عام ونصف العام بالتمام والكمال.. ومؤسس موقع ويكيليس الشهير جوليان أسانج.. يعاني الأمرين بين محاكم بريطانيا والسويد بعد أن أودعوه الإقامة الجبرية في إحدي ضواحي لندن بعد مذكرة توقيف أصدرتها السويد بحقه في قضية جرائم جنسية يقول إنهم لفقوها له بسبب مواقفه الشهيرة وفضح العديد من الأنظمة في العالم ونشره منذ نحو العامين لمئات الألوف من الترقيات الدبلوماسية السرية من واشنطن تكشف كلها المستور حول : حروب العم سام في العراق وأفغانستان وما وراء البحار.. وفضائح أنظمة العراق وسوريا وتنظيمات القاعدة وحماس وحزب الله.. وتبشر بعضها لثورات الربيع العربي!! والحكم الأخير بحق أسانج الاسترالي الجنسية والذي أيده 5 من قضاة المحكمة العليا في بريطانيا من أصل 7 قضاة.. يعني أن أمر الاعتقال الأوروبي نافذ وأنه يجب ترحيله إلي السويد ولكن بعد الطعن أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورج.. أسانج من جانبه لم يكتف بحكم المحكمة بل إنه سارع وفي بادرة منه لطلب حق اللجوء السياسي لسفارة أكوادور إحدي بلدان أمريكا اللاتينية في لندن.. وقالت الحكومة الإكوادورية إنها تطلب منه إيضاحات قبل دراسة طلبه بجدية وهو ما أدي بالرجل للتأكيد أن قرار ترحيله للسويد قد يعني تسليمهم له للولايات المتحدةالأمريكية حيث يمكن أن تتم مقاضاته هناك بإفشاء أسرار الدولة وقد يحكم عليه بالإعدام حسب القانون الأمريكي، وقد تتم معاملته قبل الحكم عليه معاملة غير إنسانية أو يخضع لمحاكمة غير عادلة داخل أمريكا. ❊❊ ولكن لماذا اللجوء لسفارة الأكوادور بالذات؟ أسانج بحكم القانون يقيم داخل السفارة الآن.. وهو مايعني أنه علي أرض دبلوماسية ولايمكن للسلطات الأمنية البريطانية المساس بحريته أو القبض عليه. كما أن الرجل كان قد سبق له أن منح حق الإقامة في الأكوادور منذ نحو العامين بعد عرض تقدم به وزير خارجيتها له والذي أكد علي حق اسانج في أن يعمل بحرية لنشر ما يملكه من معلومات من خلال موقعه الشهير الويكيليكس.. ولكن الرئيس الأكوادوري ألغي هذه الدعوة لاحقا ربما لضغوط مارسوها عليه، أو اقتناعه بإدانة اسانج في واقعة ادعاءات اثنتين من السيدات بأنه اعتدي عليهما جنسيا أثناء تواجده في العاصمة السويدية استوكهولم.. وكانتا تعملان منذ سنوات في الموقع وتحت رئاسة اسانج.. الذي مازال بإمكانه بالإضافة لحقه في اللجوء السياسي لدولة تقبله.. أن يواصل كفاحه لفضح ممارسات أمريكا وهو ما قد يخفف عنه الضغوط لتسليمه للسلطات الأمريكية في النهاية. والرجل تم الإفراج عنه علي ذمة القضية بكفالة بلغت 002 ألف جنيه استرليني دفعها عدد من أصدقائه ومؤيديه حول العالم.. وهو الآن يواجه بالإضافة لتهمة الاغتصاب لفتاتين دون رضاهما!.. تهماً تتعلق باختراق الأمن القومي لأكثر من دولة.. والتجسس. والتحريض علي إثارة الفتن! وكلها تطارده في أكثر من بقعة حول العالم.. ولم تثنه عن مواصلة نشر الوثائق والبرقيات الرسمية والدبلوماسية.. وكان آخرها ما أعلن عنه موقع ويكيليكس في فبراير الماضي من أنه قد بدأ في نشر أكثر من 5 ملايين برقية سرية عن وكالة ستراتفور الأمريكية الخاصة بالمخابرات الاستراتيجية.. وهي برقيات تمتد مابين شهري يولية 4002 وديسمبر من العام الماضي. وتكشف في بعض تفاصيلها عن شبكات دولة معقدة من المخبرين وغسيل الأموال بالإضافة لوسائل نفسية تستخدمها وكالات المخابرات للتأثير علي المتهمين وغيرهم. وتكشف أيضا.. عن علاقات لهذه الوكالة مع شركات وكيانات وتنظيمات وحكومات حول العالم لتسميهم ب (الزبائن الخاصين والحكوميين).. ومنهم وزارات للخارجية والأمن الداخلي والدفاع وغيرها. ومانشره الموقع مؤخرا.. يضاف لرصيد هائل من الإنجازات له حول فضائح للأنظمة والساسة حول العالم.. بدأت بجهود اسانج (14 عاما) وهو صحفي وناشط علي الإنترنت ومبرمج استرالي الجنسية.. شارك في إنشاء الموقع الشهير ويكيليكس منذ 5 سنوات فقط بهدف نشر الأخبار والمعلومات الهامة وأحيانا السرية للناس وبالذات تلك المتعلقة بحروب أمريكا في أفغانستان والعراق.. وكذلك تجاوزات عديدة منها التقرير المصور الشهير الذي أظهر طائرة هيليكوبتر أمريكية وهي تهاجم عددا من العراقيين المدنيين وتقتلهم دون رحمة. وكان من بين القتلي صحفيات من رويترز. بالإضافة لتسريبات عديدة لويكيليكس عن العراق ومشاهد التعذيب في سجن أبو غريب قرب العاصمة العراقية بغداد.. وممارسات غير إنسانية للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وممارسات لاتقل دموية في أفغانستان من جانب كل من القوات الأمريكية ومقاتلي طالبان. وكذلك .. حوادث التعذيب المشينة في قاعدة باجرام شمال أفغانستان من جانب القوات الأمريكية.. والمشاهد الشهيرة للتعذيب والمعاملة غير الآدمية لمعتقلي سجن جوانتنامو الرهيب. ومنذ أكثر من عامين.. والرجل مدرج علي لائحة الشرطة الدولية (الانتربول) تحت مسمي أكثر المطلوبين لديها!! والبعض يؤكدون وهذه حقيقة.. أن القبض عليه في بريطانيا منذ السادس من ديسمبر 0102 ليس لمجرد مذكرة توقيف صادرة ضده لتهمة اغتصاب وتحرش جنسي من القضاء السويدي.. ولكن الموضوع أعمق من ذلك.. فقد هددته أمريكا بالملاحقة منذ أكثر من 4 سنوات.. ردا علي نشر ويكيليكس عدة مذكرات وبرقيات قدرها المتابعون بأكثر من مائة ألف وهي سرية للغاية.. وأثارت الكثير من الشكوك حول نوايا أمريكا حول العالم. والحرج للإدارة الأمريكية السابقة والحالية.. والعديد من البلدان التي ورد ذكرها فيها.. ويضاف لذلك بالطبع المدونة التجميعية لوثائق ويكيليكس والمتعلقة بأنظمة العالم العربي ومنها دول الربيع العربي: تونس ومصر وليبيا، وبلدان مثل: سوريا واليمن ولبنان.. والعراق.. وكلما تنبأت بثورات حدثت بالفعل في ليبيا وتونس ومصر.. وبعضها في الطريق لتحقيق أهدافه في: اليمن وسوريا وبعض بلدان المغرب العربي.