احتجاجات أمام السفارة أثارت أزمة بعد قرار الحكومة السعودية باستدعاء سفيرها بمصر للتشاور وإغلاق سفارتها في القاهرة وقنصلياتها في مصر.. في خطوة تصعيدية مفاجئة توالت ردود الأفعال الرسمية والحزبية والشعبية علي هذا القرار.. فيما حاولت الجهود الرسمية تكثيف الاتصالات لاحتواء الأزمة وانتباه الحكومة والخارجية مؤخرا لإصدار بيانات والتي اتسمت بالاعتذار. جاءت ردود الفعل الحزبية أقل اندفاعا نحو سيل من الاعتذارات بل دعا بيان »الحرية والعدالة« المملكة العربية السعودية إلي العمل علي عدم زيادة الاحتقان بين القاهرة والرياض مؤكداً أن الجماهير التي تظاهرت أمام السفارة السعودية كانت تعبر عن رغبة المصريين في الحفاظ علي كرامة مواطنيهم في الدول العربية.. فإلي أين تتجه الأزمة الآن في ظل ظروف استثنائية تعيشها مصر.. وهل ستنجح في احتوائها؟ وعن كيفية مواجهة الأزمة كما يرويها الدكتور مصطفي الفقي.. أن هناك جهودا حثيثة لاحتواء هذه الأزمة سواء علي مستوي وزارتي خارجية البلدين أو علي المستوي الأعلي بين المجلس العسكري وبين الديوان الملكي السعودي.ويضيف: نأمل أن يتم احتواء المشكلة وعودة السفير لكن السؤال كيف تم هذا؟.. ولابد أن نعترف أن التعميم وعدم أخذ الأمور علي أساس من الدقة وترك الأمر لانفعالات الشارع أدي إلي تفاقم سريع للمشكلة. ويكمل الدكتور الفقي: نحن بالطبع لا نقبل إهانة أي مصري في أي بلد آخر.. ولكن علي أن يتم ذلك في إطار احترامنا لقضاء الدول الأخري.. كذلك كان يجب علي الدبلوماسية المصرية أن تستبق حركة الشارع وأن تقوم بتفسيره للدولة الأخري.. لكننا تركنا للشارع أن يتصرف في ظل معلومات ضعيفة.. وكانت النتيجة ما شاهدناه من رد فعل عنيف من الجانب السعودي.. وإذا كان بيان الخارجية قد جاء متأخرا كثيرا عن موعده ليفسر ما يحدث في الشارع المصري إلا أن تصريحات الحكومة جاءت هي الأخري غير مرضية للكثيرين خاصة مع لغة الاعتذار المبالغ فيها.. حيث أعربت الحكومة عن أسفها عن الحوادث الفردية التي صدرت عن بعض المواطنين ضد سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة بالقاهرة.. مؤكدة أن الأحداث التي صدرت لا تعبر إلا عن رأي من قاموا بها وأن الحكومة المصرية تستنكر هذه التصرفات غير المسئولة وغير المحسوبة التي تسيء إلي العلاقات المصرية السعودية. معلومات مغلوطة وهو ما وصفه الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب بالبيان الضعيف والهزيل ويحمل إدانة لطرف واحد وفيه تزايد لغة الأسف.. ويشير إدريس إلي أن الشباب أمام السفارة السعودية حركته دوافع الكرامة.. كرامة الوطن والمواطن.. ولا نخفي هنا أنه وصلته معلومات مغلوطة.. ويحمل الدكتور إدريس وسائل الإعلام مسئوليتها في عدم تحري الدقة لتوصيل معلومات صحيحة للشارع حتي لا تصل بالأزمات إلي هذا الحد.. كذلك يعيب الدكتور إدريس تأخر وتراخي دور الخارجية والسفير المصري في السعودية.. ويؤكد علي ضرورة النهوض بدور مصر العربي.. لأن مصر ليست من الدول الداعية للخلافات والصراعات.. بينها وبين أي دولة عربية.. لذلك نحن مع سياسة احتواء الأزمة لكن دون المساس بكرامة أي دولة.. ويكمل.. وإذا كان البيان الصادر من الحكومة المصرية هزيلا وضعيفا.. فلابد من تدخل القيادة المصرية والسعودية للملمة الأمر.. أما سحب السفير فهو »علي حد وصفه« أمر متسرع لأن المظاهرات موجودة في كل شوارع مصر.. ضد الحكومة وضد المجلس العسكري نفسه.. وليس ضد أشقائنا في السعودية علي وجه التحديد.. لأن مصر الآن في ظروف استثنائية.. إضافة إلي عدم وجود يقين مؤكد حول حقيقة ما حدث.. ويعود إدريس ليؤكد: أنا مع الثورة كاملة.. فالمصري الذي لا يجد كرامته في مصر.. لا يجدها في أي مكان آخر.. والطريق الوحيد لتحقيق عزتنا وكرامتنا هو أن ننجو بثورتنا ممن يريدون هدمها. التمييز في التعبير وهو ما يتفق معه السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قائلا: الموقف أتي في ظرف تاريخي خاص بتطور مسار الثورة المصرية الشعبية التي أعادت شعار الكرامة لكل المصريين.. لذلك علي الأطراف خارج مصر أن تقيم اعتبارا لهذا الشعار. ويضيف.. كذلك علي موجهي الرأي العام أن يوجهوا الشباب إلي ضرورة التمييز في التعبير عن ظرف معين طارئ مع دول بعينها ومع دول أخري شقيقة وصديقة.. فيجب أن يكون هناك تمييز بين السفارات الأجنبية والسفارات العربية.. ويقول.. ظني أن موجهي الرأي العام والمثقفين عليهم أن ينبهوا الجماهير العادية إلي ضرورة التمييز في التعبير تجاه أطراف مختلفة.. وقف التصعيد من جانبه وجه المستشار القانوني للسفارة السعودية بالقاهرة محمد جمال الدين اللوم في تصعيد أزمة المحامي أحمد الجيزاوي المحتجز بالسعودية إلي وزارة الخارجية.. مشيرا إلي أن قرار الحكومة السعودية باستدعاء سفيرها بالقاهرة أحمد قطان وإغلاق القنصليات السعودية الثلاثة في القاهرة والإسكندرية والسويس.. بالإضافة إلي إغلاق السفارة سببه عدم صدور بيان رسمي من الخارجية المصرية لتوضيح الأمر للرأي العام المصري مما أدي لزيادة الاحتقان في الشارع.