وبغض النظر عن هوية رئيس مصر الجديد ومن سيكون إلا أن الفائز في هذه العملية الانتخابية التي تتم لأول مرة هو الشعب المصري الذي أصبح من حقه انتخاب رئيسه بإرادته الحرة.. وعلي كافة الأحوال حرص وزير الخارجية محمد كامل عمرو علي التأكيد من خلال مؤتمر صحفي عقد بوزارة الخارجية علي أن عملية التصويت وفرز الأصوات في 139 لجنة.. حيث إن كل سفارة أو قنصلية بالخارج تمثل دائرة فرعية في حد ذاتها قد تمت بسهولة ويسر.. مشيرا إلي أن ما أشيع عن وجود بعض حالات من التزوير أثناء عملية التصويت مثل اللجوء إلي التصويت المزدوج قد تكون قد تمت بحسن نية ولكن هناك حالات قليلة مشكوك في نية أصحابها ومن ثم تم إعداد محاضر بتلك الحالات الضئيلة وتم رفعها إلي اللجنة العليا للانتخابات لاتخاذ ما تراه في هذا الشأن. نتائج إيجابية ومن الجدير بالذكر فإن العملية الانتخابية في سفاراتنا وقنصلياتنا بالخارج تم الإعداد لها من قبل وزارة الخارجية بصفة جيدة حيث تم السماح لمندوبي المرشحين المعتمدين بمتابعة عملية التصويت.. كما تم السماح لمندوبي منظمات المجتمع المدني بالتواجد أيضا. من ناحية أخري أوضح محمد كامل عمرو وزير الخارجية بأن الوزارة توقعت أن يكون هناك ضغط علي بعض السفارات في دول الخليج ومن ثم تم إرسال تعزيزات كبيرة سواء من أجهزة الحاسب الآلي وخلافه، بالإضافة إلي دعم هذه السفارات بالعنصر البشري من دبلوماسيين وإداريين وفنيين من ديوان الوزارة. وبالمقارنة بالتصويت في الانتخابات البرلمانية نجد أن عدد الناخبين قد تزايد بالرغم من أن الانتخابات البرلمانية قد تمت علي مراحل وقد توجه محمد عمرو بالشكر إلي الدول المضيفة للبعثات الدبلوماسية المصرية التي حرصت هي الأخري علي تقديم كافة المساعدات التي تم طلبها وتوجه بالشكر أيضا إلي أبناء الخارجية المصرية بالخارج من دبلوماسيين وإداريين ومكاتب فنية الذين بذلوا جهدا غير عادي وكان لديهم شعور بالفرحة العامة لاسيما أنهم يقومون بخدمة وطنية جليلة لبلدهم. وقال عمرو: إن عملية تصويت المصريين في الخارج من خلال السفارات والقنصليات من أهم مزاياها أيضا هو التغيير الإيجابي في العلاقة بين المواطن المصري وقنصليته بالخارج. وأوضح وزير الخارجية بأن هذه العملية في مجملها هي تجربة قومية نعتز بها لأننا نجحنا في اجتياز هذه التجربة وحققنا نتائج إيجابية وبعد أن تهدأ الأمور سوف نعمل علي دراسة الدروس المستفادة من هذه التجربة حتي نتجنب في المرات القادمة أي سلبيات بإذن الله.. مسافة واحدة ومن جديد حرص وزير الخارجية علي التأكيد أن وزارة الخارجية تقف علي مسافة واحدة من جميع مرشحي الرئاسة لأن ذلك التزام قانوني فالقانون يحتم علي جميع المنتمين لوزارة الخارجية عدم المشاركة في أي دعاية أو حملات انتخابية وغيرها وفوق كل ذلك فإن هناك أيضا التزاما أخلاقيا فلا يمكن لجهاز الخارجية أن ينحاز لأي مرشح.. وأوضح محمد كامل عمرو وزير الخارجية أن رد الفعل للعملية الانتخابية التي تمت في الخارج في مجمله إيجابي.. فلأول مرة يشهد العالم هذه التجربة الهامة في تاريخ مصر حيث هناك أكثر من عشرة مرشحين لكل مرشح برامجه وهناك سماح للمجتمع المدني والمراقبة الدولية وهذا في حد ذاته شيء إيجابي وقد لمست ردود فعل إيجابية للعملية الانتخابية في سفاراتنا بالخارج سواء من خلال الاتصالات التي أجريها مع وزراء الخارجية في كافة الدول ومن خلال تقارب الإعلام العربي والغربي. وبالرغم من أن نتائج تصويت المصريين بالخارج لا تحمل دلالة حاسمة عن هوية الرئيس المقبل ولا يمكن الاستدلال بها علي نتائج التصويت محليا إلا أنها خطوة هامة تبعث بالأمل علي أن العملية الانتخابية بالداخل وسوف تتم بنجاح وأخيرا فإن الحسم الحقيقي سيكون من خلال الصندوق الانتخابي بالداخل وعلينا جميعا احترام الإرادة الشعبية التي سوف تختار رئيس مصر القادم.