مع الأستاذ: كاسترو خلال 340 يوما كاملا.. أمضي منها رئيس فنزويلا القابعة في وسط أمريكا اللاتينية.. (200 يوم) في فترة نقاهة.. و(80) يوما في كوبا للعلاج من مرض السرطان!!.. أنصاره يقولون إن الرجل سيتعافي من مرضه وسيعود لبلده.. ولخطبه الشهيرة الموجهة لشعبه والتي استغرق بعضها عشر ساعات كاملة ولمواقفه الثابتة ضد إمبرالية أمريكا وجشع الغرب.. والوقوف وراء المستضعفين من إيران شرقا ومرورا بالفلسطينيين.. وحتي الهنود الحمر في أمريكا ذاتها؟! وهوجو شافيز.. الذي وصل للرئاسة منذ 13 عاما.. نجا من انقلاب عسكري.. وسار في نفس الطريق الذي نهجه أساتذته من المناضل الأمريكي اللاتيني: شيي جيفارا ومرورا بالكوبي : فيدل كاسترو ومن قبلهم محرر أمريكا اللاتينية كلها: سيمون بوليفار.. وفي كل مواقفه كان يشبه أي رئيس أمريكي يصل للسلطة بالشيطان، مستخدما في ذلك جاذبيته الشخصية الجارفة خاصة عند الفقراء من أبناء شعبه والشعوب المجاورة.. وقدرته علي مواصلة الحديث لساعات وساعات.. دون كلل أو ملل. ولكن الرجل.. لم يعد كما كان .. علي الأقل بالنسبة لنفسه.. فقد أصابه المرض اللعين السرطان في 30 يونيه من العام الماضي.. حينما ظهر الرجل عبر خطاب تليفزيوني تم تصويره في كوبا.. ليعلن للعالم أنه في فترة نقاهة بعد عملية جراحية أجريت له في 10 من ذات الشهر لاستئصال ورم ومن يومها.. وهو في صراعين: صراع مع معارضيه للعودة بقوة للحكم بعد نحو 3 شهور من الآن عندما تجري الانتخابات الرئاسية القادمة.. وصراع مع نفسه للتغلب علي مرض السرطان الذي كلفه: فقدان شعر رأسه بالكامل.. بعد علاج كيمائي وإشعاعي خضع له في كوبا. شافيز.. وبطريقته المعتادة توسل للسيد المسيح في أحد القداسات ببلاده أن يعطيه الحياة حتي لو كانت مؤلمة بأشواكها.. لأن هناك المزيد الذي مازال يري أن عليه فعله لشعبه.. الفقير الذي خاطبه بقوله: لقد أصابني العلاج بالإشعاع في مقتل وأثر سلبيا علي جسدي ولكنني سأكون بخير. أنصاره يقولون: أنه سيتشبث بالسلطة حتي آخر لحظة في حياته.. وحتي يصبح عاجزا.. أو يموت! وهي صفات يعرفها كل من تقرب للرجل سواء من أبناء شعبه أو من قادة العالم سواء المعارضين له أو المؤيدين لسياساته المعلنة.. فالرجل (58 عاما) هو الرئيس ال 61 لفنزويلا.. ووصل للحكم منذ 13 عاما.. ومن يومها وهو يعلن أن حكومته ذات سلطة ديمقراطية اشتراكية وينادي بالتكامل السياسي والاقتصادي بين كل بلدان أمريكا اللاتينية.. ويعلن صراحة عن عدائه للإمبرالية ولأنصار العولمة ولكل سياسات أمريكا الخارجية التي تهدف للسيطرة علي العالم. ومن قبل توليه السلطة.. قاد شافيز انقلابا عسكريا فاشلا عام 1992.. ودخل السجن إلي أن أطلقوا سراحه بعد عامين ليؤسس حركة يسارية أوصلته للرئاسة بعد دعوته البراقة بدعم الفقراء.. ثم أعيد انتخابه بعد ذلك عام 2006 وحتي الآن عبر فترتين للرئاسة وعبر برنامج قومي أطلق وقتها لمحاربة الفقر والمرض والأمية وسوء التغذية المنتشر ببلاده. وفي كل هذه الفترات التي قضاها في الحكم.. كان شافيز مصرا علي تحويل فنزويلا لدولة اشتراكية ماركسية لينينية.. وعلي ذلك قام بحركة واسعة للتأميم شملت: شركات التليفون والكهرباء، وحدث ذلك كله وسط معارضته في بلاده ومن جانب أمريكا المتربصة لسياسته.. حتي الآن. والرجل الذي اختير أكثر من مرة ضمن أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم حسب مجلة التايم الأمريكية.. يعتمد في تحقيق سياسته علي ثروة فنزويلا الهائلة من البترول رابع أكبر منتج له في العالم.. وعلي صداقاته الوطيدة مع كل من الرئيس الكوبي السابق: (كاسترو) وبعض الدول المناوئة لأمريكا خاصة إيران وكوريا الشمالية وعدائه الصريح لسياسات إسرائيل وصداقته لحزب الله وسوريا.. وحماس بالطبع ولبلدان مجاورة له تؤيده في أمريكا اللاتينية وضد أمريكا ومنها: نيكارجوا وشيلي. كما كانت له آراؤه ومواقفة الثابتة من : رفض الغزو الأمريكي للعراق.. وقصف قوات حلف الأطلنطي الناتو وعلي رأسها أمريكا.. لأفغانستان.. والحرب الأهلية في سوريا الآن.. إلي جانب أنه طلب طرد السفير الإسرائيلي من بلاده بعد الغزو الإسرائيلي علي قطاع غزة.. وأعلن وقتها وحتي الآن أنه خفض مستوي التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.. لأدني مستوياته. وزاد علي ذلك.. بأن طلب من المجتمع الدولي أن تتم محاكمة كل من الرئيسين الأمريكي والإسرائيلي.. أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.. لسياساتهما الخاطئة.. في العالم. ورغم ذلك.. فإن للرجل معارضيه حتي داخل فنزويلا والذين يرون أنه أساء إساءة بالغة في إدارته لاقتصاد البلاد وفي استنزاف ثروتها البترولية.. وأنه خارجيا قد أساء للعلاقات مع العديد من البلدان وعلي ر أسها: أمريكا.. بانتهاج سياسات ماركسية شيوعية.. عفا عليها الزمن.