هو أحد شيوخ الأزهر الشريف، وهو أستاذ رفاعة رافع الطهطاوي، الذي رشحه ليكون مع البعثة التي أرسلها محمد علي باشا إلي فرنسا ليكون واعظا لهذه البعثة، وهو الذي أوصاه أن يكتب مشاهداته في باريس، فكتب رفاعة الطهطاوي كتابه (تخليص الإبريز في تلخيص باريز). وقد عرفت المزيد عن الشيخ حسن العطار من خلال قراءاتي كتاب (الخلافة الإسلامية ومناقب الخلافة العثمانية) من تأليف الشيخ حسن العطار ودراسة وتحقيق الدكتور أحمد عبد الله نجم الصادر عن دار الهداية. وقد وصف المؤرخ الشهير الجبرتي الشيخ حسن العطار في كتابه عجائب الآثار بقوله: صاحبنا العلامة، وصديقنا الفهامة المنفرد الآن بالعلوم الحكمية، والمشار إليه في العلوم الأدبية، صاحب الإنشاء البديع، والنظم الذي هو كنظم الربيع، الشيخ حسن العطار حفظه الله من الأغيار). ومن أشعاره التي ساقها الجبرتي عنه قوله: أحاديث وهم وقد ألم فأوجعا وحل بنادي جمعنا فتصدعا لقد صال فينا البين أعظم صولة فلم يخل من وقع المصيبة موضعا وجاءت خطوب الدهر تتري كلما مضي حادث يعقبه آخر مسرعا وحل بنا مالم نكن في حسابه من الدهر ما أبكي العيون وأفزعا. ونعرف من خلال هذه الدراسة أن الشيخ حسن العطار كانت له ثقافة عريضة، ومقدرة نقدية كبيرة، وأنه كعالم وفقيه لم يكن فيه تزمت أو إغلاق، وإنما كان واسع الأفق، رقيق الذوق، فوق كونه أديبا مطبوعا، ومفكرا ومصلحا مستنيرا. ونعرف من خلال هذه الدراسة أيضا أن المدارس العالية الفنية التي أنشئت في مصر في تلك المرحلة كالهندسة والطب والصيدلة والألسن، كانت تمثل استجابة حقيقية لما كان ينادي به الشيخ حسن العطار، الذي كان ينادي بضرورة التغيير، وكانت الكتب التي ترجمت بالمئات في شتي العلوم والفنون والآداب، الصدي المحقق لأمنيات الشيخ العطار كما يقول أحمد زكريا الشلق في الكتاب الذي ألفه عنه. إن الشيخ حسن العطار كان بجانب ما حصله في العلوم الشرعية والدينية، مهتما بالفلك والهندسة والجغرافيا والطب، ونال ثقة محمد علي باشا الذي أسند إليه رئاسة تحرير جريدة الوقائع المصرية في بدء صدورها عام 4221ه 8281م. وفي عام 6421ه / 0381م تولي الشيخ حسن العطار مشيخة الجامع الأزهر، وظل بها حتي توفي في 0521ه / 4281م وترك مؤلفات في اللغة والأدب والمنطق وأصول الفقه، والطب أيضا.