»إد داينر« رائد علم النفس لمدة ثلاثين عاما والذي لقب بالأستاذ چيري لدراسات السعادة وأطلق علي »روبرت بيزاوس داينر« انديانا جونز علم النفس الإيجابي مؤلفا كتاب »السعادة كشف أسرار الثروة النفسية« وهما أب وابنه ترجمة مها بكير ومراجعة معتز سيد عبدالله وهو صادر عن المركز القومي للترجمة عمل »إد« بجامعة نيدي الأمريكية ونشر أول مقال عن حسن الحال الذاتي عرف فيه السعادة وقياسها وفوائدها واختلاف الثقافات في السعادة وتأثيرها علي الذاكرة والعمليات التي تؤثر علي سعادة الناس وقد أجري روبرت بحثا عن السعادة في أماكن غير عادية مثل السفانا الأفريقية وكالكتا وزار دبي واسطنبول والفاتيكان وقري الجبل بالمغرب اهتم فيها بمقابلة الناس العاديين مثل سائقي الحافلات ومصففي الشعر وعمال البريد جاء التعاون بين الأب والابن امتدادا طبيعيا من المعمل البحثي إلي الميدان وهما في هذا الكتاب يقومان بمزج معرفتهما العلمية مع الحكمة الشخصية والتجارب المتنوعة لكشف غموض الثروة النفسية والعثور علي الأسرار الحقيقية للسعادة يري مؤلفا الكتاب أن الثروة النفسية هي التي تمتد إلي ما وراء الثروات المادية والمفاهيم الشائعة مثل الذكاء العاطفي ورأس المال الاجتماعي وتشمل اتجاهاتنا نحو الحياة والمساندة الاجتماعية والارتقاء الروحي والموارد المادية والصحية والأنشطة وتعتبر الثروة المالية عنصرا واحدا فقط من عناصر الثروة الحقيقية بالقياس إلي الثروات الأخري فعلي الرغم من فائدة المال الجم هناك علاقة حب كراهية بينه وبين عدد من الناس فلنفكر للحظة في الشعور المتناقض الذي ساد تجاه الأغنياء الذين يتعرضون للسخرية والعداوة بسبب الظلم والسرقة والمعاملة السيئة والاتجاه القاسي تجاه الفقراء ويذكر الكتاب حال الملك الأسطوري ميداس في القرن الثامن قبل الميلاد وحظي بحب وعطف الإله »دايونسيوسي« الذي قرر أن يحقق له أمنية واحدة حيث اختار القدرة علي تحويل أي شيء يلمسه إلي ذهب وابتهج فرحا بقدرته الجديدة وأخذ يجربها علي كل ما حوله فحول الأحجار إلي معدن ثمين وعند عودته لقصره أمر بإعداد وليمة احتفالا بقدرته تحول النبيذ والطعام لذهب وأصابه ومن بقصره الجوع وعندما لمس ابنته تحولت إلي تمثال من الذهب.. قام بعدها الملك ميداس بالصلاة لديثسيوس كي يزيل هذه المقدرة فحققها له وتجذب هذه القصة الانتباه المتناقض بشأن المال والثروة وتقدم رواية تحذيرية مهمة فيما يتعلق بالجشع أن الثروة النفسية أكبر كثيرا من الثروة المالية لأننا عندما نمتلكها نمتلك كل شيء وإذا تخلينا عن العديد من الأوجه الأخري للثروة الحقيقية من أجل كسب المال فإن هذا ماديتنا التي تخفض من قيمتنا الصافية وتحيلنا للإفلاس الروحاني.