الإسلامية والتي أظهرت العديد من الخلافات، وثانيهما أن هناك بعض المواد التي يوجد خلاف حولها وجد أنها نشرت علي موقع اللجنة التأسيسية وكأنه تمت الموافقة عليها، ولكن عقب اعتراضنا تم إزالة تلك المواد من علي الموقع وهذا يعد مؤشرا في غاية الخطورة. ورحب نور بقرار عودة الزملاء المنسحبين من التأسيسية نظرا لحاجة القوي السياسية لهم داخل التأسيسية لأن وجودهم سيغلق الثغرة في التصويت داخل اللجان، ولأن القوي السياسية متفقة حول الملامح المطلوب توافرها بالدستور. وقال نور إن هناك معركة مهمة داخل التأسيسية يجب استكمالها وأننا إذا استشعرنا وجود فرصة لمزيد من النضال فسوف نستغلها. أما حمدين صباحي فلم يكتف ببيان البرادعي وتخطاه إلي مساحة أوسع للهجوم علي الإخوان المسلمين ووصف الإسلاميين بالأقلية في مصر، وإن فوزهم الساحق في السياسة خلال العام والنصف الماضي بعد الثورة ضد الرئيس السابق، حسني مبارك، يعود إلي مهاراتهم التنظيمية والشعبية القوية، والتي نعمل علي محاكاتها في جبهتنا المدنية الجديدة موضحا أن التيار الشعبي يسعي لحالة اصطفاف وطني من أحزاب لديها أهدافنا من العدالة الاجتماعية، ولكن ليس بالضرورة أن يكون لديها نفس معتقداتنا أو أيديولوجياتنا، وبهذا سوف نحصل علي الأغلبية في البرلمان .