»كيد النسا« الجزء الثانى ونحن علي مشارف الأسبوع الثالث من رمضان، فقد اتضح مستوي الأعمال الفنية المقدمة في رمضان، حيث تستطيع أن تقول بثقة وبضمير مستريح ان هذا المسلسل جيد يستحق أن أكمل متابعته، وأن هذا رديء لايستحق الوقت الذي أضيعه معه، والكلام هنا ينطبق علي المشاهد العادي أو الناقد المتخصص، وأعتقد أن أكثر المسلسلات التي جاءت مخيبة للآمال "الزوجة الرابعة"، الذي هو استنساخ ملحوظ لمسلسل الحاج متولي، الذي شارك في بطولته مصطفي شعبان منذ مايقرب من سبعة أعوام، والغريب أن بطل المسلسل يبدي دهشة وانزعاجا عندما يواجه بهذا الرأي! ويقول بثقة وثبات نحسده عليهما، طب ما تستنوا للآخر! وبعدين أحكموا، مع أن المسألة باينة للأعمي، ثم حتي لو لم يكن الزوجة الرابعة مستنسخا من الحاج متولي، فالأكيد المؤكد أنه عمل فني شديد السطحية، والسخافة، ويأكل من شعبية كل من شاركوا فيه وأولهم، بطله مصطفي شعبان، وعلا غانم، ولقاء الخميسي، ولكن علي مصطفي شعبان أن يحمد الله ويبوس إيده "وش وضهر"، لأن مسلسله لن يحصل علي لقب الأسخف والأكثر سوءا، لأن هذا اللقب محجوز لمسلسل آخر هو "الإخوة الأعداء"، الذي يلعب بطولته فتحي عبدالوهاب وأحمد رزق، وياسر جلال، ولقاء الخميسي أيضا، ومعهم صلاح السعدني والمسلسل من إخراج محمد النقلي، أحد بقايا زمن الدراما المنقرضة، من حيث المستوي التقني، والسيناريو، وأداء الممثلين، وقد يسألني أحدهم ولماذا تحرصين علي مشاهدته رغم سوء مستواه؟ وهو سؤال وجيه حقاً، وإجابته إنني في البداية توسمت خيرا، واعتقدت أن العمل له علاقة ما برواية الكاتب الروسي العظيم ديستوفسكي (الإخوة كرامازوف) التي تحولت إلي فيلم سينمائي من كلاسيكيات السينما العالمية ويحمل نفس الاسم، ولعب بطولته بول براينر في عام 8591 كما تحولت الرواية إلي فيلم مصري كتب له السيناريو رفيق الصبان، وأخرجه حسام الدين مصطفي، أما الأدوار الرئيسية فكانت من بطولة يحيي شاهين، ونور الشريف، وحسين فهمي، ومحيي إسماعيل، بالإضافة لنادية لطفي وميرفت أمين، يعني فريق عمل مميز جدا، ومعالجة سينمائية جاءت ترجمة لروح الرواية، مع إضافة التحابيش المصرية اللازمة، ولكن في الحقيقة فإن المسلسل الذي حمل اسم (الإخوة أعداء) لم يأخذ من الرواية إلا قشور القشور، في معالجة هي الأكثر رداءة بين مسلسلات هذا العام، ولكن مما زاد الطين بلة، هذا الأداء الغريب لتجسيد شخصيه الأخ الشرير الانتهازي التي يقدمها فتحي عبدالوهاب!! بالإضافة للمنظر الغريب الذي بدا عليه حجاج عبدالعظيم وهو يرتدي باروكة شعر تقربه من شخصية أيوب التي قدمها محمد صبحي في مسرحية الجوكر!! حالة من الهزل والهزال الفني، لم ينقذه تصوير بعض المشاهد في مدن آسيوية! ثم الأهم من كل هذا كيف يدعي شريف حلمي أنه مؤلف العمل؟ وكان الأجدر به أن يكتب معالجة درامية عن رواية الإخوة الأعداء، أو تشوية درامي لشريف حلمي! وينافس مسلسل شمس الأنصاري الذي يلعب بطولته محمد سعد بشدة للحصول علي لقب الأسوأ، وهو بهذا العمل يكتب نهايته كنجم سواء في السينما أو التليفزيون، وكنا نسمع كثيرا كلما ظهر لمحمد سعد فيلم هزيل وتافه، جملة إنه ممثل جيد، بس الفرصة لم تواته ليثبت ذلك، طيب ياسيدي أهي الفرصة واتته، ليقدم عملاً غير كوميدي، فماذا صنع؟ وفي آخر طابور الأسوأ يقف مسلسل (كيد النسا) للمخرج أحمد البدري، ويبدو أن صناع العمل ظنوا و(بعض الظن إثم) أنهم يقدمون تحفة فنية خالدة، تستحق أن يكون لها أجزاء ثانية، فأتحفونا هذا العام بجزء مكمل، نعترف أنه يتضمن بعض المعجزات، أولها إحياء الموتي، فلاشك أن من كان يتابع المسلسل في العام الماضي يتذكر جيدا أن الشخصية التي يقدمها أحمد بدير قد ذهبت إلي بارئها، ماتت يعني، فإذا بنا نفاجأ بعودته إلي الحياة مرة أخري، ليكون محل صراع بين الست كيداهم (فيفي عبده) والست حلاوتهم (نبيلة عبيد) الزوجة الأولي لدونجوان عصره أحمد بدير، وبالطبع يصعب أن نلوم فيفي عبده علي هذا المسلسل، فهي تحب الحكايات الشعبية، وقداكتسبت شهرتها من أداء تلك الشخصيات في السينما والتليفزيون، ولكن بالطبع يحق لنا أن نلوم نبيلة عبيد، التي كلما خرجت »من نقرة«، وقعت في »دحديرة«، وكأنها متعاقدة مع الفشل، وحالفة ميت يمين علي تقديم أعمال تليفزيونية متواضعة القيمة! ضاربة عرض الحائط بكل تاريخها السينمائي، وأفلامها القيمة التي لازلنا نذكرها حتي الآن، ويصعب أن نصدق أنها لم تجد نصاً تقدمه غير كيد النسا، وحتي لو صدقنا ذلك، فكان الأجدي بها أن، تقبع في منزلها تتابع وتشاهد ما يقدمه الجيل الجديد من أعمال، قد تفيدها في اختيار من تتعاون معهم في الأعوام القادمة!